التونسيون بانتظار حكومة خالية من الانتهازيين

تونس - أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد الاثنين أنه سيتم تشكيل الحكومة المقبلة "بعيدا عن الانتهازيين وأطماعهم"، مشيرا إلى أن بعض الأطراف لم يعد لها دور سياسي، في إشارة على ما يبدو إلى حركة النهضة الإسلامية وحلفائها.
وقال الرئيس التونسي خلال استقباله نجلاء بودن رمضان، المكلفة بتشكيل الحكومة، في قصر قرطاج الرئاسي في العاصمة إن "البلاد تعيش لحظات تاريخية لم تعشها من قبل وإنه ليس من حق أي مسؤول أن يخيب آمال التونسيين وتطلعاتهم"، بحسب بيان للرئاسة نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وأضاف سعيّد "سيتم تركيز الحكومة بعيدا عن الانتهازيين وأطماعهم، وبعض الأطراف لم يعد لها مكان في تونس بعد أن رفضها الشّعب".
واتخذ سعيّد منذ الخامس والعشرين من يوليو الماضي تدريجيا قرارات، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة الحكومة الجديدة.
ورفضت بعض القوى السياسية وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية قرارات الرئيس سعيّد الاستثنائية، واصفة إياها بـ"الانقلاب على الدستور"، بينما أيدتها قوى أخرى اعتبرتها "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.
وتحدث الرئيس التونسي عن فترة ما قبل الخامس والعشرين من يوليو، قائلا "لقد تم السطو على إرادة الشعب التونسي من قبل نظام خفي يريد التحكم في الدولة"، مشددا على أن مهمته هي "تحقيق إرادة الشعب".
وقال الرئيس سعيّد "من يتحدث عن انقلاب، فلينظر في رقصات الشّيوخ فرحا بهذا المنعطف التّاريخي الذي تعيشه تونس".
وأضاف أن تونس والتونسيين "ليسا تحت وصاية أي أحد، وعلينا الإنصات لإرادة شعبنا، رغم أن هناك من يبحث عن مساندة دوائر خارجية".
وقال سعيّد إن عدد الذين خرجوا إلى الشوارع لمناشدته وصل إلى مليون و800 ألف تونسي، وأضاف أن هذه الأعداد من التونسيين خرجت في كافة المناطق من البلاد. وأضاف أن "المظاهرات المؤيدة ليست مثل المسيرات مدفوعة الأجر التي تحدث في الفترة الأخيرة".
وعيّن الرئيس التونسي في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي نجلاء بودن رئيسة للوزراء. وقال سعيّد إن اختيار امرأة على رأس الحكومة التونسية يعتبر "شرفا لتونس وتكريما للمرأة التونسية"، مضيفا أن "المرأة قادرة على القيادة بنفس القدر من النجاح والرؤية الواضحة للرجل".
وجاء الكشف عن اسم رئيسة الحكومة الجديدة، بعد مشاورات ماراثونية خاضها سعيّد على امتداد الأسابيع الماضية، ووسط دعوات إلى وضع خارطة طريق واضحة المعالم بآجال زمنية محددة للمرحلة القادمة، والإسراع بعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
ومن المتوقع أن تعلن رئيسة الحكومة المكلفة عن فريقها الحكومي خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، والذي من المرجح أن يتألف من شخصيات تكنوقراط، وتتوزع الحقائب الوزارية بالتناصف بين المرأة والرجل.
وكانت بودن أعلنت أنه لأول مرة ستتجاوز نسبة تمثيل المرأة 50 في المئة في الحكومة التونسية الجديدة.
وقالت في تغريدة لها على تويتر إن "الحكومة ستتكون من كفاءات نسائية وشباب قادر على إحداث الفارق في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد".
ويعزز عدم انتماء بودن إلى تيار سياسي أو حزبي في تونس من فرص نجاحها في تشكيل حكومة توافقية ومنسجمة يمكن أن تنكب على معالجة القضايا العالقة.
ووفقا للتدابير التي أعلنها الرئيس سعيّد في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي، فإنها ستقترح أسماء الوزراء فقط، بينما يبقى القرار النهائي بيد الرئيس.