الجمهوريون يتماسكون في معركة مقاعد الكونغرس مع الديمقراطيين

الديمقراطيون يحتاجون إلى 4 مقاعد للسيطرة على مجلس الشيوخ كما فعلوا بإعادة السيطرة على مجلس النواب.
الخميس 2020/11/05
صراع محموم

واشنطن – تلاشت فرص الحزب الديمقراطي في السيطرة على مجلس الشيوخ كما حصل معه في مجلس النواب، فقد قضى المرشحون الديمقراطيون ليلة انتخابات مخيبة للآمال بعد أن شن الجمهوريون هجوما عليهم وقاتلوا للاحتفاظ بأغلبية هشة.

وظلت عدة سباقات في عدة ولايات مترددة حتى الأربعاء بينما هناك اتجاه واحد على الأقل يقضي بالذهاب إلى جولة إعادة في يناير المقبل بعد أن انتزع الديمقراطيون مقعدا واحدا فقط من الجمهوريين، بينما ظلت ستة سباقات أخرى غير محسومة.

وهذا الأمر يعطي انطباعا بأن المشهد السياسي الأميركي يتغير بسرعة عما كان عليه قبل ست سنوات عندما واجه معظم أعضاء مجلس الشيوخ الناخبين آخر مرة، كما أنه تذكير، وفق محللين، بمدى تحول المناخ السياسي الحاد في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وتعتبر السيطرة على مجلس الشيوخ من أهم الرهانات في الانتخابات الأميركية. ويفترض أن ينتزع الديمقراطيون أربعة مقاعد لاستعادة أغلبية المجلس أو ثلاثة إذا فاز المرشح جو بايدن في السباق الرئاسي لأن كامالا هاريس نائب الرئيس المنتخب يمكنها في هذه الحالة، وفق الدستور، التصويت لحسم الاقتراع على أي قضية تنتهي بالتساوي.

ويقول مراقبون إن النتائج كانت متناقضة للديمقراطيين الذين وضعوا خارطة سياسية موسعة، وحرصوا على تقديم دعم ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب وقبضة حزبه على مجلس الشيوخ، فقد اجتذبت حملة الديمقراطيين تدفقا غير مسبوق للتبرعات الصغيرة بالدولار من الأميركيين الذين صوتوا على ما يبدو بأصواتهم لدفع حملات طويلة المدى.

وبينما حصل الديمقراطيون على مقاعد يجب الفوز بها في عدة ولايات مهمة، في مقدمتها كولورادو وأريزونا، حيث عانوا من انتكاسة في ولاية ألاباما، احتفظ الجمهوريون بمقاعدهم في سباق تلو آخر في ولايات ساوث كارولينا وأيوا وتكساس وكانساس ومونتانا، مما حد بشكل كبير من الأماكن التي كان يتطلع إليها حزب بايدن.

وقال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الذي احتفظ بمقعده في ولاية ساوث كارولاينا بعد فوزه على خصمه الديمقراطي جيمي هاريسون، على الرغم من المبلغ الذي جمعه خلال حملته ويقدر بنحو مئة مليون دولار، “لقد أهدرت الكثير من المال وهذا هو أسوأ عائد على الاستثمار في تاريخ السياسة الأميركية”.

كما أعيد انتخاب حليف آخر لترامب هو زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، بفارق مريح في ولاية كنتاكي. وقد تمكن الإستراتيجي البارع من تأمين موافقة مجلس الشيوخ على تعيين أكثر من مئتي قاضٍ محافظ، بمن في ذلك ثلاثة من قضاة المحكمة العليا، حيث يملك مجلس الشيوخ صلاحية تأكيد تعيين القضاة الذين يختارهم الرئيس.

وتنافس الديمقراطيون على المقاعد من نيو إنجلاند إلى الجنوب العميق والغرب الأوسط، ثم إلى ماونتن ويست، ووصلوا إلى معاقل الحزب الجمهوري، لكن في وقت مبكر الأربعاء، حيث لم يكن العد مختلفًا كثيرًا عما كان عليه قبل يوم الانتخابات.

Thumbnail

وسيكون تأمين الأغلبية في مجلس الشيوخ أمرا حيويا بالنسبة إلى الفائز بالرئاسة. ويؤكد أعضاء مجلس الشيوخ المرشحين للإدارة بما في ذلك مجلس الوزراء، أن بإمكانهم دفع أو تعطيل جدول أعمال البيت الأبيض.

وتشير نتائج اقتراع الثلاثاء إلى أن السيطرة على مجلس الشيوخ قد لا تتضح على الفور، إذ لن تكون النتائج النهائية لعدد من المنافسات متاحة قبل أيام، وقد يستغرق الأمر شهورا في حالة واحدة على الأقل.

ويحظى الجمهوريون حاليا بأغلبية المقاعد حيث يسيطرون على 53 مقعدا مقابل 47 للديمقراطيين فيما لا يزال من المتوقع أن يحافظ الديمقراطيون على سيطرتهم على مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا.

وتظهر آخر الإحصائيات التي ساقتها وسائل إعلام أميركية، مثل وكالة بلومبرغ وفوكس نيوز وأن.بي.سي، أن الديمقراطيّين احتفظوا بسيطرتهم على مجلس النوّاب وعزّزوا أغلبيتهم في الانتخابات النصفية التي جرت الثلاثاء الماضي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.

واستنادا إلى هذه التقديرات فإن الحزب الديمقراطي يتجه إلى الفوز بما بين أربعة وخمسة مقاعد إضافية في المجلس، علما بأنّ الديمقراطيين يشغلون حالياً 232 من مقاعده. وليس من الواضح متى سيتم الإعلان عن النتائج الرسمية حتى الآن بسبب استمرار عملية فرز الأصوات في عدة ولايات حاسمة، مثل بنسلفانيا.

ويعول الحزب الديمقراطي على الغرفة الأولى للكونغرس كثيرا حيث استخدم أعضاءه أغلبيتهم في مجلس النواب لإجراء العديد من التحقيقات بشأن إدارة الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك، على وجه الخصوص، إجراءات توجيه اتهامات بالتقصير.

وسعى الديمقراطيون إلى كسب الناخبين الذين يعدون بحماية الوصول إلى الرعاية الصحية وتقديم خطة لمواجهة أزمة كوفيد – 19، في الوقت الذي روج فيه الجمهوريون لتحالفهم مع ترامب ونجاحهم في تثبيت المرشحين القضائيين المحافظين، بمن في ذلك ثلاثة في المحكمة العليا.

7