التوترات العالمية تدفع الذهب إلى تحطيم أسعاره القياسية

لندن - حطم الذهب أسعاره القياسية لأول مرة في تاريخه الجمعة، مع تنامي المخاوف من تأثير الرسوم الأميركية العدوانية على نمو الاقتصاد، ما أدى إلى تقليل الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية ودعم تدفقات الأموال نحو الصناديق المدعومة بالمعدن الأصفر.

وصعد سعر الذهب الفوري نحو 3002.68 دولار للأوقية (الأونصة)، متجاوزا جميع قممه السابقة. كما تقدم المعدن النفيس بأكثر من 2.6 في المئة هذا الأسبوع، مما يضعه على المسار الصحيح لتحقيق أكبر مكسب له منذ نوفمبر 2024.

واستقر السعر في المعاملات الفورية عند 2990.54 دولارا للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 2993.80 دولارا في وقت سابق من الجلسة.

أما العقود المستقبلية في بورصة نيويورك، التي تُتداول بعلاوة على الأسعار الفورية بنحو 0.4 في المئة، فتجاوزت سعر الثلاثة آلاف دولار ليصل إلى 3004.20 دولار للأوقية.

وبلغ الذهب مستوى قياسيا مرتفعا 13 مرة حتى الآن هذا العام وهو في طريقه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.

وقال نيتيش شاه، خبير السلع في شركة ويسدم تري، لرويترز إن “عوامل المخاطرة بدأت تدفع أكثر نحو الصعود لأن الإقبال على الذهب قوي حاليا وقد يبقى كذلك إذا استمرت الفوضى في صنع السياسات”.

ولعبت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب دورا هاما في رفع الطلب على الذهب. ومن المتوقع أن يستمر ذلك لفترة من الوقت، مما يدعم فرص تحول المستثمرين إلى هذا الملاذ الآمن من التقلبات العالمية الراهنة.

ومن المتوقع أن تزيد التقلبات الاقتصادية العالمية من الاندفاع إلى المعدن الأصفر بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة باعتباره ملجأ مهما للتحوط من الأخطار التي قد تجعل إيراداتهم أو أرباحهم تتبخر.

وتصاعدت حرب تجارية منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، وقد هزت الأسواق المالية وأثارت مخاوف بشأن الانزلاق إلى ركود مع تهديد ترامب الخميس بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 في المئة على واردات الكحول من أوروبا.

وأظهرت بيانات الأربعاء الماضي انخفاضا أكثر من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلكين مما يشير إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) قد يخفض سعر الفائدة هذا العام.

ومن المقرر عقد اجتماع المجلس المقبل الأربعاء ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي سعر الفائدة دون تغيير. ويتوقع المتعاملون أن يستأنف المركزي الأميركي خفض تكاليف الاقتراض في يونيو.

وقال محللون في شركة أي.أن.زد “نتمسك بموقفنا المتفائل تجاه الذهب، إذ من المتوقع أن تصل الأسعار إلى مستوى قياسي عند 3050 دولارا للأونصة في 2025.”

وتزداد ثقة البنوك بأن سياسات ترامب التجارية المربكة، إلى جانب مخاوف اقتصادية أخرى، ستؤدي إلى المزيد من المكاسب للذهب، وفق بلومبيرغ.

وخلال الأسبوع الجاري، توقعت ماكواري غروب ارتفاع الذهب إلى 3500 دولار للأونصة خلال الربع الثالث من 2025، بينما رفع بنك بي.أن.بي باريباس الفرنسي توقعاته لمتوسط الأسعار إلى مستويات تتجاوز ثلاثة آلاف دولار.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية الجمعة بنسبة 0.5 في المئة إلى 33.96 دولارا للأوقية، وتراجع البلاتين بنحو 0.2 في المئة إلى 992.15 دولارا، وزاد البلاديوم واحدا في المئة إلى 967.42 دولارا.