الجزائر والنيجر نحو عودة الدفء للعلاقات بعد تسوية الخلافات

رئيس وزراء النيجر يشير إلى أن التوضيحات التي قدمها الرئيس الجزائري أثرت فيه بعمق وسينقلها للرئيس عبدالرحمان تياني.
الأربعاء 2024/08/14
مصالح مشتركة تدفع لتنشيط العلاقات

الجزائر - اتفقت الجزائر والنيجر، الثلاثاء، على إعادة تنشيط العلاقات الثنائية على أسس "حسن الجوار والأخوة والصداقة" بين البلدين، بعد الجمود الذي طبع العلاقات الثنائية الفترة الماضية وانضمام نيامي إلى حلف الساحل المستجد.

وجاء الاتفاق عقب محادثات مطولة جمعت الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، برئيس وزراء النيجر علي محمد لمين زين، الذي أنهى زيارة رسمية إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام، رافقه فيها وفد وزاري هام تقدمه وزير الدفاع الفريق ساليفو مودي.

ويأتي الاتفاق في سياق متوتر تشهده منطقة الساحل، لاسيما بعد بروز تحالف مناوئ للقوى التقليدية في المنطقة ومنفتح على روسيا.

ومنذ انضمام النيجر إلى حلف الساحل المكون من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المدعوم من طرف روسيا، تبرز ليونة نيجرية في التعاطي مع الجزائر، عكس الحكومات الأخرى التي دخلت في سجالات سياسية ودبلوماسية معها، خاصة مالي التي أعلنت إنهاء العمل باتفاق المصالحة الوطنية الذي ترعاه الجزائر منذ العام 2015، ودخلت في قطيعة غير مسبوقة حيث صنفتها في لائحة الدول غير المرغوب في التعاون معها، كما هو الشأن لفرنسا والولايات المتحدة.

ويرى متابعون لشؤون منطقة، بأن حكومة النيجر تريد التعاطي بليونة مع الجزائر حفاظا على مصالحها مع أكبر جار شمالي، بينما تحاول الجزائر عبر الرابط المتبقي مع دولة النيجر، التخفيف من حدة القبضة الحديدة التي ينتهجها المجلس العسكري الحاكم في باماكو.

وأوضحت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئيس تبون أجرى بالجزائر العاصمة "محادثات موسعة" مع وفد جمهورية النيجر بقيادة رئيس وزرائها علي محمد لمين زين.

وفي ختام اللقاء، أدلى رئيس وزراء النيجر بتصريحات صحافية نقلها الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية، قال فيها إن الوفد أرسل إلى الجزائر "من قبل رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، الجنرال عبدالرحمان تياني، حاملا معه رسالة هامة إلى الرئيس الجزائري"، لم يفصح عن فحواها.

وأوضح أن لقاءه بالرئيس الجزائري استغرق ساعتين، تم خلالها مناقشة القيم الثلاث للشراكة بين البلدين والمتمثلة في "حسن الجوار، حيث نتقاسم حدودا برية طويلة، والأخوة، إذ يوجد مواطنون من الجهتين، والصداقة أيضا".

وأكد لمين زين "تضرر العلاقات بين الجزائر والنيجر على خلفية الانقلاب العسكري الذي قاده عسكريون من بلاده ضد الرئيس السابق محمد بازوم في 26 يوليو 2023"، وفق الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية.

وقال "كان من الضروري إعادة تنشيط العلاقات التي تضررت على خلفية تلك الأحداث (الانقلاب)".

وأضاف "النيجر تعتبر الجزائر البلد الشقيق والجار والصديق، وكان من الضروري أن تكون بجانبنا من الساعات الأولى عندما تلقينا تهديدا بهجوم، فشعرنا بغياب هذا الأخ والجار".

وألمح رئيس وزراء النيجر إلى وجود "سوء تفاهم" بين البلدين، لكن "التوضيحات التي قدمها رئيس الجمهورية الجزائرية أثرت فينا بعمق وسننقلها للرئيس تياني"، وفق المصدر ذاته.

وعقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد بازوم، دعت الجزائر إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر، لكنها عارضت "بشدة" خيار التدخل العسكري الذي لوحت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" ضد النيجر.

كما قام وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، العام الماضي، بجولة إلى كل من نيجيريا وبنين وغانا، حث فيها قادة تلك الدول على "تفادي اللجوء إلى القوة ضد النيجر".

وأكدت الإذاعة الجزائرية الرسمية يوم الانقلاب العسكري، رفض الجزائر السماح لمقاتلات فرنسية باستخدام مجالها الجوي للقيام بعملية عسكرية محتملة ضد النيجر.

وفي السياق، قال رئيس وزراء النيجر "قمنا بإزالة نقاط الظل الموجودة بين البلدين، وأكدنا التمسك بسيادة البلدين".

والأحد، وصل رئيس وزراء النيجر إلى الجزائر على رأس وفد ضم 8 وزراء.
والاثنين، أجرى لمين زين، محادثات مع نظيره الجزائري نذير العرباوي، ورئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، قبل أن ينهي زيارته مساء الثلاثاء، بعد محادثات ثنائية وموسعة مع الرئيس الجزائري.