"الجمع المؤنث السالم" تظاهرة فنية ثقافية تحتفي بنساء تونس والعالم

تظاهرة فنية تحتفي بالمرأة التونسية والتحديات التي تواجهها.
الجمعة 2023/03/03
"أنفاس" عرض الافتتاح

الحمامات (تونس) - ينظم المركز الثقافي الدولي دار المتوسط للثقافة والفنون بمدينة الحمامات التونسية من الثالث إلى غاية الخامس من مارس الجاري تظاهرة فنية تحتفي باليوم العالمي للمرأة.

وتضم التظاهرة عروضا مسرحية وموسيقية وقراءات شعرية علاوة على العروض الأدائية والرقص الكلاسيكي إضافة إلى محاضرة مخصصة للإضاءة على تاريخ نضالات المرأة التونسية.

وفي تقديمه للتظاهرة قال مديرها طاهر بن أحمد “نعتقد أن مشاركة المرأة في الفنون تبدو مجالًا معقدًا ومتعدد الأوجه في العالم وفي تونس، خاصة وأنها تحتوي على مجموعة واسعة من التخصصات الفلسفية والفكرية ووجهات النظر المتعددة التي تعود إلى الممارسات الثقافية والاجتماعية. لذا اخترنا التفكير في تظاهرة معرفية احتفالية أطلقنا عليها اسم ‘الجمع المؤنث السالم’، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2023 كفرصة لدراسة الطرق التي تم بها تمثل وتمثيل الإبداع النسائي اليومي من خلال مشاركتها مختلف أوجه الإبداع”.

التظاهرة تحتفي بالمرأة التونسية التي ساهمت في إنتاج إبداع جريء أسر العالم بجمالها وصدق إحساسها وتأثيرها

ولعل الجوانب الرئيسية التي يجب مراعاتها، وفق بن أحمد، هي العوامل الاجتماعية والثقافية والتي أثرت على مشاركة المرأة في مختلف المجالات الفنية. وخاصة تلك التي تشتمل على الوصول إلى التعليم والموارد والتوقعات المجتمعية والصور النمطية، والطرق التي شكلت بها الهياكل الأبوية المتعاقبة السرد الثقافي والفني المؤنث.

وأضاف “نعتقد في المركز الثقافي الدولي بالحمامات دار المتوسط للثقافة والفنون أنه من خلال دراسة هذه العوامل، يمكننا اكتساب فهم أعمق للتحديات التي تواجهها النساء في الفنون في تونس والطرق التي يمكن من خلالها مواجهة هذه التحديات. بالإضافة إلى ذلك، نسعى لتوفير منصة دورية لدراسة دور المؤسسات الثقافية في تعزيز ودعم إبداع المرأة حتى نتمكن من فحص سياسات وممارسات المؤسسات الرسمية والخاصة التي تعتني كليا أو جزئيا بالعمل الثقافي والفني، والطرق التي يمكن أن تعمل بها هذه المؤسسات لخلق بيئة أكثر شمولاً وإنصافاً للمرأة”.

وبيّن أن الاحتفال بذكرى اليوم العالمي للمرأة يشكل في جميع أنحاء العالم فرصة جديدة للاعتراف بالإنجازات الرائعة للنساء في تونس والعالم ولتعزيز المساواة بين الجنسين. ولعل الفن والإبداع في شكله المؤنث تذكير جميل بأن النساء لا يتوقفن أبدًا عن الإبداع والابتكار والإلهام حتى في أشد الظروف قسوة. وعبر التاريخ ابتكرت المرأة الفن مستخدمة منظورها الفريد لسرد القصص والتعبير عن المشاعر ونقل الجمال. من لوحات الكهوف القديمة إلى الأعمال الرقمية الحديثة، كان الفن أداة تُستخدم لتشكيل العالم ورواية قصص عن حالة الإنسان.

وتابع بن أحمد “تحافظ المرأة التونسية على هذا الشكل الفني الحاسم من خلال إنتاج إبداع جريء ومبتكر لأسر العالم بجمالها وصدق إحساسها. من الشعر إلى الرسم، ومن الموسيقى إلى الرواية والرقص، كانت المرأة في بلدنا صاحبة الفضل في ابتكارات خالدة لا مثيل لها تجلب الفرح وتثير الفكر وتعزز التغيير”.

التظاهرة تأتي تثمينا لإبداعات المرأة وتأكيدا على دورها المحوري في الحياة الفنية والثقافية والإبداعية
التظاهرة تأتي تثمينا لإبداعات المرأة وتأكيدا على دورها المحوري في الحياة الفنية والثقافية والإبداعية

وواصل قوله “نشعر في المركز الثقافي الدولي بالحمامات دار المتوسط للثقافة والفنون بدورنا في الكشف عن مواطن الجمال في الإبداع المؤنث النسوي لذا نقترح على عموم جمهورنا موعدا سنويا لثلاثة أيام من الثالث إلى الخامس من مارس برواق الفنون بدار سيبستيان لاكتشاف مجموعة من العروض الفنية الخاصة وحلقات الحوار والأشعار والموسيقى. فمرحبا بالجميع. وكل عام والمرأة التونسية وفي جميع أرجاء العالم بخير”.

وتأتي التظاهرة، كما بين بن أحمد، تثمينا لإبداعات المرأة وتأكيدا على دورها المحوري في الحياة الفنية والثقافية والإبداعية جنبا إلى جنب مع أدوارها الكبيرة الأخرى في المجتمع والاقتصاد وغيرهما، إذ للنساء الفضل في دفع عجلة الحضارة إلى الأمام، وتكفي نظرة سريعة على تاريخ تونس مثلا لنكتشف حجم ما قدمته نساؤها على مر التاريخ من إنجازات خالدة.

وتفتتح التظاهرة عشية الجمعة الثالث من مارس بدار سيبستيان مع عرض “أنفاس” أداء حنين العويني، وهو عرض مسرحي قياسي مدته 25 دقيقة، وإثر العرض المفتوح للحضور المجاني، يكون الجمهور على موعد مع قراءات شعرية لراضية الشهايبي، يليها حفل موسيقي IKbal with a blue recital لإقبال الحمزاوي.

ومساء السبت تقدم التظاهرة عرض “أرواح كلاسيكية” بمسبح دار سيبستيان لتيماء الخميري وهو أداء قياسي ورقص كلاسيكي مدته 25 دقيقة. وتلي العرض حلقة تاريخية حول “رائدات الحركة النسوية في تونس بشيرة بن مراد أنموذجا” تقديم الأكاديمي عادل بن يوسف، ليختتم اليوم الثاني بحفل موسيقي لمجموعة نوى بالحمامات.

أما اليوم الختامي من تظاهرة “الجمع المؤنث السالم”، الأحد الخامس من مارس، فينطلق على الساعة الثالثة بعد الزوال بعنوان “أرى ما رأيت” وهو عرض تعبيري مأخوذ عن أشعار نساء البشتون، أداء الفنانة سهام بن عمر. وبعد العرض يقام حوار بعنوان “ثنائي اليومي والكتابة الإبداعية في المدونة التونسية المؤنثة” تقدمه الكاتبة والأكاديمية آمنة الرميلي والباحثة أمال قرامي، ليكون الختام مع عرض “أميمة مناعي تتأمل” وهو عرض قياسي تعبيري.

13