الجمهوريون يعرقلون مسعى الديمقراطيين لعزل ترامب

واشنطن - عرقل الجمهوريون بمجلس النواب الأميركي الاثنين تحركا للديمقراطيين من أجل عزل الرئيس دونالد ترامب، مما استدعى إجراء تصويت في المجلس بكامل هيئته الثلاثاء.
وبدأ الديمقراطيون الاثنين التحرك في الكونغرس لطرح تشريع يحث نائب الرئيس مايك بنس على البدء في عملية تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأميركي بهدف إزاحة دونالد ترامب من البيت الأبيض قبل تسعة أيام من انتهاء ولايته، وهو إجراء سيترك بصمة في تاريخ الولايات المتحدة ويمكن أن يطبع مستقبل ترامب السياسي.
وسعى الديمقراطيون في المجلس إلى الموافقة على طرح التشريع على الفور للمناقشة، لكن الجمهوريين عرقلوا الخطوة.
وبعد أحداث الكابيتول التي أوقعت خمسة قتلى وأثارت صدمة في البلاد والعالم، اعتبر الديمقراطيون أن ترامب رئيس “غير متزن” ويشكل “تهديدا وشيكا” للديمقراطية الأميركية.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وجهت الأحد إنذارا إلى مايك بنس مؤكدة أن عليه أن يفعّل بشكل طارئ التعديل الدستوري الذي يخول لنائب الرئيس أن يعلن أن ترامب “غير أهل” لممارسة مهامه، وأمهلته 24 ساعة للرد على طلب مجلس النواب الذي أدرج في مشروع القرار الأول، ويعطيه السلطات التنفيذية في الأيام الأخيرة من عهد ترامب.
وعلت أصوات عدة في المعسكر الديمقراطي معتبرة أن هذا الإجراء يعدّ طويلا ومعقدا وقد يبطئ خطط بايدن الذي جعل معالجة أزمة كوفيد - 19 أولويته القصوى.
وقال النائب الديمقراطي جيمس كلايبورن "لنمنح الرئيس المنتخب 100 يوم في بداية ولايته للسماح له بمعالجة أكثر القضايا إلحاحا"، مضيفا "ربما يمكننا تقديم المواد (الخاصة بإجراءات العزل) بعيد ذلك".
وحاول الكونغرس عزل ترامب الذي يتولى السلطة منذ عام 2017 بإجراء إقالة بادرت إليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحا للرئاسة. وتمت تبرئته في مجلس الشيوخ الذي يعد غالبيته من الجمهوريين في مطلع العام 2020.
ودعا بعض الجمهوريين الأحد دونالد ترامب إلى الاستقالة لتجنيب البلاد تعقيدات إجراء عزل، وكذلك اللجوء إلى تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.
ويعتقد الديمقراطيون وعدد قليل من الجمهوريين أن الرئيس المنتهية ولايته شجع أنصاره على الوصول إلى الكابيتول الأربعاء الماضي، حيث كان مايك بنس يعلن بحسب الدستور، رسميا نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر. ولم يقبل ترامب أبدا نتيجة الانتخابات.
ويرى خبير الشؤون الأميركية في مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية ماركوس كايم أن محاولات عزل الرئيس الأميركي "ليست واعدة بالنجاح للغاية".
وقال كايم الاثنين في تصريحات للتلفزيون الألماني “زد.دي.أف” إنه لا تتتوفر أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ لإجراء إقالة رسمية في الكونغرس أو إثبات عجز الرئيس عن أداء مهامه.
ويتطلّب عزل الرئيس الأميركي موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهو أمر يتعذّر تحقيقه قبل موعد تنصيب بايدن رئيسا في الـ20 من يناير الجاري.
وذكر كايم أن الديمقراطيين يريدون بمبادرتهم تعزيز دور البرلمان واستبعاد ترامب من إعادة الترشح في عام 2024 عبر عزله.
واعتبر أن ترامب سيظل عامل قوة في الحزب الجمهوري، مضيفا أن أي جمهوري يؤسس نفسه الآن لانتخابات 2024 سيتذكر أن هناك 74 مليون ناخب صوتوا لصالح ترامب، وقال “سيكون هناك شكل من أشكال الترامبية لكن دون ترامب، وبالتالي سيستمر في لعب دور قوي”.
وتواصل السلطات البحث عن المتظاهرين المؤيدين لترامب الذين أصدروا تهديدات بالقتل ضد بنس وبيلوسي، وهما ثاني وثالث أكبر مسؤولي الدولة، خلال الهجوم على مبنى الكابيتول الأربعاء.
ويؤاخذ نص اتهام عرض على مجلس النواب ووقعه 180 برلمانيا على الأقل على الرئيس الجمهوري أنه "أدلى بتصريحات عمدا" شجعت على اقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصاره.