الجزائر تتفاجأ بالرد الأوروبي على تجميد حسن الجوار مع إسبانيا

الجزائر - وصفت الجزائر بـ"المتسرع" رد الاتحاد الأوروبي على تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، التي أدت إلى حظر التجارة بين البلدين باستثناء إمدادات الغاز.
وقال متابعون إن الجزائر ربما تفاجأت بموقف الاتحاد الأوروبي، خصوصا وأن إسبانيا نفسها لم تتخذ حتى الآن أي خطوة مضادة تجاه الجزائر، على ما أعلن وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس الجمعة.
كما جاء الرد الأوروبي مباشرة غداة الإعلان عن تعليق المعاهدة وحظر التبادل التجاري، في آخر إجراء تتخذه الجزائر ضد إسبانيا على خلفية إعلان مدريد قبل ثلاثة أشهر عن دعم خطة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وفي بيان مشترك، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ونائب رئيسة المفوضية المسؤول عن التجارة فالديس دومبروفسكيس أن قرار الجزائر "مقلق للغاية".
وأضاف البيان "نقيّم تداعيات الإجراءات الجزائرية" ولاسيما التعليمات الصادرة إلى المؤسسات المالية "لوقف المعاملات بين البلدين، والتي يبدو أنها تنتهك اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، خصوصا في مجال التجارة والاستثمار".
وأكد المسؤولان الأوروبيان بعد اجتماع في بروكسل مع وزير الخارجية الإسباني، أن "هذا من شأنه أن يؤدي إلى معاملة تمييزية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، ويضر بممارسة حقوق الاتحاد بموجب الاتفاقية".
ولوّحا بأن الاتحاد الأوروبي "مستعد لمعارضة أي نوع من الإجراءات القسرية المطبقة على دولة عضو".
وأعربت البعثة الجزائرية لدى المفوضية الأوروبية عن استيائها من "تسرع المفوضية الأوروبية في الإدلاء بموقف من دون تشاور مسبق أو أي تحقق مع الحكومة الجزائرية".
ورأت البعثة أن "رد المفوضية الأوروبية جاء دون تأكد من أن هذا الإجراء لا يمس بشكل مباشر أو غير مباشر بالتزامات الجزائر الواردة في اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي".
ولفت البيان في سياق الحديث عن "إمدادات الغاز إلى إسبانيا" إلى أن "الجزائر أكدت على لسان أعلى سلطة في البلاد ممثلة في رئيس الجمهورية (عبدالمجيد تبون)، أنها ستستمر في الوفاء بجميع التزاماتها التي تعهدت بها في هذا الشأن".
وقال ألباريس إن مدريد لم تتخذ أي قرار يؤثر على الجزائر أو يمس شؤونها بعد تعليق المعاهدة.
وأضاف "نرجو أن يتم حل الخلاف مع الجزائر في أسرع وقت ممكن عبر الحوار"، مؤكدا أن القرار بتعليق التجارة مع إسبانيا "ينتهك اتفاقية الشراكة بينها (الجزائر) والاتحاد الأوروبي".
والأربعاء أعلنت الجزائر تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا في ثاني خطوة دبلوماسية، بعد سحب السفير احتجاجا على تغيير مدريد موقفها من ملف الصحراء المغربية.
وجاءت الخطوة بعد ساعات على تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها التمسك بقراره في مارس الماضي دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وبعد أن دعت بروكسل السلطات الجزائرية الخميس إلى "إعادة النظر في قرارها"، عادت وقالت الجمعة إنها "تمد اليد للسلطات الجزائرية لتوضيح الموقف بسرعة"، مؤكدة أنها "لا تزال تفضل الحوار لحل الخلافات".