الجزائر تراهن على أقطاب السلطة الانتقالية لتكريس نفوذها في ليبيا

الجزائر - بدأ نائبا رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني وعبدالله اللافي الأربعاء زيارة رسمية إلى الجزائر تمتد يومين.
وقال بيان للحكومة الجزائرية إن "رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد استقبل صبيحة اليوم (الأربعاء) بمطار الجزائر العاصمة الدولي نائبي رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني وعبدالله اللافي، اللذين يؤديان زيارة رسمية للجزائر يومي 9 و10 يونيو الجاري".
وأضاف البيان أن "وزيري الخارجية صبري بوقادوم والداخلية كمال بلجود، حضرا الاستقبال"، دون تقديم تفاصيل أكثر حول موضوع الملفات التي تتناولها الزيارة.
وجاءت هذه الزيارة بعد أيام على أول زيارة لرئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى الجزائر على رأس وفد كبير من الوزراء، تناولت تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الجارين، وكذا آخر التطورات في ليبيا.
ويأتي ذلك مع سعي الجزائر إلى لعب دور أكبر في ليبيا والقطع مع منطق "الحياد" الظاهري الذي أبدته على مدار السنوات الماضية، رغم وجود اتهامات بانحيازها إلى معسكر الإسلام السياسي، خاصة بعد أن استقبلت الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج.
وكشف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الثلاثاء أن بلاده كانت مستعدة "للتدخل بصفة أو بأخرى" في ليبيا المجاورة، لوقف تقدم قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس.
وتميزت علاقة الجزائر بخليفة حفتر بالفتور حينا وبالتوتر حينا آخر، رغم اللقاءات المحدودة التي جمعته بكبار المسؤولين الجزائريين، لاسيما بعد ما نسب إليه من تهديدات باجتياح المنطقة الحدودية، وامتعاضه في أكثر من مرة مما أسماه بـ"انحياز الجزائر لصالح خصومه في الصراع القائم بليبيا".
وقال تبون في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية إن طرابلس "خط أحمر"، مشيرا إلى أن الرسالة وصلت إلى من يهمه الأمر.
وتحمل رسالة تبون انحيازه إلى المعسكر التركي القطري ومحور الإسلام السياسي وميليشياته في معركة السيطرة على طرابلس.
ويتناغم تصريح تبون مع ما أعلن عنه الأسبوع الماضي في حوار مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، حين أعلن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الشامل مع أنقرة، واستدل على ذلك بالقول إن "تركيا تستثمر خمسة مليارات دولار في بلاده دون مقابل سياسي"، في تلميح إلى الاستثمارات الفرنسية المرتبطة في الغالب بملفات سياسية ودبلوماسية.
وأعرب تبون عن عدم انزعاجه أو خوفه من إمكانيات عودة قوى الإسلام السياسي الذي تدعمه تركيا في الانتخابات النيابية المقررة بعد أيام قليلة، لاعتقاده بأن الأيديولوجيا الإسلامية لم تعد تزعج السلطة في بلاده.
ولا يستبعد مراقبون أن تؤثر تصريحات تبون على الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر خلال الفترة المقبلة، لتحقيق المصالحة المنشودة بين الفرقاء الليبيين.
وكان رئيس الحكومة الليبية أعلن عن طلبه من الرئيس الجزائري "المشاركة في المصالحة الوطنية الليبية، لأن الجزائر مؤهلة لأن تقود وتدعم المصالحة الليبية – الليبية".
وبعد سنوات على الحرب بين الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق السابقة المدعومة من تركيا، أفضت هدنة رسمية في أكتوبر إلى تشكيل حكومة مؤقتة أوكلت لها مهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة، وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات في ديسمبر المقبل.
وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيتش الشهر الماضي إلى أن جمودا طرأ على تحقيق تقدّم في مسائل، مثل سحب المرتزقة الأجانب وإعادة فتح الطريق الرابط بين شرق البلاد وغربها.
ولا يزال أكثر من 20 ألفا من المرتزقة الأجانب والعسكريين في ليبيا. ومن بين هؤلاء مرتزقة من تركيا وروسيا والسودان وتشاد.
وينتظر أن تستضيف برلين في 23 يونيو جولة جديدة من محادثات السلام الليبية على مستوى وزراء الخارجية لـ"مناقشة الخطوات المقبلة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار مستدام في البلاد"، و"دعم الحكومة الليبية للتمكن من إجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر"، كما صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.