الثلوج تحاصر بلاد الشام وتهدّد حياة الآلاف من اللاجئين

دمشق – تشهد بلاد الشام، سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، موجة ثلوج كبرى منذ الأربعاء، خلّفت أضرارا غير مسبوقة بلغت حدّ انقطاع الكهرباء بشكل كامل في بعض المناطق، وغلق عدد من الطرق.

وفي سوريا، بثت وكالة الأنباء السورية لقطات مصورة وصورا لتساقط الثلوج على دمشق، وعدة محافظات بينها طرطوس وريف حماة، تبدو فيها الشوارع والطرقات وقد كساها اللون الأبيض بشكل كثيف للغاية وخلت بشكل لافت من المارة، وسط انعدام مظاهر الحياة.

وقالت المديرية العامة للأرصاد الجوية (رسمية) في بيان عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "تأثرت البلاد الأربعاء بذروة منخفض جوي قطبي أدى إلى هطولات ثلجية ومطرية، ستستمر الخميس والجمعة، قبل أن تبدأ الأوضاع بالاستقرار تدريجيا السبت".

وعمقت الأوضاع الجوية السيئة معاناة النازحين واللاجئين السوريين في المناطق الحدودية، حيث لحقت أضرار كثيرة بالمخيمات في ريف حلب الشمالي، ما ضاعف أزمات الآلاف من النازحين الذين فقدوا عددا كبيرا من خيامهم، منذ بدء موسم الشتاء ونزول الأمطار.

وفي فلسطين، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، أنه بسبب تراكم الثلوج، قام متطوعو الدفاع المدني بنقل حراس المسجد الأقصى إلى منازلهم، وشهدت شوارع بيت لحم أزمات مرورية ووجود مركبات عالقة.

وقالت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، إنه يتوقع سقوط زخات ثلجية فوق المرتفعات الجبلية الخميس مع استمرار طقس شديد البرودة الجمعة، وتوقع بانحسار المنخفض الجوي خلال ساعات الليل، مع استقرار نسبي يبدأ من السبت.

فيما قرر مجلس الوزراء الفلسطيني تعطيل دوام الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية، الخميس بسبب الظروف الجوية، داعيا لتوخي الحذر جراء استمرار تساقط الثلوج.

ظلام يخيّم على لبنان

وفي لبنان الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية، كانت الأزمة أشد بانقطاع التيار الكهربائي في جميع مناطق البلاد بما فيها بيروت، نتيجة "العاصفة الثلجية"، مع جهود لإعادته تدريجيا، وفق إعلان لـ"مؤسسة كهرباء لبنان".

ووفق وكالة الأنباء اللبنانية، تسببت العاصفة الثلجية أيضا بإغلاق عدد من الطرق الجبلية وتوقف حركة المركبات، وإعلان الدفاع المدني إنقاذ مواطنين حاصرتهم الثلوج.

وأوضحت أن الثلوج تساقطت لأول مرة منذ عدة سنين في عدد من قرى وبلدات مرجعيون، حيث اكتست الطرقات وأسطح المنازل باللون الأبيض، وسط جهود لمنع تراكم الثلوج.

وبحسب الوكالة "يقع الحوض الشرقي للمتوسّط تحت تأثير المنخفض الجوّي البارد 'جويسي'، الذي تحول إلى عاصفة ثلجية، ويحمل معه أمطارا وثلوجا على ارتفاعات متدنية ومتوسطة، على أن يستمر المنخفض حتى مساء السبت".

ويواجه اللاجئون السوريون في بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا أوضاعا معيشية صعبة أيضا، مع تساقط الثلوج وسط نقص في مواد التدفئة والمساعدات الأساسية.

وكانت الأمم المتحدة أشارت في دراسة نشرت في الآونة الأخيرة، إلى أن 9 أسر سورية لاجئة في لبنان من بين كل 10 أسر، تعيش في فقر مدقع.

إغلاق البنوك

في الأردن، أفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن الثلوج أعاقت السير في بعض الطرق، وأغلقت أخرى. ونقلت الوكالة عن وزير النقل مروان الخيطان، تحذيرا للمواطنين من "خطر تشكل السيول في المناطق المنخفضة، نتيجة ذوبان الثلوج أيام الجمعة والسبت".

ودعت مديرية الأمن العام المواطنين إلى الالتزام بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، وتجنب أماكن تساقط الثلوج.

وأشارت المديرية في بيان إلى أنه رغم التحذيرات المتتالية بعدم الخروج، إلا أنه "ما زالت ترد مكالمات وبلاغات حول تقطع السبل بمواطنين بمركباتهم".

وبسبب تلك الأجواء، وجه وزير الأوقاف رئيس مجلس إدارة صندوق الزكاة محمد الخلايلة، لجان الزكاة لتقديم مساعدات، فيما قرر محافظ البنك المركزي زياد فريز، تعطيل أعمال البنك المركزي والبنوك العاملة الخميس.

وأفادت صفحة "طقس بلاد الشام" (معنية بالمناخ) عبر فيسبوك أن "الثلوج تساقطت على عمان والقدس ودمشق لأول مرة منذ 5 سنوات بهذه الكثافة"، مشيرة إلى أن "أجزاء واسعة من بلاد الشام تتعرض لتساقط الثلوج".