الثقافة في خدمة الإنساني في سوريا.. 2023 سنة حافلة بالتظاهرات

دمشق - سعت مديريات الثقافة في المحافظات السورية من خلال مراكزها المنتشرة في المدن والأرياف خلال عام 2023 إلى تنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة تلامس جميع الشرائح العمرية وإحياء الأيام الثقافية العالمية والمهرجانات السنوية بحسب خصوصية كل محافظة، إضافة إلى انخراط معظمها في العمل الإنساني جراء كارثة الزلزال في فبراير الماضي، ليتخذ العمل الثقافي بعدا مجتمعيا ووجدانيا.
وتركز النشاط في المراكز الثقافية بدمشق على الورشات التفاعلية لتعزيز القدرات والمهارات الإبداعية من ورشات خط ورسم وقصة وإعادة تدوير الأقمشة ومعارض حرف تراثية وفن تشكيلي، ومحاضرات وندوات للحديث عن الهوية الوطنية والانتماء والحفاظ على اللغة العربية ومواجهة التطرف الفكري والغزو الثقافي، وندوات صحية طبية واقتصادية وسياسية وندوات مرتبطة بمناسبات وطنية.
وحظيت المرأة بنشاطات منوعة خلال العام بهدف التركيز على دورها الفعال في المجتمع من خلال معارض أعمال يدوية متنوعة وندوات استضافت شخصيات أنثوية تحدت الظروف فكانت نموذجا للعطاء والإنجاز، وفي خطوة جديدة تم افتتاح المركز الثقافي ببرزة ونشطت فيه إقامة المعارض التشكيلية ومنها معرض “معكم” الذي يجسد العلاقات الإنسانية والتمسك بالأمل، وهو تحية للشعب الفلسطيني.
مديريات الثقافة السورية في المحافظات تقيم فعاليات وأنشطة متنوعة تلامس جميع الشرائح العمرية، وخاصة الشباب والأطفال
أما المشهد الثقافي في حلب فقد تنوع بين إقامة المعارض الفنية وتنظيم المهرجانات الشعرية والندوات ومعارض الكتب ومعارض الخط العربي، وكانت للفن التشكيلي الحظوة المميزة فأقيم أكثر من 20 معرضا في صالات تشرين والأسد للفنون والصالات الخاصة.
وجسد العمل الثقافي في اللاذقية مفهوم الثقافة المجتمعية في خدمة العمل الإنساني، والذي تجلى بشكل كبير إثر كارثة الزلزال الذي ضرب المحافظة، لتصب جهود مديرية الثقافة في العمل الإنساني التطوعي لمساعدة متضرري الزلزال والنازحين في مراكز الإيواء من خلال فريقي الثقافة “بناء مهارات الحياة” و”الشباب التطوعي”.
وإلى جانب الفن التشكيلي حضر المسرح والسينما والموسيقى والشعر لتعود الحياة الثقافية في اللاذقية، ويعود إلى خشبة مسرح دار الأسد للثقافة ألقها وقدرتها على استقطاب الجمهور المتعطش إلى الفن.
وتميزت الحركة الثقافية في طرطوس بغنى الأنشطة والفعاليات كالمهرجانات والملتقيات السنوية والمعارض الفنية والتراثية التي ركزت على الهوية الثقافية المحلية لمناطق المحافظة، بشكل يسهم في ترسيخ وتعزيز مفهوم الهوية الوطنية السورية من خلال الصنوف الثقافية، ومهرجان الشيخ صالح العلي كان في مقدمة تلك الفعاليات.
وشهدت حمص حراكا ثقافيا لافتا مقارنة بالأعوام السابقة مع اتساع رقعة المنابر الثقافية في المدينة وبروز ملتقيات ومنتديات حملت الهم الثقافي على عاتقها، وتحول مسرح دار الثقافة إلى شعلة تضج بكل أنواع الفنون المسرحية والموسيقية والسينمائية التي حظيت بحضور جماهيري كبير.
المرأة حظيت بنشاطات منوعة خلال العام بهدف التركيز على دورها الفعال في المجتمع
وحفل المركز الثقافي بالمدينة والمركز المحدث في الزهراء بالعشرات من الفعاليات الثقافية، من أمسيات ومهرجانات شعرية وقصصية في مختلف المناسبات الوطنية والقومية. ولم يغب الطفل ودوره في المجتمع عن الساحة الثقافية في حمص بفضل الفعاليات التي أقامها فريق مهارات الحياة في قسم الأطفال بمديرية ثقافة حمص.
وتركزت النشاطات الثقافية في حماة على المهرجانات السنوية، منها إقامة مهرجان وجيه البارودي للإبداع الشعري ومهرجان سلمية الشعري والمهرجان الأدبي على خشبة دار الأسد للثقافة والفنون بحماة، في حين نشط هذا العام المسرح؛ حيث أقيم مهرجان مسرح الطفل على خشبة مسرح دار الأسد ومهرجان مصياف، ومهرجان الماغوط، ومهرجان ممدوح عدوان المسرحي، إضافة إلى تنظيم الاحتفالية المركزية في دار الأسد بمناسبة اليوم العربي للأطفال ذوي الإعاقة 12 بعنوان “إرادتي قوتي”.
وعملت مديرية الثقافة في جميع المراكز الثقافية على تقديم كل ما يخدم ويرسخ الهوية الوطنية السورية بجميع صنوف الثقافة من آداب وفنون ومسرح وموسيقى وأمسيات شعرية وأدبية، إضافة إلى ملتقيات الفنون التشكيلية.
وحرصت ثقافة السويداء على تنظيم مهرجان سلطان باشا الأطرش السنوي، وقدمت خلاله سردية لحقبة مهمة من التاريخ السوري من خلال المحاضرات الفكرية والمعارض التوثيقية وفقرات تراثية.
مديرية الثقافة حافظت على التقليد السنوي الأبرز وهو مهرجان أبي تمام الشعري الذي يعد منبرا يحاكي ما قدمه أبو تمام خلال مسيرته الشعرية
بدورها نظمت مديرية ثقافة القنيطرة فعاليات ومهرجانات شعرية وأدبية وندوات ومحاضرات بعناوين مختلفة، في حين كان الجولان العربي السوري المحتل هو العنوان الأبرز في الفعاليات الثقافية 2023، منها إقامة ملتقى الجولان الثالث للفن التشكيلي، وتوزيع جائزة الجولان للإبداع الأدبي في مجال القصة، وتنظيم فعالية “الجولان بين السينما والرواية”.
ونفذت مديرية ثقافة الحسكة أنشطة ثقافية وفنية وتوعوية منوعة سواء فردية أو تشاركية، بالتعاون مع شركائها في فرع اتحاد الكتاب العرب والجمعيات الثقافية والمؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات الخيرية، وأبرز ما قدم هو الاستمرار في إقامة مسابقة آقور الأدبية ومهرجان القامشلي الشعري بعد توقف دام عدة سنوات والاستمرار في إقامة مهرجان الفنان الراحل عمر حمدي للفن التشكيلي.
وفي مجال التراث نفذت الكثير من الفعاليات الخاصة بالتراث المادي واللامادي، بهدف الحفاظ عليه وذلك عبر إقامة محاضرات وندوات ومعارض متخصصة وجلسات تراثية بالتعاون مع شركاء الثقافة.
وتركز النشاط في مديرية ثقافة الرقة على إقامة الملتقيات الثقافية والندوات الحوارية، والتي كان أهمها ملتقى الشعر العربي – دورة إبراهيم الجرادي، وملتقى العجيلي للإبداع الروائي الذي يحتفي كل عام بالدكتور الراحل عبدالسلام العجيلي، وتضمن الملتقى جلسات حوارية ونقدية وقراءات لروايات وقصص العجيلي أحد أبرز رواد القصة العربية.
أما دير الزور فسلطت الضوء عبر النشاطات الثقافية على المرأة والشباب فأقيم مهرجان المرأة الفراتية الذي تضمن معرض مقتنيات البيت الفراتي.
وشكل اكتشاف المواهب ورعايتها وتنميتها ضمن شريحتي الأطفال واليافعين أبرز أهداف مديرية ثقافة درعا، حيث تعتبر هاتان الشريحتان بذور تطور الفنون والحامل الأساسي للثقافة والحفاظ على التراث، فكان أبرز الأنشطة إطلاق العنان للمواهب في مجالات الرسم والفن التشكيلي والمسرح والغناء والفصاحة ورعاية المواهب الأدبية في مجالي القصة والشعر.
وحافظت مديرية الثقافة على التقليد السنوي الأبرز وهو مهرجان أبي تمام الشعري الذي يعد منبرا يحاكي ما قدمه أبو تمام خلال مسيرته الشعرية ويفتح الباب واسعا أمام مشاركة شعراء من كل المحافظات لتقديم نتاجاتهم في بلد الشاعر أبي تمام بدرعا.