الجمهوريون يفشلون في تشكيل حركة مد في انتخابات منتصف الولاية

الرئيس الأميركي جو بايدن حد من الأضرار لكن إلى أي مدى؟
الخميس 2022/11/10
جرعة دعم على خلاف المتوقع

بعد توقعات بأن يسجل انتكاسة، يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن حد من الأضرار في انتخابات منتصف الولاية، لكن تبقى معرفة إلى أي حد سيكون ذلك كافيا لمنحه دفعة جديدة حتى عام 2024 أو ما بعده.

واشنطن - تمكن الحزب الديمقراطي من الحد من الأضرار أفضل مما كان متوقعا في انتخابات منتصف الولاية وحرم الرئيس السابق دونالد ترامب من تشكيل حركة مد في الكونغرس كان يراهن عليها للعودة مجددا إلى البيت الأبيض.

وليل الثلاثاء الأربعاء، بدا الجمهوريون في موقع جيد للفوز بالغالبية في مجلس النواب لكن بفارق ضئيل. وأما في مجلس الشيوخ، فانتزع معسكر الرئيس الديمقراطي جو بايدن البالغ من العمر 79 عاما من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشدّ في هذه الانتخابات.

وفاز في بنسلفانيا الديمقراطي جون فيترمان بعد أمسية سادها توتر شديد وعملية شاقة لفرز الأصوات، ما يعطي أملا لبايدن بالاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ حيث كان الجمهوريون يتمتعون حتى الآن بتقدم طفيف في استطلاعات الرأي.

وباتت التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ معلقة الآن على أربعة مقاعد: أريزونا ونيفادا وجورجيا وويسكونسن، وهو عدد كبير من الولايات، إذ أن فرز الأصوات يمكن أن يتطلب أياما عدة.

ليندسي غراهام: الأمر ليس بالتأكيد مدا جمهوريا، هذا أمر مؤكد
ليندسي غراهام: الأمر ليس بالتأكيد مدا جمهوريا، هذا أمر مؤكد

وبعد حملة محتدمة تمحورت حول التضخم كان الجمهوريون واثقين من حرمان جو بايدن من غالبيته في الكونغرس لاسيما وأن شعبيته تتراجع. وانتخابات منتصف الولاية التي تنظم بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية، هي بمثابة تصويت يعاقب الإدارة القائمة.

وكان الجمهوريون متفائلين بانتزاع مقاعد في دوائر تعتبر محسومة للديمقراطيين. لكن الحزب الجمهوري الذي توقعت تقديرات أن يحصد عددا إضافيا من المقاعد، 10 أو 25 أو حتى 30، مضطر لخفض سقف توقعاته.

وقال المسؤول الجمهوري كيفن ماكارثي ليل الثلاثاء الأربعاء "من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب" دون التطرق إلى حركة "مد". وقال السيناتور المؤثر ليندسي غراهام وهو صديق مقرب لدونالد ترامب، لشبكة "إن بي سي" إن "الأمر ليس بالتأكيد مدا جمهوريا. هذا أمر مؤكد".

وفي ما يتعلق بحكام الولايات - كان يجري التنافس على 36 من هذه المناصب الثلاثاء- تجنب حزب بايدن تراجعا كبيرا عبر احتفاظه بالسيطرة على ولاية نيويورك حيث كان الجمهوريون يعتقدون أن بإمكانهم الإطاحة بالحاكمة كاثي هوشول.

وانتزع الديمقراطيون أيضا منصبي حاكمين من الجمهوريين في ماريلاند وماساتشوستس حيث ستكون مورا هيلي أول مثلية الجنس تتولى منصب حاكمة. واتصل بها بايدن فورا لتهنئتها.

ولم يقل المعسكر الديمقراطي كلمته الأخيرة أيضا في ولاية أريزونا حيث بقيت نتيجة السباق بين مؤيدة ترامب كاري لايك التي تعتبر الأوفر حظا، والديمقراطية كايتي هوبز غير معروفة.

وقال جون مولينغ في مزرعة عقد فيها الحزب الجمهوري سهرته الانتخابية في ضواحي فينيكس "أنا مستعد للانتظار بقدر ما يلزم الأمر". وفي ولاية أريزونا، أثار الرئيس السابق شكوكا حول انتظام عمليات الاقتراع عبر حديثه عن حوادث تقنية في أماكن معينة طالت آلات التصويت.

وحرصا منه على تجنب أيّ انتقاد لنتائج الحزب الجمهوري، أعلن ترامب أن الجمهوريين عاشوا “ليلة خارقة” للانتخابات، متّهما الديمقراطيين ووسائل الإعلام التي بذلها بأنها "زائفة" ببذل كل ما في وسعهم لتقليل أهمية نجاح مناصريه.

وكان الرئيس السابق قد انخرط بجد في حملة انتخابات منتصف الولاية معوّلا على نجاح مساعديه لخوض السباق الرئاسي في 2024. وقد وعد "بإعلان كبير جدا" في الخامس عشر من نوفمبر.

وبشنه حملة شرسة على التضخم، حصل جاي دي فانس أحد مؤيدي دونالد ترامب على مقعد كان محور منافسة حادة، وأصبح سيناتورا عن ولاية أوهايو، أحد المعاقل الصناعية والزراعية في الولايات المتحدة.

وبانتظار أن تحسم النتائج مسألة السيطرة على الكونغرس الأميركي، بات الاهتمام يتركز على نتائج انتخابات حكام الولايات، خصوصا فلوريدا حيث أعيد انتخاب الحاكم المنتهية ولايته رون ديسانتيس.

وفي خطاب هجومي، عبّر النجم الصاعد في المعسكر المحافظ والمرشح المحتمل للرئاسة الأميركية في انتخابات 2024، عن ارتياحه لجعله هذه الولاية الجنوبية التي تميل أحيانا إلى اليسار وأحيانا إلى اليمين "أرض ميعاد" للجمهوريين.

◙ بانتظار أن تحسم النتائج مسألة السيطرة على الكونغرس، بات الاهتمام يتركز على نتائج انتخابات حكام الولايات خصوصا فلوريدا

وأكد الحاكم (44 عاما) أن "المعركة بدأت للتو". وهذا ما يثير أملا كبيرا لدى منافسه المحتمل المقيم هو أيضا في فلوريدا.. الرئيس السابق دونالد ترامب. وإذا تأكدت الاتجاهات الأخيرة فإن بايدن يكون قد كذَّب توقعات استطلاعات الرأي التي اعتبرت أنه سيكون خاسرا مع حزبه.

كما يمكنه رغم التضخم المتسارع، وتراجع شعبيته والهجمات العنيفة من دونالد ترامب أن يكون في وضع أفضل من الرئيسين الديمقراطيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون اللذين شهدا على نتائج متراجعة خلال انتخابات منتصف الولاية. لكن جو بايدن يقترب رغم ذلك من مرحلة حساسة.

وفي الولايات المتحدة حيث باتت الانقسامات الحزبية أعمق من أيّ وقت مضى، هل سيكون قادرا مع خبرته الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ وقناعاته الوسطية، أن يحقق توافقا مع الجمهوريين؟ لكن لا شيء يؤكد هذا، ويمكن أن يواجه شللا برلمانيا طويلا مع صراعات لا نهاية لها حول مشاريع قوانين تولد ميتة.

ويبقى أيضا معرفة إلى أيّ حد سيبقى حزب المحافظين الذي وعد بإستراتيجية برلمانية متشددة، على هذا الخط. وتحقيق الغالبية حتى بفارق ضيق في مجلس النواب يعطي سلطة كبيرة في مجال الإشراف وقد وعد اليمين باستخدامها للبدء بعدد من التحقيقات ضد جو بايدن وأدائه وأوساطه.

وأبعد من ذلك، السؤال الأبرز لجو بايدن والديموقراطيين هو الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وقال الرئيس الأميركي حتى الآن إنه ينوي الترشح، ليس لديه من خيار آخر تحت طائلة أن يخسر مباشرة كل رصيده السياسي.

لكن هذا الاحتمال لا يثير حماسة الرأي العام ولا حتى الديمقراطيين نظرًا لعمر الرئيس الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثمانين خلال أيام. ومن المتعذر في الوقت الراهن معرفة ما إذا كان جو بايدن سيوضح قبل مغادرته نواياه بالنسبة إلى العام 2024.

5