التواصل مع حماس يفقد بولر منصب المبعوث الخاص بشؤون الرهائن

واشنطن - قال البيت الأبيض السبت إن إدارة الرئيس دونالد ترامب سحبت ترشيح آدم بولر لمنصب المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن، في ارتباط واضح باتصاله بحماس وما أثاره من انتقادات داخل الولايات المتحدة، حيث بدا نوعا من الاعتراف بحركة مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة. كما أثار انتقادات غير رسمية في إسرائيل، في وقت يقول فيه المسؤولون الإسرائيليون إن هدفهم هو القضاء على حماس، فإذا بواشنطن تتواصل معها.
وسيواصل بولر، الذي يعمل على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، جهوده تحت مسمى “موظف حكومي خاص” وهو منصب لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان “سيواصل آدم بولر العمل مع الرئيس ترامب كموظف حكومي خاص يركز على المفاوضات المتعلقة بالرهائن“. وأضافت “لعب آدم دورا حاسما في التفاوض على عودة مارك فوجل من روسيا. وسيواصل هذا العمل المهم لإعادة الأفراد المحتجزين بصورة غير قانونية في جميع أنحاء العالم إلى ديارهم“.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، إن بولر سحب ترشحه لتجنب سحب الاستثمارات من شركته الاستثمارية. ولم تكن لهذه الخطوة أيّ علاقة بالجدل الذي أثارته مناقشاته مع حركة حماس. وأضاف المسؤول “لا يزال (بولر) يتمتع بثقة الرئيس ترامب المطلقة“.
وكان بولر قد عقد في الأيام القليلة الماضية لقاءات مباشرة مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة. وشكّلت هذه المناقشات خرقا لسياسة واشنطن المتبعة منذ عقود ضد التفاوض مع الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية.
◙ بولر يثير القلق في تل أبيب بعد تصريحه المثير: نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا عملاء لإسرائيل… لدينا مصالح محددة في اللعبة
وأثارت هذه المحادثات غضب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وبعض القادة الإسرائيليين. ووفقا لموقع أكسيوس، عبر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر عن استيائه لبولر في مكالمة هاتفية مشحونة بالتوتر الأسبوع الماضي. كما أثارت عدم ارتياح إسرائيلي، لكن من دون أن يصل الأمر حد الاعتراض عليها وانتقادها بشكل علني. وكشف موقع واينت العبري عن “قلق لدى الحكومة” في إسرائيل من المباحثات.
وفي موقف علني يتيم، اكتفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببيان مقتضب قال فيه “إن إسرائيل أعربت في المحادثات مع الولايات المتحدة عن رأيها بشأن إجراء محادثات مباشرة مع حماس”. وكسرت إدارة الرئيس دونالد ترامب قاعدة لطالما تبنتها الإدارات الأميركية السابقة برفض التفاوض المباشر مع الحركة الفلسطينية المصنفة لدى الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وكانت حماس قد نفذت هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أدى وفقا لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واقتياد 251 آخرين رهائن إلى قطاع غزة. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع حصدت أرواح أكثر من 48 ألف فلسطيني.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن إدارة ترامب سمحت لبولر بالتواصل المباشر مع حماس، واصفا المحادثات بأنها “حالة استثنائية” لم تؤت ثمارها. ويُنسب إلى بولر الفضل في المساعدة في تأمين إطلاق سراح المعلم الأميركي مارك فوجل الذي أطلقت روسيا سراحه في فبراير بعد ثلاث سنوات ونصف السنة في السجن.
ووصف بولر الاجتماعات الأميركية مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة بـ”المفيدة جدا.” ولم يستبعد عقد لقاءات إضافية مع حماس. وأعرب المسؤول الأميركي في مقابلة مع (سي.إن.إن) عن اعتقاده أن شيئا ما قد يتم التوصل إليه بشأن غزة في غضون أسابيع، دون أن يذكر تفاصيل.
وأبدى تفهّما “للفزع والقلق الذي عبّر عنه المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر بشأن التواصل المباشر مع حماس،” لكنه أكد أنه كان لديه هدف واضح في محادثاته. وقال بولر “نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا عملاء لإسرائيل.. لدينا مصالح محددة في اللعبة، وتواصلنا ذهابا وإيابا”. وأضاف “ما أردت إنجازه هو بدء بعض المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية. وأردت أن أقول لحماس، ما هي الغاية التي تريدونها؟”
اقرأ أيضا:
• نتنياهو يعقد اجتماعا مصغرا لبحث المرحلة المقبلة من اتفاق غزة