الجدة الرياضية تبعث روح الشباب في المسنين على مواقع التواصل

دوسلدورف (ألمانيا) - هي ليست من الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن إريكا ريشكو تفضل أن تطلق على نفسها لقب “مولعة باللياقة البدنية”، ومع ذلك لا تستطيع أن تنكر أنها نجمة على شبكة الإنترنت، حيث جذب مقطع الفيديو الأكثر شهرة الذي بثته في موقع تيك توك، ويصور مجموعة من التمرينات الرياضية نحو عشرة ملايين مشاهدة، من جميع أنحاء العالم.

وهذه السيدة الألمانية التي تبلغ من العمر 81 عاما، ظهرت بالفعل في برنامج “صباح الخير يا أميركا”، كما أنها مشغولة بالرد على طلبات من وسائل الإعلام الألمانية.

وتقول إريكا ريشكو، “هذا نوع من الهوس، إنني لم أحلم على الإطلاق بحدوث مثل هذا التجاوب”.

والسيدة ريشكو أم لابنين وجدة لحفيد واحد، وأصبحت الآن شخصية تحفز الآخرين بشكل إيجابي على الإنترنت، على الرغم من أنها تقول إن ما تفعله هو على سبيل التسلية.

وهي ترفع شعار “كلما كبرت في العمر، كلما أصبحت أكثر جموحا”، واجتذبت أكثر من 15 ألف متابع على موقع إنستغرام، وأكثر من 134 ألف متابع على تيك توك، كما أن الأرقام على الموقعين تتصاعد بمعدلات كبيرة. وتقول ريشكو، إن “هذا التجاوب يدفعها إلى بذل المزيد”.

وتبعث برسالة تشجيع قائلة “كل فرد أمامه مساحة من الأرض في بيته، ويستطيع كل شخص أن يمارس أية تمرينات رياضية، ويمكنك أن تبتكر تدريبا ما، وتوجد أفكار كثيرة على منصات التواصل. وعلى سبيل المثال يمكنك استخدام المقاعد لتقوية العضلات الثلاثية بالذراع، وهي فكرة رائعة”.

ولا تمتلك ريشكو أية أدوات رياضية في منزلها، باستثناء أثقال “دمبلز” وزنها ثلاثة أرطال، وتقول “أستطيع رفع ثقل أكبر حجما عندما أكون في صالة الألعاب”.

وتضيف، “كنت قد تمكنت من العودة لرفع الأوزان السابقة التي كنت اتعامل معها قبل فترة الإغلاق الأول، ثم جاءت الموجة الثانية من الإغلاق”.

والملل هو أم الاختراع، وتوضح قائلة، “إنني أتجول في أنحاء المنزل، ومن آن لآخر أقود سيارتي لأزور ابنتي”.

وتمسك ابنتها بآلة التصوير عندما تقوم إريكا ريشكو وزوجها الذي يبلغ من العمر 81 عاما بالرقص على أنغام أغاني البوب، وتقول ريشكو، “ولهذا يجب أن تكون خطوات الرقص مضبوطة، وتستغرق ما بين 15 إلى 20 دقيقة، وإلا فإننا سنمارس نشاطا آخر”.

وتريد ريشكو أن تكسر حاجز عشرة ملايين متابع، ولكن ليس بأي ثمن، فهي تتوقف عن تنفيذ بعض التحديات مثل الاستحمام وسط الثلوج.

وأمام مثل هذه التحديات تقول “كلا، شكرا، لست في حاجة لذلك”، وتفضل بدلا من ذلك أداء تمرينات اليوغا وزيادة القوة البدنية والرشاقة ومرونة العضلات. وتتوقف هذه التمرينات على مدى إرهاق العضلات من التدريب في اليوم السابق، وهي تتمتع بلياقة بدنية تبدو على مظهرها، على الرغم من تركيب اثنتين من الركب الاصطناعية عام 2003، وتعلق قائلة “هذا هو السبب في أنني لا أستطيع أن أركض أو أقفز جيدا كما كنت أفعل سابقا، غير أنني قادرة على ممارسة أنشطة أخرى”.

وتأمل ريشكو عن طريق التمرينات التي تؤديها في أن تصبح نموذجا يحتذى به، حتى يستطيع كل شخص اجتياز فترة الجائحة وهو في شكل بدني جيد.

وبسبب الجائحة صارت تقلص من عدد التمرينات التي اعتادت القيام بها سابقا، وقبل الإغلاق كانت تمارس التمرينات داخل صالة الألعاب (الجيم) لمدة تصل إلى 15 ساعة في الأسبوع، كما تأمل في أن تعود قريبا إلى الجيم لأداء التمرينات.

وهنا تكمن التحديات الحقيقية في انتظارها على حد قولها، وتتمثل في الأجهزة الرياضية والأثقال، وتوضح قائلة، “إنني أستطيع رفع 50 كيلوغراما وأنا راقدة على ظهري، و70 كيلوغراما على حجري وأنا جالسة، وأؤدي التمرين مع زميلة سويدية.

وخطرت على ابنتها فكرة بث مقاطع الفيديو على منصة تيك توك التي تستضيف المقاطع القصيرة، وفقا لقولها، ما مهد الطريق لشهرتها على الإنترنت.

وتقول، “إننا نعدّ مقطعي فيديو أو ثلاثة أسبوعيا، هذا هو الحال، والهدف هو التسلية والمرح”.

ويعرب فرانك شنايدر عمدة بلدة لانغنفلد التي تقيم بها ريشكو، والكائنة في القطاع الغربي من ألمانيا عن سعادته، لأن مقاطع الفيديو وضعت البلدة على خارطة الشهرة، ويقول، “أثبتت ريشكو أنك تستطيع أن تحصل على اللياقة البدنية مهما تقدم بك العمر”.

ويضيف العمدة، إن ريشكو صارت أيضا نموذجا رائعا للأنشطة الهادفة وسط هذه الأوقات الصعبة، حيث إن التمرينات الرياضية مفيدة أيضا لرفع الروح المعنوية ولنظام المناعة، ويقول، “إننا نحتاج إلى هذه المحفزات الإيجابية أكثر من أي وقت سابق”.

وتلقى ريشكو الإشادة البالغة من متابعيها.

وكتبت إحدى المتابعات على إنستغرام تقول، “من الآن فصاعدا سأقوم بالتدريب في ضوء إرشادات مقاطع الفيديو التي تبثينها”، وأضافت إن هذه التمرينات ستجنبها الإحساس بالتقدم في العمر والزهد في الحياة.

ومن جانبها أعربت ريشكو عن سعادتها لقدرتها على تغيير الطريقة التي يفكر بها الناس عن التقدم في العمر، وقالت في مقابلة مع برنامج “صباح الخير يا أميركا” أذيع في يناير 2021، “إذا استطعت أن أغير قليلا قوالب التفكير النمطية، عن أن المسنين يثيرون الضجر أو لا يمارسون أي نشاط، فإن ذلك يجعلني أشعر بسعادة بالغة”.