الجيش الأميركي السيبراني يوجّه رسالة لإيران والعالم

طهران تتعرض لهجمات إلكترونية استهدفت حواسيب تعمل على التحكّم في إطلاق الصواريخ والقذائف، وشبكة تجسّس مكلّفة بمراقبة عبور السفن في مضيق هرمز.
الخميس 2019/06/27
من هنا بدأ الهجوم

واشنطن - قال مسؤولون أميركيون إن هجمات إلكترونية أمر بها البيت الأبيض أدّت إلى تعطيل أنظمة إطلاق صواريخ إيرانية، إلا أن خبراء شكّكوا في إمكانية الوصول إلى حقيقة ما حصل فعلا، رغم أنّهم اعتبروها رسالة لإيران وللعالم.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤولين أنّ إحدى الهجمات استهدفت حواسيب تعمل على التحكّم في إطلاق الصواريخ والقذائف. كما ذكر موقع “ياهو” أنّ هجوما إلكترونيا آخر استهدف شبكة تجسّس إيرانية مكلّفة بمراقبة عبور السفن في مضيق هرمز.

ووقعت الهجمات بعد يومين على إسقاط القوات الإيرانية طائرة دون طيار من طراز “غلوبال هوك” تابعة للبحرية الأميركية، بعدما أصابها صاروخ أرض-جو أطلقته القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني.

ونفت طهران أن تكون تكبّدت أي أضرار نتيجة الهجمات الإلكترونية. وأوضح وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي في تغريدة “لم تنجح أي من هجماتهم رغم أنهم يبذلون جهودا كثيرة بهذا الصدد".

ويرى جوليان نوسيتي، الخبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أنّ “المشكلة في هذا النوع من الحوادث أن كل الأطراف تمارس الخداع”، مضيفا “إن الغموض دائم في القطاع السيبراني”.

وأوضح “لا يجب الكشف عن الأوراق كاملة. إذا حدث ذلك، فستنكشف القدرات العملياتية وليس من المفاجئ أن الإيرانيين يؤكّدون فشل الهجمات”.

رغبة الولايات المتحدة في الإعلان سريعا عن الهجمات الإلكترونية، هدفها التأكّيد على أن واشنطن ردّت على إسقاط إيران للطائرة بعد إلغاء الرئيس دونالد ترامب ضربة ضدها

وتأجّج التوتر بين طهران والولايات المتحدة مع هجمات لم يعرف مصدرها واستهدفت ناقلات نفط في الخليج في 12 مايو و13 من يونيو. وألقت واشنطن باللوم على طهران التي نفت تورطها.

وتكرّر طهران وواشنطن التأكيد على أنهما لا تريدان الحرب، إلا أن التصريحات العدائية المتبادلة والحوادث في منطقة الخليج تتضاعف، على غرار الاعتداءات المجهولة المصدر على ناقلات النفط وإسقاط إيران طائرة الاستطلاع الأميركية. وفي الحروب السيبرانية، غالبا ما يكون الغموض هو العنوان الرئيسي، حيث أن جبهة الحرب تدور داخل الأجهزة المعلوماتية.

ويرى خبراء أنّ رغبة الولايات المتحدة في الإعلان سريعا عن الهجمات الإلكترونية، هدفها التأكّيد على أن واشنطن ردّت على إسقاط إيران للطائرة بعد إلغاء الرئيس دونالد ترامب ضربة ضد الجمهورية الإسلامية.

وبحسب نيكولا آرباجيان، الخبير في شؤون الأمن السيبراني، فإن الإيرانيين “وحدهم يعلمون إذ أصيبت بينتهم التحتية أم لا، هم وحدهم يدركون طبيعة الهجمات وحقيقتها وأهدافها”، مضيفا “طالما أنّهم لم يستخدموا صواريخهم، فليست هناك أي أدلة مادية”. وتابع “السلاح الرقمي يسمح للرئيس ترامب بالقول للعالم، وخصوصا لمناصريه، إنّه قام برد”، مشيرا إلى أنّ هذا النوع من الهجمات “يعني أن الإيرانيين وحدهم يستطيعون تأكيد وقوع أضرار، لكنهم لن يقوموا بذلك، بالتأكيد”.

وكانت طهران اتّهمت في عام 2010، الولايات المتحدة وإسرائيل بمهاجمتها من خلال فيروس “ستوكسنت” الذي أصاب عدة آلاف من حواسيبها وأوقف عمل أجهزة طرد مركزي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.

5