الجولاني يتوعد بملاحقة المتورطين بتعذيب السوريين ونشر أسمائهم

دمشق - أعلن زعيم "هيئة تحرير الشام" أبومحمّد الجولاني الذي يقود فصائل سورية معارضة أطاحت بالرئيس بشار الأسد أنّ السلطات الجديدة في سوريا ستنشر قريبا "قائمة أولى بأسماء كبار المتورّطين بتعذيب الشعب السوري" لملاحقتهم ومحاسبتهم.
ويأتي هذا الإعلان بعد دعوته إلى عدم التعرض لأي من المجندين في الجيش السوري وتعهده بإعادة بناء سوريا، لكن المخاوف من الانتقام لا تزال قائمة.
وفي بيان نشره فجر الثلاثاء على تطبيق تلغرام، قال الجولاني الذي تخلّى أخيرا عن اسمه الحركي وبات يستخدم اسمه الحقيقي وهو أحمد الشرع، "سنقدّم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب".
وأضاف "لن نتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري. سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فرّوا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".
وأوضح أنّ الحكومة المقبلة التي ستتولى السلطة في سوريا ستقدّم "مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب".
وتابع "لقد أكّدنا التزامنا بالتسامح مع من لم تتلطّخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية"، مؤكّدا أنّ "دماء وحقوق" القتلى والمعتقلين الأبرياء "لن تُهدر أو تنسى".
وأتت تلك التصريحات بالتزامن مع تأكيد الفصائل المسلحة العثور على نحو 40 جثة موضوعة داخل أكياس بيضاء وعليها علامات تعذيب، داخل غرفة تبريد في مستشفى حرستا شمال شرقي دمشق.
فيما قال محمّد الحاج، أحد مقاتلي "غرفة عمليات الجنوب"، وهو ائتلاف فصائل مسلحة "فتحتُ باب غرفة التبريد بيدي، كان المشهد مهولا، حوالي 40 جثة مكدّسة داخلها وعليها آثار تعذيب لا يصدّقه عقل".
بينما أظهرت صور ومقاطع فيديو من المستشفى، جثة شخص اقتلعت عيناه، وآخر اقتلعت أسنانه، ودماء تجمّدت على وجنة ثالث، في حين كانت الكدمات واضحة على أجساد آخرين، وفق ما نقلت "فرانس برس"
والاثنين، توجّه آلاف السوريين إلى سجن صيدنايا السيئ الصيت في ريف دمشق، بانتظار معرفة أخبار عن أقرباء لهم اعتقلوا واختفوا قبل سنوات عدة.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تداول سوريون صور سجناء أُطلق سراحهم خلال تقدّم المعارضة، من أجل التعرّف عليهم في إطار جهد جماعي للمّ شمل العائلات.
وأطلق آخرون نداءات للعثور على أقاربهم المفقودين.
وتقدّر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن 30 ألف شخص دخلوا إلى السجن منذ اندلاع النزاع في 2011، وقد أفرج عن ستة آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصا أنه نادرا ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم.
وفي ظل تصنيف الجماعة منظمة إرهابية من قبل العديد من الدول والأمم المتحدة، فإن أوراق اعتمادها كسلطة حاكمة غير مؤكدة.
والإثنين، أعلنت الفصائل المعارضة أنّ الشرع بحث مع رئيس الحكومة السورية محمّد الجلالي "تنسيق انتقال السلطة".
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحافيين "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نشارك في جهود إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وإعادة بناء المستقبل، مستقبل أفضل لسوريا".
وهناك مؤشرات أولية على عودة النظام إلى طبيعته. وستفتح البنوك السورية أبوابها الثلاثاء، ودعت وزارة النفط جميع العاملين في القطاع إلى التوجه إلى العمل الثلاثاء، مضيفة أنه سيتم توفير الحماية لهم لضمان سلامتهم.