الجمع بين العلاج المناعي والكيميائي يتصدى لأخطر سرطانات الثدي

مزيج من العلاج المناعي والكيميائي أثبت لأول مرة أنه يحد من خطر الوفاة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي الذي يعد أكثر أنواع سرطان الثدي فتكا بالسيدات.
الخميس 2018/10/25
سرطان الثدي الثلاثي السلبي أكثر سرطانات الثدي فتكا

لندن- أوضح باحثون، من جامعة كوين ماري ومستشفى سانت بارثولوميو في لندن، أن مزيجا يعتمد على الجمع بين العلاج الكيميائي القياسي الأسبوعي، بالإضافة إلى عقار “إتيزوليزوماب” المناعي الذي يُعطى إلى المرضى مرة واحدة كل أسبوعين، يمكنه أن يبطئ تطور أخطر سرطانات الثدي.

وسرطان الثدي الثلاثي السلبي، هو النوع الأخطر بين سرطانات الثدي؛ لأنه لا يستجيب للعلاج الهرموني والعلاج المناعي، كما أن العلاج الكيميائي لا يحقق نتائج باهرة في مثل هذا النوع من السرطان.

وحسب الدراسة التي عرضت نتائجها أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية للأورام الذي يعقد حاليا في مدينة ميونيخ الألمانية، فإن العلاج الكيميائي هو العلاج الذي يتناوله معظم مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وإذا انتشر المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، فغالبا ما تكون فترة بقاء المرضى على قيد الحياة من 12 إلى 15 شهرا.

وأثبتت الدراسة، التي أجريت على البشر، أن العلاج المناعي والكيميائي معا يخفّض من خطر الوفاة أو تقدم سرطان الثدي الثلاثي السلبي بنسبة تصل إلى 40 بالمئة مقارنة بالعلاج الكيمائي فقط.

ويعمل هذا المزيج عن طريق العلاج الكيميائي الذي يعطل السرطان، ما يمكّن جهاز المناعة بمساعدة عقار “إتيزوليزوماب” من التعرف بشكل أفضل على الخلايا السرطانية، وبالتالي مكافحة السرطان كجسم غريب.

وقال قائد فريق البحث البروفيسور بيتر شميد “هذه النتائج هي خطوة كبيرة إلى الأمام، وأثبتنا للمرة الأولى أن العلاج المناعي له فائدة كبيرة لبقاء مرضى السرطان على قيد الحياة”.

40 بالمئة هي نسبة خفض العلاج المناعي والكيميائي معا لتقدم سرطان الثدي

وأضاف “كنا نبحث بشكل يائس عن خيارات علاج أفضل لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، لأنه من المأساوي بشكل خاص أن المتأثرات بالمرض غالبا ما يكن صغارا، لذلك أشعر بسعادة غامرة بعد أن نجح الجمع بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي في إطالة عمر المرضى بشكل ملحوظ”.

وأشار البروفيسور شميد أنه استنادا إلى نتائج التجربة، يخضع العلاج الجديد حاليا للمراجعة من قبل السلطات الصحية في بريطانيا، ومن المأمول أن يصبح متوفرا في الخدمة الصحية في المستقبل القريب.

وكان فريق من الباحثين الأميركيين قد تمكنوا في وقت سابق من تطوير طريقة علاجية تستهدف بروتينا يُساعد على انتشار مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي.

وأوضح الباحثون بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة، أن الأبحاث أثبتت أن تثبيط عمل بروتين يسمى “تاك 1”، يساهم في منع انتشار سرطان الثدي الثلاثي السلبي ووقف انتقاله إلى الرئتين.

وأضافوا أن هناك بالفعل دواء محتملا يطلق عليه اسم “5 زيد -7- أوكسيزينول” يمكن أن يثبط بروتين “تاك 1”، لكن العقبة الوحيدة أمامه أنه لا يصل إلى خلايا سرطان الثدي التي تتشكل في الرئة.

وللتغلب على هذه العقبة، نجح الفريق في تطوير طريقة جديدة لإيصال هذا الدواء إلى الأورام، تعتمد على جسيمات نانوية متناهية الصغر، لنقل هذا الدواء عبر مجرى الدم. وفي دراسة أجريت على الفئران المصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وجد الباحثون أن الجسيمات متناهية الصغر التي تم حقنها للفئران المصابة بالمرض استطاعت أن تستهدف أورام الثدي، وأدت إلى انخفاض كبير في حجم الأورام المنتشرة في الرئتين.

وقال قائد فريق البحث، الدكتور مين يو، إن “العلاج الكيميائي غير فعال بالنسبة إلى مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي، لذلك فإن الجسيمات النانوية هي أسلوب واعد لتقديم علاجات أكثر دقة تستهدف أورام الثدي المميتة”.

وأضاف “هذا النوع من العلاج يمثل أخبارا إيجابية للمرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الثلاثي السلبي، حيث يسيطر على بروتين ‘تاك 1” الذي يساعد خلايا السرطان في البقاء والانتشار بالرئتين، وتشكيل أورام جديدة تتسبب في خطر الوفاة بالمرض”.

الأبحاث أثبتت أن تثبيط عمل بروتين يسمى “تاك 1”، يساهم في منع انتشار سرطان الثدي الثلاثي السلبي
الأبحاث أثبتت أن تثبيط عمل بروتين يسمى “تاك 1”، يساهم في منع انتشار سرطان الثدي الثلاثي السلبي

وأشار إلى أن العلاج ما زال في مراحله المبكرة، حيث تتم تجربته على الحيوانات، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث قبل أن يتم تطبيقه على البشر. كما قال عدد من العلماء إن أحد مشتقات الكوليسترول يمكن أن يغذي نمو وانتشار مرض سرطان الثدي.  ويمكن للدهون لدى الأشخاص البدناء أن تسهم في إفراز هرمونات مثل هرمون الإستروجين الذي يأتي في مقدمة الهرمونات التي تعمل على نمو السرطانات.

وأظهر فريق بحث من المركز الطبي بجامعة ديوك بالولايات المتحدة أن الكوليسترول له تأثير مماثل لذلك الهرمون، حيث ينقسم الكوليسترول داخل الجسد إلى مادة “27 إتش سي” التي يمكنها أن تحاكي هرمون الإستروجين وأن تتسبب في آثاره على بعض الأنسجة.

وأوضحت التجارب التي أجريت على الفئران أن الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون زادت من مستويات مادة “27 إتش سي”. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” عن دونالد ماكدونيل، الأستاذ الجامعي وأحد الباحثين المشاركين في إجراء الدراسة، قوله “العديد من الدراسات أظهرت وجود علاقة بين السمنة وسرطان الثدي، خصوصا أن الزيادة في نسبة الكوليسترول مرتبطة أيضا بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى آلية محددة توضح كيفية حدوث ذلك”.

ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، والشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويا حول العالم.

17