الجبير: زيارة بايدن إشارة كبيرة لدور المملكة في المنطقة وفي العالم

السعودية والولايات المتحدة توقعان 18 اتفاقية ومذكرة تعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة لتعزيز فرص الاستثمار.
السبت 2022/07/16
دفع العلاقات إلى أفق أقوى على مدى العقود القادمة

جدة – اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء السعودي والمبعوث لشؤون المناخ عادل الجبير أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحمل إشارة لدور المملكة في المنطقة وفي العالم، مشيرا إلى أن الزيارة ستساهم في دعم العلاقات بين البلدين وتأكيدها ودفعها إلى أفق أقوى على مدى العقود القادمة.

وأكد الجبير في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس" السبت أن السعودية والولايات المتحدة تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية ومتينة في كافة المجالات.

وأضاف أن المملكة لها دور مهم في الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، فهي دولة ‏عضو في مجموعة العشرين وأكبر مصدر للنفط في العالم ومن أكبر المستثمرين في العالم وموقعها الجغرافي يربط بين ثلاث قارات: آسيا وأوروبا وأفريقيا، وفيها الحرمان الشريفان قبلة المسلمين، وهي تلعب دورها كأكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومن أكبر 20 اقتصادا في العالم.

ونوه بأن مكانة المملكة واحتضانها للعديد من القمم يدلان على احترام الدول لها، ونظرة الدول لها دولة أساسية، ولذلك يتم الاستجابة لعقد هذه القمم، وهذا شيء ليس بغريب على المملكة، موضحا أن المملكة قد استضافت ثلاث قمم في ثلاثة أيام عندما زار الرئيس السابق دونالد ترامب المملكة، فقد كانت هناك قمة سعودية - أميركية، وقمة خليجية - أميركية، وقمة إسلامية - أميركية.

كما استضافت الرئيس الأسبق باراك أوباما في قمة سعودية - أميركية - خليجية، وقمة خليجية - أميركية، وتمت دعوة عدد من الدول للمشاركة فيها، إضافة إلى استضافة المملكة لقمم إسلامية وعربية بشكل مستمر، وهذا يعكس دور المملكة وحجمها والاحترام الذي تناله في الخليج والعالم العربي والعالم الإسلامي والعالم بأكمله.

وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء السعودي والمبعوث لشؤون المناخ على أن المملكة والولايات المتحدة تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية ومتينة في كافة المجالات.

ولفت إلى الشراكة بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بأمور الطاقة وأمن الطاقة والغذاء وأمن الغذاء، ومواجهة التغير المناخي ومواجهة التحديات في الإمدادات العالمية، والأمور في الأسواق المالية العالمية والاقتصاد العالمي.

كما لفت إلى الشراكة بين الرياض وواشنطن بشأن حرية الملاحة، والقضايا التي تهم أمن المملكة واستقرارها مثل سياسات إيران ودعم العراق والتعامل مع الأزمة في سوريا وفي لبنان، وإيجاد حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي والتحديات في القرن الأفريقي والأزمة في ليبيا ودول الساحل في أفريقيا.

وأضاف أن الشراكة بين البلدين تشمل كذلك العمل معا في ما يتعلق بأفغانستان ‏ودعمها ومساندتها، لتكون دولة طبيعية يعيش فيها مواطنوها حياة طبيعية، وألا تكون بلادا وملاذا آمنا للتطرف والإرهاب، فهم يتعاملون بشكل قوي جدا وموثق في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتمويل الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف، إضافة إلى التعامل بين البلدين في استكشاف الفضاء والتقنية بالنسبة للهيدروجين والطاقة المتجددة.

وأكد الجبير أن "هناك استثمارات وتجارة ضخمة جدا بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية في السعودية، ومئات الآلاف من أبنائنا وبناتنا تعلموا في الولايات المتحدة، وهناك أكثر من 80.000 مواطن أميركي مقيمين في المملكة، منهم من كان أجدادهم في المملكة واستمرت علاقتهم مع المملكة، فهذه العلاقات متينة جدا".

وخلال زيارة الرئيس الأميركي للمملكة وقّعت السعودية والولايات المتحدة على 18 اتفاقية ومذكرة تعاون، في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" السبت.

ووقّع هذه الاتفاقيات الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأميركية.

وتأتي هذه الاتفاقيات في ضوء ما توفره رؤية المملكة 2030 بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين.

وبين الاتفاقيات 13 وقّعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأميركية الرائدة، مثل شركة بوينغ لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأميركية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.

كما وقّعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" اتفاقية "أرتميس" لاستكشاف القمر والمريخ مع الوكالة، للانضمام إلى التحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.

ووقّعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة "آي.بي.أم" الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة، تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة لتكون مركزا محوريا للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 كما وقّعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأميركية "أن.تي.آي.أي"، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.

ووقّع البلدان اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي، بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

كما وقّعت وزارتا الصحة السعودية والأميركية مذكرة تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة، والعلوم الطبية والبحوث، تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات القائمة في مجالات الصحة العامة بين الأفراد والمنظمات والمؤسسات، وتوحيد الجهود لمواجهة قضايا الصحة العامة والتحديات الطبية والعلمية والبحثية، وتبادل المعلومات والخبراء والأكاديميين، إضافة إلى التدريب المشترك للعاملين في المجالات الصحية والطبية، والتطبيق السليم لنظم المعلومات الصحية، والبحث والتطوير والابتكار الصحي.

ومن المقرر أن تستضيف مدينة جدة السبت قمة عربية - أميركية بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، بمشاركة بايدن، ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.