التوتر يخيم على السودان وسط تفاقم الأزمة بين المجلس الانتقالي والمعارضة

الاتحاد الأفريقي يعلق مشاركة السودان في أنشطته لحين تشكيل حكومة مدنية، والمعارضة السودانية ترفض دعوة الحوار التي أطلقها المجلس العسكري الانتقالي.
الخميس 2019/06/06
أزمة ثقة بين المجلس الانتقالي وقادة الاحتجاجات في السودان

الخرطوم- لا يزال التوتر يخيم على الأجواء في العاصمة السودانية التي شهدت خلال اليومين الفارطين موجة عنف وتصعيدا بين الشرطة والمحتجين في ميدان الاعتصام في الخرطوم، أسفر عن سقوط قتلى ما فاقم الأزمة بين المجلس الانتقالي وقادة الاحتجاجات.

وفي آخر التطورات علق مجلس الأمن والسلم الإفريقي عضوية السودان ومشاركته في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي‎ حتى إنشاء سلطة انتقالية مدنية، في وقت تسعى فيه إثيوبيا للتوسط بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة وسط تصاعد التوتر بين الجانبين.

وصوت مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الخميس لصالح تعليق مشاركة السودان في كل أنشطة الاتحاد لحين تشكيل حكومة مدنية.

وجاء إعلان المجلس بعد اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. ويأتي القرار بعد تصاعد العنف في السودان هذا الأسبوع.

إلى ذلك قال مصدر دبلوماسي في سفارة إثيوبيا بالخرطوم إن رئيس الوزراء أبي أحمد سيزور العاصمة السودانية للوساطة بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة بشأن الانتقال نحو الديمقراطية.

وأبلغ المصدر رويترز أن أبي سيجتمع مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وشخصيات من حركة إعلان قوي الحرية والتغيير المعارضة خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا.

وكان اقتحام موقع الاعتصام، الذي أعقب أسابيع من التشاحن بين المجلس العسكري والمعارضة بشأن من الذي ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية، أسوأ ما شهده السودان من عنف منذ أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في نيسان بعد احتجاجات حاشدة على حكمه على مدى شهور.

وقوبلت دعوة رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان عبد الفتاح البرهان لاستئناف المحادثات والحوار مع جماعات المعارضة بالرفض حيث قال مدني عباس مدني أحد زعماء قوى إعلان الحرية والتغيير إن دعوة المجلس العسكري الانتقالي مرفوضة لأنه "ليس مصدر ثقة".

وأضاف مدني "اليوم دعا المجلس للحوار وفي ذات الوقت يقوم بترويع المواطنين في الشوارع".

وأشار إلى أن دعوة البرهان جاءت قبل إلقاء القبض على أحد أعضاء التحالف وهو ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وهي جماعة متمردة.

رئيس وزراء إثيوبيا يتوسط لحل الأزمة بين الانتقالي السوداني والمعارضة
رئيس وزراء إثيوبيا يتوسط لحل الأزمة بين الانتقالي السوداني والمعارضة

وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد دعا إلى "طي الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة للعبور للمستقبل"، وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي السوداني: "نفتح أيدينا للتفاوض مع كافة القوى".

أما تجمع المهنيين السودانيين، جماعة المعارضة الرئيسية التي تقود الاحتجاجات، فقد دعا إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في سقوط قتلى الاثنين فيما وصفه "بالمجزرة".

وكان مسعفون على صلة بالمعارضة قالوا إن عدد قتلى هجوم الاثنين وأعمال عنف لاحقة ارتفع إلى 108 قتلى وإن من المتوقع أن يزيد العدد، فيما أكدت وزارة الصحة إن عدد القتلى وصل إلى 61.

وينفي الجيش محاولته فض الاعتصام خارج وزارة الدفاع الاثنين. حيث أكد المتحدث باسمه إن القوات تدخلت للتعامل مع مجموعات تخريبية في الجوار وإن العنف انتشر، وهو ما أكده الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري في كلمة تلفزيونية حيث قال إن المجلس فتح "تحقيقا عاجلا وشفافا" في أحداث العنف.

وأضاف دقلو المعروف باسم حميدتي "أي إنسان تجاوز حدوده لازم يتحاسب".

من جهتها قالت الأمم المتحدة الأربعاء إنها تنقل بعض موظفيها في السودان إلى الخارج مؤقتا بسبب الوضع الأمني في البلاد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق "ما نقوم به هو نقل مؤقت لبعض الموظفين من السودان. سيبقى بعض الموظفين للقيام بالمهام الحيوية ولكن يجري نقل البعض مؤقتا بسبب الوضع الأمني".

ولم يقدم المتحدث معلومات حول عدد الموظفين الذين يجري نقلهم أو المكان الذي يذهبون إليه أو متى سيعودون أو عدد الموظفين الذين سيظلون في السودان. وقال إن الموظفين الذي يجري نقلهم مدنيون وإنه لا أحد من الأفراد الذي يرتدون الزي الرسمي للأمم المتحدة يغادر السودان.

وتشمل أنشطة الأمم المتحدة في السودان التعاون التنموي والمساعدات الإنسانية وعمليات حفظ السلام التي تقوم بها بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) المنتشرة منذ عام 2007 بحسب الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

ويموج السودان بالاضطرابات منذ ديسمبر ، عندما تحول الغضب من ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة النقدية إلى احتجاجات مستمرة ضد البشير والتي انتهت بإعلان الجيش عزله بعد ثلاثة عقود في السلطة.