الجزائر تخطط لإنشاء خط غاز عابر للصحراء.. من سيموّل مشروعا مثل هذا؟

الجزائر - وقعت الجزائر ونيجيريا والنيجر الخميس مذكرة تفاهم لتسريع مشروع إنشاء خط أنابيب غاز عابر للصحراء يصل إلى أوروبا يقدم لها بديلا مستقبليا محتملا عن الإمدادات الروسية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وكانت الدول الثلاث قد اتفقت في يونيو على إحياء محادثات بشأن المشروع كانت قد بدأت قبل عقود، فيما يمثل فرصة محتملة لأوروبا لتنويع مصادرها من الغاز.
وسينقل خط أنابيب الغاز العابر للصحراء “تي.إس.جي.بي” مليارات الأمتار المكعبة من الغاز من نيجيريا في غرب أفريقيا إلى النيجر شمالا ثم إلى الجزائر.
ومن هناك يمكن ضخ الغاز بواسطة خط أنابيب عبر المتوسط “ترانسميد” إلى إيطاليا، أو تصديره بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

محمد عرقاب: نعتزم الاستمرار في لعب الأدوار الأولى لتموين الأسواق
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن وزير الطاقة محمد عرقاب استضاف الخميس نظيريه من نيجيريا والنيجر تيميبر سيلفا ومحمدو ساني لإجراء مباحثات حول المشروع.
وخلال هذا الاجتماع الثالث بين الجزائر ونيجيريا والنيجر أكد عرقاب أنه “من خلال تجسيد هذا المشروع نعتزم الاستمرار في لعب الأدوار الأولى في مجال أمن تموين الأسواق العالمية بالغاز”، بحسب الوكالة الجزائرية.
وقال عرقاب للصحافيين بعد مراسم التوقيع إن الدول الثلاث ستواصل المحادثات لتنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن.
ولم يتم الكشف عما تضمنته مذكرة التفاهم، لكن المشروع الذي وضع جانبا لفترة طويلة شهد زيادة في الاهتمام في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع أسعار الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتقدر كلفة المشروع 13 مليار دولار وقد ينقل ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا لأوروبا.
وذكر تلفزيون النهار أن خط الأنابيب من المتوقع أن يمتد لمسافة أربعة آلاف كيلومتر. ومن المقرر أن يبدأ خط الأنابيب من واري في نيجيريا لينتهي في حاسي الرمل في الجزائر حيث سيتصل بخطوط أنابيب قائمة توصل الغاز لأوروبا.
وكانت الفكرة قد طُرحت للمرة الأولى قبل أكثر من 40 عاما وجرى توقيع اتفاق بين الدول الثلاث في 2009 لكن المشروع لم يشهد من وقتها تقدما يذكر. وقدرت الكلفة عند اقتراحه للمرة الأولى بعشرة مليارات دولار.
وبالإضافة إلى خدمته الأسواق الأوروبية، يمكن للأنبوب أيضا خدمة الأسواق على طول مساره أو في أي مكان آخر في منطقة الساحل الأفريقي.
وشهدت الجزائر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا، طلبا متزايدا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تجوب الدول الغربية العالم بحثا عن إمدادات تعوض النفط والغاز الروسيين.
كذلك تبحث الجزائر عن سبل أخرى للاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
لكن من المتوقع أن يواجه خط الأنابيب تحديات لوجستية وأمنية هائلة، خصوصا أنه يمتد على آلاف الكيلومترات ويمر في مناطق ينشط فيها جهاديون.
وقال جيف دي بورتر الخبير في الطاقة في مؤسسة “نورث أفريكا ريسك كونسالتنغ” إن “خط أنابيب كهذا سيكون معرضا للخطر بشكل هائل، ليس فقط بسبب هجمات الجهاديين لكن أيضا من المجتمعات المحلية في حال شعرت أنه يتم استغلالها في مشروع لا تأتيها منه أي فائدة”. وأضاف “عندها، من سيمول مشروعا مثل هذا؟”.