الجماعة الإسلامية في لبنان مكشوفة أمنيا

بيروت- نعت الجماعة الإسلامية، التي تعد الفرع اللبناني من جماعة الإخوان المسلمين، الخميس قيادياً في صفوفها قتل بضربة أكدت إسرائيل شنّها في منطقة البقاع شرق لبنان، على وقع استمرار التصعيد عند الحدود بين حزب الله وإسرائيل.
ومنذ بدء التصعيد، غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي، انخرطت الجماعة الإسلامية إلى جانب حزب الله في قصف مواقع إسرائيلية، الأمر الذي جعل قياداتها وأعضاءها في دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
وعكست عملية الاغتيال الأخيرة أن الجماعة الإسلامية مكشوفة أمنيا لإسرائيل، حيث من الواضح أن لدى الأخيرة معلومات دقيقة عن قيادات الجماعة وتحركاتها.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان (رسمية) بـ”استشهاد القيادي في الجماعة الإسلامية محمّد حامد جبارة من بلدة القرعون” بعدما استهدفت “مسيّرة معادية عند السادسة والنصف من صباح الخميس (3:30 ت غ)، بصاروخ سيارته” في بلدة غزة في البقاع.
◄ منذ بدء التصعيد أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 512 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 332 مقاتلاً من حزب الله و104 مدنيين
ونعت الجماعة الإسلامية لاحقاً جبارة الذي قالت إنه قتل بـ”غارة صهيونية غادرة”. وقالت إن “الجريمة الجبانة.. لن تثنينا عن القيام بدورنا وواجبنا في الدفاع عن أرضنا وأهلنا في الجنوب، ولا عن نصرة شعبنا في فلسطين”.
وفي وقت لاحق نعت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جبارة “الذي ارتقى شهيداً ضمن معركة طوفان الأقصى”، واصفة إياه بـ”فارس من فرسانها الميامين”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان القضاء على جبارة، “مخرب تابع لحماس في لبنان”.
وكان جبارة، وفق البيان، “مسؤولاً عن تنفيذ هجمات إرهابية وإطلاق صواريخ ضد دولة إسرائيل، بينها هجمات منسّقة” مع الجماعة الإسلامية.
وتأسست الجماعة الإسلامية في مطلع الستينات وتنتمي إلى تيار الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من امتلاك الجماعة فصيلا مسلحا يعرف بقوات الفجر، لكنها على مدى العقود الماضية حرصت على النأي بنفسها عما يسمى محور الممانعة الذي تقوده إيران.
لكن الوضع تغير منذ عام 2022 بتزعم محمد طقوش الجماعة خلفا لعزام الأيوبي، حيث أبدى طقوش ميلا إلى الانصهار في محور الممانعة، وفتحت لأنصارها باب التطوع للانضمام إلى جناحها العسكري.
◄ منذ بدء التصعيد في غزة، انخرطت الجماعة الإسلامية إلى جانب حزب الله في قصف مواقع إسرائيلية، الأمر الذي جعل قياداتها وأعضاءها في دائرة الاستهداف الإسرائيلي
ومع اندلاع أحداث غزة أعلنت الجماعة الانخراط إلى جانب حزب الله في المواجهات على الحدود، عبر توجيه ضربات صاروخية إلى إسرائيل.
وقوبل تحرك الجماعة باستهداف إسرائيلي طال عددا من قيادييها آخرهم استهدف في 22 يونيو في منطقة البقاع. وقال الجيش الإسرائيلي آنذاك إن القيادي كان مسؤولا عن إمداد فصيله وحليفته حركة حماس في المنطقة بالأسلحة.
ومنذ بدء التصعيد نعى الفصيل تسعة من أعضائه، اثنان منهم قتلا مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في ضربة إسرائيلية استهدفت شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير.
ويعتقد أن العاروري كان قد لعب دورا رئيسيا في تجهيز قوات الفجر، حتى تكون امتدادا للحركة في لبنان.
ومنذ بدء التصعيد أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 512 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 332 مقاتلاً من حزب الله و104 مدنيين، وفق تعداد يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.
ومن جهته أعلن الجانب الإسرائيلي عن مقتل 17 عسكرياً و13 مدنياً.