الجزائر تسعى لمنافسة القوى المؤثرة في ليبيا

العاصمة الجزائرية تحتضن اجتماعا لوزراء خارجية دول الجوار الليبي للمرة الثانية.
الأحد 2021/08/29
الجزائر تعزز حضورها في ليبيا

الجزائر- تحتضن الجزائر الاثنين اجتماعا لوزراء خارجية دول الجوار الليبي للمرة الثانية على أراضيها، في ما يبدو محاولة لإعطاء دفعة جديدة للعملية السياسية المتعثرة في ليبيا.

وتسعى الجزائر من خلال انخراطها بشكل أكبر في ليبيا إلى منافسة القوى الإقليمية الفاعلة وعدم تفويت فرصة الحضور في المشهد الليبي، كما حدث خلال السنوات الماضية حين وجدت نفسها مهمشة في الأزمة الناشبة لدى جارتها الشرقية.

وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة كشف عن الترتيب لعقد المؤتمر، بعد التوافق مع مصر على توحيد جهودهما بخصوص تسوية سياسية للأزمة التي تعاني منها ليبيا منذ 2011.

وسبق للعمامرة أن اتفق مع مصر على تجديد التزامهما بدعم السلطات الليبية في تنفيذ العملية السياسية التي ستسمح بإنجاح الانتخابات المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.

ويأتي المؤتمر في خضم خلافات ليبية متصاعدة في كل المسارات وتجاذبات سياسية، بخصوص العديد من الملفات من بينها الانتخابات وتعثر أعضاء ملتقى الحوار السياسي والبرلمان الليبي في التوصل إلى اتفاق بشان القاعدة الدستورية، إلى جانب فشل خطط إخراج المرتزقة الأجانب من البلاد، وسط مخاوف من تجدد الانفلات الأمني.

وأعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبّون الأسبوع الجاري خلال استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أنّ بلاده "رهن إشارة" ليبيا، وجاهزة لمساعدتها على حل مشاكلها.

وأواخر مايو الماضي زار رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الجزائر ودعاها إلى دعم وقيادة المصالحة في بلاده، التي تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالميليشيات.

وعقد آخر اجتماع لدول الجوار الليبي في الجزائر مطلع يناير 2020، واتفق على 5 مبادئ أساسية تدعم مخرجات مؤتمر برلين الأول، أبرزها رفض التدخل الخارجي وحظر توريد الأسلحة.

وتستمر الجزائر التي حرصت على إبداء "حيادها"  الظاهري تجاه الأطراف الليبية رغم وجود اتهامات لها بانحيازها إلى معسكر الإسلام السياسي، في استعدادها لاستقبال جميع الفاعلين من أجل الوصول إلى بلورة حل سياسي للأزمة برعاية المجتمع الدولي، بعيدا عن التدخل العسكري الذي كانت تطالب به بعض الدول المؤثرة.

وفي ظل حالة الجمود السياسي المتفاقمة، يخشى العديد من الليبيين أن تفقد العملية، التي نجحت في تشكيل حكومة موحدة لأول مرة منذ سنوات، زخمها.

وبعد سنوات على الحرب بين الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق السابقة المدعومة من تركيا، أفضت هدنة رسمية في أكتوبر إلى تشكيل حكومة مؤقتة يرأسها الدبيبة أوكلت لها مهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة، وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات في ديسمبر المقبل.