الجزائر تطوي صفحة الأزمة مع باريس بإعادة سفيرها إلى فرنسا

السفير سعيد موسى عاد إلى ممارسة مهامه والتقى فور عودته مع الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية.
السبت 2023/04/01
تبديد الخلافات إلى حين

الجزائر - عاد السفير الجزائري لدى فرنسا سعيد موسى إلى ممارسة مهامه بعد استدعائه للتشاور مطلع فبراير الماضي احتجاجا على “إجلاء” ناشطة مطلوبة للقضاء في بلاده.

وتعكس عودة السفير موسى رغبة جزائرية في طيّ صفحة الأزمة المستجدة مع باريس، في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها الجزائر، وتأزم علاقاتها بعدد من القوى الأوروبية، وبالتالي فإنه ليس من صالحها استعداء قوى أخرى.

وقالت سفارة الجزائر في باريس، في بيان الخميس، إن السفير موسى عاد إلى ممارسة مهامه في باريس والتقى فور عودته مع الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت. وأضافت السفارة أن "اللقاء شكّل فرصة لاستعراض الاستحقاقات الثنائية القادمة في إطار الأجندة السياسية التي اتفقت عليها السلطات العليا الجزائرية والفرنسية".

◙ الناشطة الجزائرية أميرة بوراوي وراء توتر العلاقة بين باريس والجزائر قبل تبديد الخلاف
◙ الناشطة الجزائرية أميرة بوراوي وراء توتر العلاقة بين باريس والجزائر قبل تبديد الخلاف 

وفي الثامن من فبراير الماضي، استدعت الجزائر سفيرها لدى فرنسا للتشاور احتجاجا على ما اعتبرته "انتهاكا للسيادة الجزائرية" بعد مشاركة دبلوماسيين فرنسيين في "إجلاء" ناشطة جزائرية كانت فرت إلى تونس.

وكانت وسائل إعلام جزائرية وفرنسية قالت في السابع من فبراير الماضي إن الناشطة والصحافية المعارضة أميرة بوراوي التي تخضع للرقابة القضائية في الجزائر وصلت إلى فرنسا عبر تونس بعد أن دخلتها بطريقة غير قانونية. ومنذ أسبوع أبلغ الرئيس عبدالمجيد تبون نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعودة السفير إلى باريس "قريبا".

وأكد بيان للرئاسة الجزائرية آنذاك أن تبون تحادث مع ماكرون هاتفيا “حول عدد من المسائل منها طريقة تهريب وإخراج رعية تحمل جنسية مزدوجة، جزائرية ـ فرنسية، من قبل المصالح القنصلية الفرنسية في بتونس". وأضاف أن الرئيسين “اتفقا على تعزيز وسائل الاتصال بين إدارتي الدولتين، حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات".

وكانت العلاقات الفرنسية - الجزائرية قد شهدت تحسنا ملحوظا منذ زيارة الرئيس الفرنسي في أغسطس الماضي، حيث تم الاتفاق خلالها على إرساء شراكة إستراتيجية. لكن هذا التحسن وصفه مراقبون بالهش، في ظل اتهامات جزائرية لبعض الجهات داخل ما يسمّى بالدولة العميقة الجزائرية، للنيل مما تحقق.

ويرى مراقبون أن إعادة الجزائر لسفيرها كان متوقعا حتى قبل أن يعلن عن ذلك تبون في وقت سابق، مرجحين الحفاظ على الموعد المعلن لزيارة الأخير إلى باريس والمقررة في مايو المقبل.

4