التوترات التجارية تنعش أعمال قطاع الائتمان الخاص

الائتمان الخاص يحظى بحصة أكبر لأنه يمتلك رأس المال اللازم ويمكنه الإقراض مباشرةً عند الحاجة.
الجمعة 2025/05/30
ديناميكية تواكب الأسواق

نيويورك - دفع عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية وتقلبات السوق بعض الشركات إلى البحث عن طرق تمويل مرنة وأكثر ضمانًا من شركات الائتمان الخاصة، ما أدى في بعض الحالات إلى رفض جهات الإقراض التقليدية.

واختار عدد من الشركات قروضًا من جهات ائتمان خاصة بدلًا من أشكال الائتمان التقليدية منذ بداية أبريل الماضي، عندما أدى التباين في السياسات بشأن التعريفات الجمركية إلى تقلبات في السوق.

ويتوقع المحللون والمصرفيون أن يستفيد الائتمان الخاص، وهو قطاع بقيمة تريليوني دولار نما من 500 مليون دولار قبل عقد من الزمن، من هذه التقلبات.

وقال مايك كوستر المدير التنفيذي السابق في بنك غولدمان ساكس “عندما تكون هناك تقلبات يصبح من الصعب نسبيًا على البنوك طرح صفقات جديدة في سوق القروض المشتركة.”

ويضيف كوستر المؤسس المشارك لشركة 5 سي أنفسيتمنت بارتنارز، وهي شركة استثمار ائتماني خاصة، “وعندها يحظى الائتمان الخاص بحصة أكبر لأنه يمتلك رأس المال اللازم، ويمكنه الإقراض مباشرةً عند الحاجة.”

ومن الأمثلة الحديثة على ذلك شركة ليكفيو فارمز، التي سعت إلى تمويل استحواذها على شركة نوسا لصناعة الزبادي بقيمة 200 مليون دولار في أبريل الماضي.

واختارت ليكفيو الحصول على قرض من شركة الائتمان الخاصة سيلفر بوينت كابيتال لأنها توفر تمويلًا أكثر مرونة من المُقرضين التقليديين مثل البنوك عبر عملية القروض المشتركة، وفقا لمصدرين لرويترز.

وقال أحد المصدرين إن “سيتي غروب كانت تقود محادثات القرض في البداية.” ورفضت سيتي التعليق. ولم ترد ليكفيو على استفسار من رويترز للتعليق.

وفي صفقة أخرى قادت بلاكستون وأبولو غلوبال مانجمنت بشكل مشترك تمويلًا ائتمانيًا خاصًا بقيمة حوالي 4 مليارات دولار لاستحواذ توما برافو على وحدة الملاحة جيبسن التابعة لشركة بوينغ، إلى جانب مستثمرين آخرين، وفقًا لمصدرين.

وقال تيد سويمر رئيس أسواق رأس المال والاستشارات في سيتيزنز فايننشال، التي تتنافس أحيانًا مع شركات الائتمان الخاصة، والتي تُقرضها أيضًا وتتعاون معها في الصفقات، “في الوقت الحالي يشهد الائتمان الخاص منافسة شديدة.”

وأضاف “كنا نهيكل بعض القروض المشتركة، لكننا لم نتمكن من تسعيرها بشكل تنافسي نظرًا لتقلبات السوق، فخسرنا الصفقات أمام عروض الائتمان الخاصة.”

مايك كوستر: عندما تكون هناك تقلبات يصعب الاقتراض من البنوك
مايك كوستر: عندما تكون هناك تقلبات يصعب الاقتراض من البنوك

وانخفض إجمالي عدد القروض المشتركة في الولايات المتحدة بنسبة 15 في المئة بين يناير و21 مايو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لشركة ديلوجيك، حيث أشار مصرفيون إلى أن تقلبات الأسواق أدت إلى تباطؤ الأسواق العامة.

وأظهر تقرير “التعليقات والبيانات المعتمدة على الرافعة المالية” الصادر عن بيتشبوك أن معاملات الإقراض المباشر انخفضت بوتيرة أبطأ بلغت 10 في المئة خلال الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وتُنافس معاملات الإقراض المباشر سوق القروض المشتركة بشكل مباشر، والتي عادةً ما تشمل عددًا قليلًا من صناديق الائتمان الخاصة. وأفاد مصدران في شركات ائتمان خاصة ومصرفي، لم تذكر رويترز هويتهما، بزيادة في صفقات ائتمان الإقراض المباشر في أبريل ومايو.

ويقول خبراء في هذا القطاع إن الائتمان الخاص قد يكون أكثر كلفة من الإقراض التقليدي، لكنه يوفر شروطًا أكثر مرونة لهيكلة المعاملات. ويمكن أن يشمل ذلك شروط قروض مرنة، وجداول سداد، وشروطًا، ومتطلبات ضمانات، على عكس نماذج الاكتتاب الأكثر توحيدًا للبنوك.

وتزامنت صفقة ليكفيو، التي أُعلن عنها في الثامن من أبريل، مع اتساع فروق الائتمان للمقترضين بشكل حاد مع تراجع الأسواق المالية في أعقاب إعلانات الرئيس دونالد ترامب الشاملة عن الرسوم الجمركية.

وصرح براد مارشال، الرئيس العالمي لإستراتيجيات الائتمان الخاص في بلاكستون للائتمان والتأمين، لرويترز “غالبًا ما لا يكون التقلب صديقًا لأسواق التمويل العام.” وأضاف “في الكثير من الحالات يكون التقلب صديقًا للأسواق الخاصة لأنه أكثر موثوقية عند النظر إلى الوضع على المدى الطويل.”

وجاء نمو الائتمان الخاص بعد أن فرضت البنوك لوائح أكثر صرامة عقب الأزمة المالية 2008 - 2009، وهو ما زاد من كلفة تمويل القروض المحفوفة بالمخاطر للشركات المثقلة بالديون على البنوك.

ويُنظر أحيانًا إلى المُقرضين المباشرين، وهم غالبًا كيانات غير مصرفية مثل شركات الاستثمار الخاص وشركات إدارة الأصول مثل أبولو وآريس مانجمنت وكي.كي.آر، على أنهم خيار تمويل أكثر جدوى من البنوك التقليدية نظرًا لقدرتهم على تقديم شروط وتسهيلات ائتمانية أكثر مرونة.

وأفاد كورت شنابل، الشريك والرئيس المشارك لقسم الإقراض المباشر الأميركي في آريس، بأن المزيد من المقترضين يتجهون إلى الائتمان الخاص، الذي يوفر قدرًا أكبر من اليقين مقارنةً بالأسواق التي تعتمد على التمويل المشترك على نطاق واسع. وقال “في ظل تقلبات الأسواق تزداد قيمة اليقين.” ولم يستجب مُقرض رئيسي آخر، وهو أبولو، لطلب التعليق.

وأفادت مصادر بأن جهات إقراض كبيرة في وول ستريت، بما في ذلك بنوك جي.بي مورغان تشيس ومورغان ستانلي وغولدمان ساكس، خصصت مليارات الدولارات للإقراض المباشر، وشاركت في بعض هذه الصفقات.

وقال مارك بينتو، الرئيس العالمي للائتمان الخاص في وكالة موديز للتصنيف الائتماني، “نعتقد أن الائتمان الخاص سيكتسب حصة سوقية أكبر في ظل هذه التقلبات. إنهم أكثر مرونة.”

10