الجزائر تتقرب من إدارة ترامب بصفقات تسلّح

سرعة لافتة في بلورة اتفاق عسكري بين البلدين سيعلن عنه قريبا.
الاثنين 2025/03/10
تحسين العلاقات مع ترامب

الجزائر- كشف سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة صبري بوقادوم عن دخول بلاده في محادثات تعاون عسكري، يرجح أن تفضي إلى إبرام صفقات تسليح بمعدات حديثة، الأمر الذي يجسد خيار التوسيع والتنويع الذي تنتهجه الجزائر، كما يكشف عن رغبة في تجنب الأخطاء السابقة وبناء علاقات إيجابية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأوضح السفير الجزائري، في لقاء جمعه بصحافيين أميركيين في مقر السفارة الجزائرية بواشنطن، أن ممثلين عن وزارتي الدفاع في البلدين يعتزمون إطلاق مشاورات لتعزيز الشراكة الأمنية، وأن مسؤولي الدفاع من الجانبين تمت دعوتهم للمشاركة في مجموعات عمل رسمية، ووضع خطط تنفيذية قصيرة الأجل لتنفيذ الاتفاقيات الدفاعية الجديدة.

وبحسب هذه التصريحات يكون التعاون العسكري بين البلدين قد دخل مرحلة التخطيط والتنفيذ، وينتظر فقط التوقيت المناسب للإعلان عنه، ليكون بذلك أسرع مفاوضات عسكرية تجريها الجزائر في الآونة الأخيرة.

حضور بوقادوم في وسائل الإعلام الأميركية يعكس رغبة الجزائر في توجيه رسائل سياسية إلى إدارة ترامب

 ويبدو أن التحولات الجيوسياسية التي أحدثتها عودة ترامب إلى البيت الأبيض دفعت الجزائر إلى تسريع وتيرة الاتفاق، دون الأخذ بعين الاعتبار موقف الشركاء التقليديين.

ولفت بوقادوم في تصريح لموقع “ديفانس سكوب” إلى أن الحوار العسكري بين البلدين قائم منذ سنوات. وستشمل المباحثات تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية، وصفقات أسلحة جديدة، إضافة إلى التعاون في عمليات البحث والإنقاذ والتصدي للتهديدات الإرهابية في الساحل.

وفيما لم يكشف عن تفاصيل أخرى تتعلق بمشتريات الأسلحة، اكتفى بالإشارة إلى أن ثلاث ورشات للحوار ستُعقد لوضع خطة تنفيذ المذكرة الموقعة في 22 يناير الماضي، خلال زيارة قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) ويليام لانجلي إلى الجزائر، مشددا على أن المذكرة ستوفر الإطار القانوني والتشريعي للتعاون، وستفسح المجال لفرص مستقبلية.

وأكد بوقادوم على أن بلاده ستسعى لتعزيز علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، خصوصا في ظل إدارة ترامب الثانية، مع التركيز على التكنولوجيا الدفاعية.

أما بالنسبة إلى العلاقات المستقبلية فقد أوضح أن الاتفاقية تمثل التزاما رسميا بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وأن الجزائر على استعداد لتوسيع التعاون الاقتصادي، خاصة في قطاعي المعادن والطاقة.

pp

واعتبر أن تقليص الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا يقابله تنامي نفوذ روسيا والصين في المنطقة، وهو ما يستدعي تعزيز التعاون الجزائري – الأميركي في المجالات الإستراتيجية، وأن موقع الجزائر في شمال أفريقيا يمنحها ميزة جيوسياسية، فضلا عن أهمية العنصر البشري في العمليات الأمنية مقارنة بالاستخبارات الإلكترونية والأقمار الصناعية.

ويشي حضور بوقادوم في وسائل الإعلام الأميركية برغبة الجزائر في توجيه رسائل سياسية إلى إدارة ترامب، والتأكيد على الاستعداد التام للتعاون في مختلف المجالات، عكس الفتور الذي شاب العلاقات بين الطرفين خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب.

وكان بوقادوم أدلى في وقت سابق بتصريح لمجلة “توداي بيزنس فوكيس”، ضمّنه تحديد بلاده لأولوياتها في العام الجاري 2025، والتي تتمثل في تعزيز التعاون مع وزارة الدفاع الأميركية وزيادة الاستثمارات الأميركية في الجزائر، وأن مناقشات متعددة جرت مع الإدارة الجديدة في واشنطن بشأن التعاون الحالي والمستقبلي بين الجزائر والولايات المتحدة، وأن الهدف من التعاون مع هذه الإدارة هو تعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في الأمن العالمي.

يبدو أن التحولات الجيوسياسية التي أحدثتها عودة ترامب إلى البيت الأبيض دفعت الجزائر إلى تسريع وتيرة الاتفاق، دون الأخذ بعين الاعتبار موقف الشركاء التقليديين

وأكد على أن “مذكرة التعاون العسكري الموقعة بين البلدين تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، وأن الولايات المتحدة كانت الشريك الرئيسي للجزائر قبل أكثر من 20 عاما.”

ويتضمن تصريح صبري بوقادوم رسائل تؤكد على حسن نوايا، وعلى الشراكة الموسعة بين بلاده وبين الولايات المتحدة، ما يبرز نية الجزائر إرساء شراكات عسكرية موثوقة، من أجل توفير خيار التوسع والتنوع لجيشها وإمكانياتها التسليحية في إطار التعاون.

وأكد بوقادوم على أن المشهد الجيوسياسي العالمي الحالي يعتبر تحديا وفرصة للجزائر في الوقت نفسه، وأن العمل متواصل مع الولايات المتحدة ومع غيرها من الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمعالجة القضايا الحرجة، مشددا على أنه “كعضو غير دائم في مجلس الأمن، تركز الجزائر على تحقيق الاستقرار والسلام على مستوى العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والساحل والقارة الأفريقية، ولذلك فإن العمل على إنهاء العنف في غزة وتأمين وقف إطلاق النار من بين أولوياتنا الرئيسية في مجلس الأمن.”

وفي سياق آخر أشار بوقادوم إلى أن “قطاع الطاقة لا يزال أولوية استثمارية، لكنّ هناك اهتماما متزايدا بالزراعة، وأن استيراد شركة جزائرية خاصة لـ25 ألف رأس من الأبقار الأميركية، خطوة تعكس تطور التعاون الزراعي بين البلدين. كما تشهد قطاعات التعدين والطاقة المتجددة اهتماما متزايدا من المستثمرين الدوليين.”

وشدد على أن الجزائر تلتزم بدورها في تأمين احتياجات الطاقة لشركائها، بما في ذلك أوروبا، وتعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة وتعد بلدا آمنا مع فرص استثمارية كبيرة في قطاعات مثل الطاقة والزراعة والتعدين.

1