التوتر بين السودان وإثيوبيا يتصاعد على الحدود رغم مساعي التهدئة

أديس أبابا - أعلنت إثيوبيا الثلاثاء أن قواتها في حالة استعداد وتأهب على الحدود مع السودان، بعد أن عززت القوات السودانية وحداتها البرية والجوية على الحدود.
وتأتي حالة الاستنفار على وقع توتر شهدته الحدود بين البلدين خلال الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة، لاسيما وأن السودان يبدو مصرا على استعادة سيادته على كامل المنطقة.
واتهمت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان لها "الجيش السوداني بانتهاك الحدود وارتكاب أعمال غير قانونية"، مؤكدة أن "قواتها المسلحة في حالة استعداد وتأهب على الحدود مع السودان".
وقالت الوزارة الإثيوبية إن "السودان استغل الصراع في إقليم تيغراي لإشعال صراع حدودي"، مؤكدة أن "إثيوبيا ستتخذ إجراءات لحماية حدودها إذا لم يوقف السودان أنشطته غير القانونية".
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اتهم في 24 ديسمبر الحالي جهات، لم يسمها، بالسعي لتشويه علاقات حسن الجوار التاريخية بين السودان وإثيوبيا.
وفي بيان باللغة العربية نشره على حسابه في تويتر، قال أحمد إن "هذه الجهات المتهورة والمتآمرة تسعى لبث الشكوك والفرقة بين حكومتي البلدين". كما اتهمها بتخطيط وتمويل وتنفيذ المواجهات الأخيرة التي حدثت في المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان.
ويرى مراقبون أن هناك تغيرا في الخطاب الإثيوبي الذي بدأ ينحو صوب التصعيد، لاسيما مع تمسك الجيش السوداني بفرض أمر واقع جديد في المنطقة.
وأرسلت الخرطوم مساء الاثنين تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا، وذلك عقب تأكيد مجلس شركاء الفترة الانتقالية دعمه للجيش السوداني على الحدود الشرقية.
وقالت مريم الصادق المهدي الناطقة باسم المجلس إن الاجتماع أكد ضرورة الإسراع في توفير كل الدعم للجنود السودانيين، مع التأكيد على احترام الإثيوبيين المقيمين في السودان، واستنكر المجلس في الوقت ذاته الشائعات التي تستهدف الإضرار بالعلاقات بين الشعبين.
وأكد وزير الإعلام السوداني السبت الماضي أن "السودان سيطر على معظم الأراضي التي يتهم الإثيوبيين بالتعدي عليها قرب الحدود بين البلدين"، قائلا "نحن نؤمن بالحوار لحل أي مشكلة، لكن جيشنا سيقوم بواجبه لاسترجاع كل أراضينا. حاليا استعاد جيشنا ما بين 60 و70 في المئة من الأراضي السودانية".
وتصاعد التوتر في المنطقة الحدودية منذ اندلاع الصراع في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا في أوائل نوفمبر ووصول ما يربو على 50 ألف لاجئ إلى شرق السودان، وتركزت الخلافات على الأراضي الزراعية في الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان لكن يستوطنها مزارعون إثيوبيون منذ فترة طويلة.
ووقعت اشتباكات مسلحة بين القوات السودانية والإثيوبية في الأسابيع الأخيرة سقط خلالها قتلى، واتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض على العنف، وأجرى البلدان محادثات هذا الأسبوع في الخرطوم حول تلك القضية.
وقبيل محادثات الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين إن الجيش السوداني شن هجمات بدأت في التاسع من نوفمبر، مضيفا أن "المنتجات الزراعية للمزارعين الإثيوبيين تتعرض للنهب ويتم تخريب مخيماتهم كما يمنعون من جني ثمار مزارعهم. وقتل وأصيب عدد من المدنيين".
ومنذ نحو 26 عاما، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة الفشقة بعد طردهم منها بقوة السلاح، وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا عادة ما تنفي ذلك.