الجدل حول قصف المستشفى لم يفتح الباب لهدنة في غزة

غزة – لم يفتح الجدل بشأن الجهة التي قصفت مستشفى المعمداني في غزة الباب لهدنة حيث عطلت الولايات المتحدة الأربعاء مشروع قرار دولي تقدمت به البرازيل يطالب بهدنة تزامنا مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل.
وينظر الفلسطينيون إلى قصف المستشفى على أنه امتداد للتدمير الإسرائيلي، في حين نفت تل أبيب مسؤوليتها عن القصف ونسبته إلى صاروخ فلسطيني أخطأ الهدف وبالتالي لا يوجد ما يبرر تغيير مسار الحرب على حماس.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء بوقف الحرب وهو ما ترفضه إسرائيل التي تشدد على أنها لن توقف القتال قبل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
ويلقى الموقف الإسرائيلي دعما أميركيا حيث قال بايدن خلال زيارته إلى تل أبيب إنه لا أولوية أعلى من إطلاق سراح الرهائن.
إسرائيل نفت مسؤوليتها عن القصف الذي نسبته إلى صاروخ فلسطيني وبالتالي لا يوجد ما يبرر تغيير مسار الحرب
ودفع قصف المستشفى الذي أودى بحياة نحو 500 مدني عمّان إلى إلغاء قمة كانت مقررة مع بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني.
وباستثناء الاتفاق مع إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، والإعلان عن تقديم 100 مليون دولار كمساعدات لغزة، كشف بايدن عن دعم مطلق لإسرائيل.
وتبنت واشنطن الرواية الإسرائيلية بشأن مسؤولية حماس عن قصف المستشفى. وقال البيت الأبيض الأربعاء إن تقييم أميركا الحالي المبني على تحليل الصور الملتقطة من الجو والمعلومات مفتوحة المصدر يظهر أن إسرائيل ليست مسؤولة عن الانفجار في مستشفى بغزة.
وحصل مشروع القرار الدولي على 12 صوتا مؤيدا، مقابل صوت واحد رافض، وامتناع روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت.
وقال مبعوث البرازيل لدى الأمم المتحدة سيرجيو فرانكا دانيز بعد التصويت “لم يتم اعتماد مشروع القرار بسبب التصويت السلبي لعضو دائم في المجلس”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف دانيز أن “النص المقترح من قبلنا يدين بشكل لا لبس فيه جميع أشكال العنف ضد المدنيين، ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط”.
في المقابل نددت منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء بالدول الداعمة لإسرائيل التي منحت “حصانة وإفلاتاً من العقاب” للدولة العبرية في حربها بغزة.
وقالت المنظمة في بيان بعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية إنها “تستهجن المواقف الدولية التي تساند العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني، وتمنح إسرائيل الحصانة والإفلات من العقاب مستفيدة من ازدواجية المعايير التي توفر الغطاء للمحتل”.
وحمّل البيان نفسه إسرائيل مسؤولية الهجوم الصاروخي على المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة. كما ألقت الدول العربية باللوم بشكل فردي على إسرائيل في الحادث الذي أثار الغضب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي إلى “محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جرائم الحرب البشعة هذه تجاه الشعب الفلسطيني”، مطالبة “بالتدخل الفوري لإيقاف هذه المذبحة”.
كما دعت إلى “فتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري لإيصال المساعدات العاجلة إلى قطاع غزة”.
وأدى الانفجار في المستشفى إلى تأجيج الوضع في منطقة تعاني من أزمة بعدما نفّذت حماس هجوما عبر الحدود على تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 1300 شخص على الأقل واحتجاز رهائن.
وردت إسرائيل بأعنف ضربات جوية على الإطلاق على قطاع غزة المحاصر وحشدت قواتها ودباباتها على حدودها.
ونشر الجيش الإسرائيلي الأربعاء ما وصفه بأنه أدلة على أن صاروخا فلسطينيا أخطأ الهدف وتسبب في انفجار المستشفى. وقالت حماس إن الانفجار نجم عن ضربة جوية إسرائيلية. ورفض متحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي الاتهامات الإسرائيلية ووصفها بأنها غطاء لتبرير ارتكاب مجازرها ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأجج قصف المستشفى الغضب في الدول العربية وسط ترقب لردود فعل قد تصدر من حلفاء إيران مثل حزب الله في لبنان، رغم اقتصار المعارك منذ حوالي أسبوعين على مناوشات خفيفة على الحدود.
وجدد بايدن تحذيره لإيران وأذرعها من الانضمام إلى القتال مع حماس. وقال في تغريدة على منصة إكس “سوف نستمر في ردع أيّ جهة ترغب في توسيع نطاق هذا الصراع”.