الجزائر تتسلم مواطنا إسبانيا احتجزته جماعة مسلحة بمالي

الجزائر - وصلت إلى العاصمة الجزائرية، ليل الثلاثاء الأربعاء، طائرة خاصة تقل السائح الإسباني، خواكيم نافارا كندا، الذي تم تحريره من خاطفيه في شمال مالي مساء الثلاثاء، بعد أسبوع من اختطافه من قبل مسلحين قرب الحدود الجزائرية.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية نشرته الليلة الماضية على حساباتها على المنصات الاجتماعية بأن "المصالح الأمنية للجيش الوطني الشعبي، استلمت اليوم 21 يناير2025، الرعية الإسباني خواكيم نافارا كندا، وهو في صحة جيدة".
وأشارت الدفاع الجزائرية إلى أن الرهينة الإسباني، كان في رحلة سياحية، وتم اختطافه في 14 يناير الجاري، بالمنطقة الحدودية الجزائرية-المالية من قبل عصابة مسلحة مكونة من خمسة أفراد".
وأضافت أن الشخص المعني تم نقله على متن طائرة خاصة من مطار تين زواتين بالناحية العسكرية السادسة (أقصى جنوبي الجزائر)، نحو القاعدة الجوية بوفاريك بالناحية العسكرية الأولى (جنوبي الجزائر العاصمة)، حيث سيتم تسليمه لاحقا إلى السلطات الإسبانية.
وأكد البيان أن "هذه العملية تأتي لتؤكد مرة أخرى الاحترافية الفعالة للمصالح الأمنية للجيش الوطني الشعبي في مكافحة شتى أشكال الجريمة المنظمة عبر كامل التراب الوطني"
وكان لافتا في البيان أن السلطات الجزائرية تحدثت عن "عصابة مسلحة" في إشارة على ما يبدو إلى شبكات الجريمة المنظمة التي تنشط في إطار الإتجار بالبشر، ما يعني أن حادث الاختطاف ليس "عملية ارهابية" من فعل الجماعات الجهادية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل كتنظيمي "داعش" و"القاعدة".
وأظهرت صور نشرتها الدفاع الجزائرية الرهينة الإسباني وهو يهم بالنزول من طائرة تابعة لسلاح الجو الجزائري بقاعدة بوفاريك العسكرية، وجرى لاحقا استقباله بالقاعة المخصصة للضيوف.
وعلى إثر وصوله إلى الجزائر، كتب الرئيس عبدالمجيد تبون، بحسابه على منصة كس "أشكر مصالحنا الأمنية وأطر وزارة الدفاع الوطني، على تحلَيهم بالفعالية والسرَية، خلال عملية تحرير المواطن الإسباني".
وكانت جبهة تحرير الأزواد في شمال مالي (أكبر تنظيم يمثل طوارق شمال مالي)، قد أعلنت الثلاثاء أنها سلمت الرهينة الإسباني خواكيم نافارا كندا إلى السلطات الجزائرية، مشيرة الى أن العملية "تمت بعد مفاوضات تولاها أشخاص ذوو نفوذ اجتماعي في المنطقة تكللت بتحريره".
ووفق رواية جبهة تحرير الأزواد، فإن الخاطفين ينتمون إلى شبكة الجريمة المنظمة العاملة في منطقة الساحل وخارجها، وكانوا ينوون بيع الرهينة إلى أحد التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل، مقابل مبلغ مالي يقدر بحسب بعض المعلومات بـ250 ألف يورو، لكن تنظيم أنصارالدين، الذي يتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، رفض العرض وأعلن عدم مسؤوليته عن الاختطاف.
ويمر شمال مالي بفترة توتر وعدم استقرار بعد إعلان الحكومة في العاصمة باماكو إنهاء العمل باتفاق السلام الموقع في الجزائر عام 2015، مع جماعات أزوادية (طوارق).
وشنت قوات باماكو عدة هجمات ضد الأزواديين بشمالي مالي، باستخدام مسيرات في أغلب الأحيان.
وتسبب الوضع في توتر شديد بين الجزائر وباماكو، وسط تأكيدات من الطرف الجزائري على أنه لا حل عسكري لملف شمال مالي، ويجب على الأطراف المعنية الجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد حل سياسي.