الجفاف وحرب أوكرانيا يقوضان القدرة الشرائية للصوماليين المنهكين

الأسر تواجه موجة غلاء معيشية تفاقمت قبيل شهر رمضان.
السبت 2022/04/02
لا شيء في السوق سوى البندورة!

مقديشو - انعكست تداعيات أزمة الحرب الروسية – الأوكرانية بقسوة على أسواق الصومال مع الغلاء غير المسبوق في أسعار الغذاء، الأمر الذي يثقل كاهل المواطنين المنهكين أصلا.

وتواجه الأسر وخاصة ذات دخل المحدود موجة غلاء معيشية تفاقمت قبيل شهر رمضان في ظل غياب آليات حكومية لضبط الأسعار وخاصة المتعلقة بالقمح والذرة اللذين يعدان أساسيين في موائد الإفطار الصومالية.

ويمر الصومال الذي يعتبر أحد أفقر الدول العربية بمرحلة انتقالية صعبة، نتيجة تلكؤ عمليات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد ما أثّر سلبا على قطاعي الاقتصاد والأمن.

وتلتهب الأسعار عادة في الأسواق الصومالية مع قدوم مواسم رمضان والأعياد التي تزداد فيها طلبات سكان البلد البالغ عددهم نحو 15.9 مليون نسمة استعدادا لهما في ظل قفزة في التضخم اقتربت من حدود 7 في المئة قياسا بنحو 3.9 في المئة بنهاية العام الماضي.

أسعار الذرة تقفز بنحو 45 في المئة والقمح بنحو 26 في المئة وهما المادتان الغذائيتان الأساسيتان خاصة في رمضان

وكان تذبذب الأمطار في الموسمين الماضيين قد أثر سلبيا على البعض من المحاصيل الزراعية التي تعتمد عليها البلاد غالبا.

وشهدت الأسواق المحلية تراجعا حادا في محصولي الذرة الشامية والرفيعة كونهما الأكثر استخداما على الموائد الصومالية ما أدى إلى انفلات أسعارهما.

وتقول هندي محمد تاجرة في سوق حمروينى لوكالة الأناضول إن المحاصيل الزراعية ارتفعت بشكل غير مسبوق بسبب قلة الأمطار خلال العامين الأخيرين، والمتوفر منها حاليا يباع بأسعار مرتفعة وخاصة ما تعلق بالذرة الشامية والرفيعة.

ويشهد سوق حمروينى حركة تجارية نشطة خاصة في المواد الأساسية قبل رمضان، لكن الأسعار دفعت الكثيرين إلى التخلي عن البعض من احتياجاتهم وتعويضها بمواد أخرى أقلة تكلفة.

وفي زاوية من السوق، تنتقل سهام حسن من محل إلى آخر، علها تجد ما يتناسب مع ما في جيبها. وتقول إنها مجبرة على شراء البعض من الاحتياجات الضرورية ومن بينها الذرة الشامية والرفيعة رغم سعرهما الباهظ.

وأضافت سهام أن ما يرفع أسعار هذين المادتين، ليس بسبب قلة الأمطار فقط وإنما أيضا القيمة المطلوبة عند طحنها بماكينات المطحنة التي تعمل بالوقود، بذريعة ارتفاع أسعار البنزين.

وتدخل الذرة الشامية والذرة الرفيعة في الكثير من الأطعمة الرمضانية الصومالية، حيث يستخدمان في الحساء في الإفطار، كما يؤكلان عادة كوجبة في السحور اعتقادا بأنها تقاوم الجوع.

ويصل سعر الكيلوغرام من الذرة الشامية إلى 20 ألف شلن صومالي أي ما يعادل 0.8 دولار، بينما كانت تصل في السابق إلى 12 ألف شلن صومالي أي ما يعادل 0.5 دولار ما يعني أنها ارتفعت بنحو 45 في المئة.

وتعد ذرة القمح وجبة مكمّلة في مائدة الإفطار عند الصوماليين الذين يفضّلون شربه في الحساء، بعد الماء والتمر.

ويقول عمودي جيلاني أحمد إن ارتفاع أسعار القمح من شأنه أن يغيّب “شوربة القمح” عن موائد الإفطار في هذا العام، ورغم أن القمح يدخل في الكثير من الأطعمة الصومالية، إلا أن شوربة القمح تشكّل وجبة مكملة للإفطار.

الأسواق الصومالية

وأضاف فوزي أن الشوربة خلال الإفطار تختلف عند المواطنين، فمنهم من يفضّل شوربة القمح فقط، ومنهم من يفضل شوربة مخلوطة من الذرة الرفيعة والأرز والقمح إلى جانب البهارات.

ويتراوح سعر 50 كيلوغراما من القمح بين 33 و35 دولارا، بينما كان سعره قبل أزمة الأزمة في الأوكرانية بين 25 و27 دولار أي أنها ارتفعت بنحو 26 في المئة.

وبحسب أحمد محمد أحد المشترين بسوق حمروينى فإنه رغم أنّ الأسواق مزدحمة بالمواطنين استعدادا لرمضان، لكن الحركة الشرائية لا تعكس نشاط السوق، فالمساومة سيد الموقف بين التجار والمشترين بسبب ارتفاع الأسعار لبعض الاحتياجات الرمضانية.

وأشار إلى أن التجار يستغلون المناسبات ويرفعون أسعار المواد الغذائية بلا سبب مما يشكل عائقا أمام الناس الذين يعانون من شتى الأزمات وسط غياب دور الحكومة لضبط الأسعار.

وتظهر تقارير المنظمات الدولية أن دخل الفرد سنويا لا يتجاوز 830 دولارا بينما تنتشر البطالة في صفوف الشباب لتصل إلى 67 في المئة. أما نحو ثلثي السكان فإنهم عند خط الفقر ويؤكد البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحد أن معدل الفقر قد يصل إلى 73 في المئة.

ويقول صندوق النقد الدولي إن الاقتصاد الصومالي نما بواقع 2 في المئة خلال العام الماضي بفضل استهلاك الأسر المدفوع بزيادة التحويلات وأسواق تصدير جديدة للسلع. ويرى أنه ينبغي أن ينمو بنسبة 3.2 في المئة هذا العام إذا تم حل التحديات السياسية.

10