الجهود الأميركية لضبط إسرائيل محل تشكيك

القدس - توسعت دائرة المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطنيين لتشمل الجمعة قطاع غزة، بعد أن اقتحم الجيش الإسرائيلي الخميس مخيم جنين في الضفة الغربية، في وقت يبدأ فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد جولة شرق أوسطية، تشمل مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية في محاولة لنزع فتيل التصعيد.
وقصفت طائرات إسرائيلية غزة الجمعة ردا على صاروخين أطلقهما مسلحون فلسطينيون، مما زاد حدة التوتر بعد واحد من أسوأ أيام العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.
وتسبب الصاروخان اللذان أطلقا من غزة في انطلاق صفارات الإنذار بمناطق إسرائيلية قرب الحدود مع القطاع الجنوبي الساحلي الذي تسيطر عليه حركة حماس، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو قتلى.
إلى حدّ الآن تبدو المؤشرات على نشوب حرب ضعيفة، لكن ثمة بوادر على استدعاء الحرب وسط تصعيد وتهديدات بالرد
ويأتي تبادل إطلاق النار عبر الحدود بعد اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية الخميس، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين، من بينهم مسلحون ومدنيان على الأقل، وهو أكبر عدد من القتلى خلال يوم واحد منذ أعوام.
وجاء الاقتحام، وهو أحدث حلقات مسلسل الاشتباكات شبه اليومية بالضفة الغربية التي اتسم بها العام الماضي، قبل أيام على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإسرائيل والضفة الغربية.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، الذي يزور إسرائيل والضفة الغربية في رحلة رُتبت قبل أعمال العنف الأخيرة، سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت.
وأثار العنف المحتدم منذ شهور، الذي تصاعد بعد سلسلة من الهجمات الدامية في إسرائيل العام الماضي، المخاوف من أن الصراع قد يخرج عن نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى مواجهة أوسع.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا عبرت فيه عن “قلقها البالغ” حيال العنف في الضفة الغربية، وحثت الجانبين على تهدئة الصراع. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الأمم المتحدة ومصر وقطر دعت أيضا إلى الهدوء.
وبعد أعمال العنف في جنين الخميس، أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية، التي لها صلاحيات حكم محدودة في الصفة الغربية، إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية، وهو ترتيب تُعزى إليه على نطاق واسع المساعدة في الحفاظ على النظام في الضفة الغربية ومنع حدوث هجمات على إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عاد إلى السلطة هذا العام على رأس واحدة من أكثر الحكومات اليمينية تطرفا في تاريخ إسرائيل، إن إسرائيل لا تتطلع إلى تصعيد الوضع، غير أنه أصدر أوامر لقوات الأمن بالبقاء في حالة تأهب.
وزارة الخارجية الأميركية تصدر بيانا عبرت فيه عن "قلقها البالغ" حيال العنف في الضفة الغربية، وحثت الجانبين على تهدئة الصراع
ومنذ فوز أحزاب اليمين الديني المتطرف في الانتخابات الأخيرة وعودة نتنياهو إلى السلطة وإحاطة نفسه بائتلافات متشددة، يتقدمها حزب الصهيونية الدينية و”عوتسما يهوديت” (العظمة اليهودية أو القوة يهودية)، تسود مخاوف من تصعيد عسكري إسرائيلي خطير قد يفجر موجة عنف وعنف مضاد متنقلا بين القدس وأحيائها إلى مدن الضفة وقراها.
وتدفع هذه الأحزاب إلى تغيير قواعد الاشتباك مع الفلسطينيين، ويركز إيتمار بن غفير زعيم القوة اليهودية والذي تولى منصب وزير الأمن القومي ، على دعم الاستيطان في الضفة وتصعيد المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وتضييق الخناق على العرب داخل إسرائيل.
وإلى حدّ الآن تبدو المؤشرات على نشوب حرب ضعيفة، لكن ثمة بوادر على استدعاء الحرب وسط تصعيد إسرائيلي وتهديدات فلسطينية بالرد.
ويقلل مراقبون من قدرة الولايات المتحدة على ضبط حليفتها الإستراتيجية في المنطقة (إسرائيل)، إذ إن نتنياهو محاصر بين الحفاظ على ائتلافه الحكومي الهش والضغوط الخارجية التي تمارس عليه، لاسيما من واشنطن وعدد من الدول العربية في مقدمتها مصر.
ويشير هؤلاء إلى أن الولايات المتحدة لا تملك أوراق ضغط حقيقية في ظل الحسابات الداخلية الإسرائيلية.