التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء يحافظ على اللياقة الذهنية في الكبر

دراسة حديثة: الناس يكونون أكثر سعادة عند التواجد مع أصدقائهم؛ مقارنةً بشريك الحياة أو الحبيب.
الأحد 2020/10/11
الحركة وفق الإيقاع الموسيقي تعمل على تنشيط الذاكرة قصيرة المدى

برلين - تشير الدراسات العلمية إلى أن التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء يحافظ على اللياقة الذهنية في الكبر، كما أن ممارسة الرياضة والحركة المستمرة تؤثران بشكل إيجابي على الذاكرة قصيرة المدى وتزيدان من سرعة الاستجابة.

ويعد التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والأقارب ركيزة أساسية للحفاظ على اللياقة الذهنية في الكِبر.

وقالت كريستينا سوفينسكي، من الجمعية الألمانية لمساعدة كبار السن، إن العلاقات الاجتماعية تساعد في الحفاظ على اللياقة الذهنية في الكِبر مشددة على الحرص على مقابلة الأصدقاء والأقارب والجيران والمعارف بانتظام.

وتوصلت دراسة حديثة شملت 400 متطوع إلى أن الناس يكونون أكثر سعادة عند التواجد مع أصدقائهم؛ مقارنةً بشريك الحياة أو الحبيب.

وجاءت هذه النتائج بناء على الاستبيانات التي رتّب من خلالها المتطوعون مدى استمتاعهم باللحظة الأخيرة مع أصدقائهم وعائلاتهم.

ويؤكد الباحثون أن النتيجة تتعلق بالنشاط بصحبة كل مجموعة، وليس للأمر علاقة بالشخص الذي تمت مشاركة النشاط معه، مشيرين إلى أن الأفراد يميلون إلى قضاء المزيد من وقتهم في ممارسة أنشطة ممتعة مع الأصدقاء أكثر مما يقضونه مع أفراد الأسرة، الذين يجدون أنفسهم أحياناً معاً يقومون بمهام غير سارة، مثل الأعمال المنزلية أو واجبات الرعاية.

وقال معهد الجودة في مجال الرعاية الصحية إنه يمكن الحفاظ على اللياقة الذهنية في الكِبر من خلال بعض التدابير البسيطة مثل قراءة الصحف وإجراء العمليات الحسابية بالمخ أثناء التسوق وحل لغز الكلمات المتقاطعة والألعاب الذهنية كالسودوكو ولعبة الذاكرة الشهيرة “ميموري”.

وأضاف المعهد الألماني أن ممارسة الأنشطة البدنية تساهم أيضا في الحفاظ على اللياقة الذهنية؛ حيث تساعد ألعاب الكرة والرقص وغيرها من التمارين الرياضية على نشوء شبكات عصبية جديدة في المخ، إلى جانب تدريب مهارات التوازن والتناسق العضلي العصبي.

ألعاب الكرة والرقص تساعد على نشوء شبكات عصبية جديدة في المخ، و تدرب مهارات التوازن والتناسق العضلي العصبي

وأشارت سوفينسكي إلى أن ممارسة الرياضة صالحة لجميع المراحل العمرية شريطة عدم وجود موانع طبية، مشيرة إلى أن الأنشطة الحركية تعمل على تزويد المخ بالأكسجين بشكل جيد.

وأضافت أن الحركة وفق الإيقاع الموسيقي تعمل على رفع التركيز وتحسين التناسق العصبي العضلي، مما يؤثر بشكل إيجابي على الذاكرة قصيرة المدى وسرعة الاستجابة، الشيء الذي يجعل الرقص ذا أهمية بالغة في الحفاظ على اللياقة الذهنية.

كما أكدت سوفينسكي أن الحركة تساعد على تحسين توازن الجسم وتحد من خطر السقوط، إضافة إلى أنها تحسن الحالة النفسية والمزاجية.

ويؤكد الخبراء أنه مع التقدم في العمر تتراجع القدرات الذهنية إلى جانب القدرات البدنية، ما يمهد الطريق إلى الإصابة بالخرف. مشيرين إلى أن ببعض التدابير البسيطة مثل ممارسة ألعاب الذاكرة وتعلم لغة جديدة تقي من الخرف وتحافظ على الحفاظ على اللياقة الذهنية.

وقالت طبيبة الأعصاب الألمانية دوروتيه زاور إنه ينبغي تنمية اللياقة الذهنية بشكل مستمر حتى مع التقدم في العمر، مشيرة إلى أن التحديات، التي يواجهها الذهن دائما ما تجعله متقداً وأكثر قوة وقدرة على المقاومة عندما يواجه الأمراض.

ومن جانبه اعتبر أخصائي علم النفس الألماني زيجبيرت فارفيتس أن تعلم شيء جديد يعد من الاستراتيجيات المفيدة لتنمية اللياقة الذهنية مثل تعلم لغة جديدة موضحا أنه يمكن تنمية اللياقة الذهنية بطرق بسيطة تتمثل في الألعاب، التي تعمل على تنشيط الذاكرة مثل تخمين الكلمات والكلمات المتقاطعة والسودوكو والشطرنج.

وأوضح إرهارد هاكلر، رئيس الرابطة الألمانية لمساعدة كبار السن، أن لعبة الشطرنج تعتبر من الألعاب التي تعمل على تنشيط اللياقة الذهنية نظرا لأنها تعزز الخلايا الرمادية بالمخ.

من جهتها نصحت ماريا كريستينا بوليدوري الباحثة في أمراض الشيخوخة الألمانية بعدم الاكتفاء بالألعاب للحفاظ على اللياقة الذهنية. وقالت بوليدوري “يمكن تنشيط مناطق أخرى بالدماغ من خلال تجربة إعداد أطباق جديدة في المطبخ أو العمل في الحديقة”، مشيرة إلى أن هذه الأنشطة تعمل على تدريب وتنمية المزيد من المهارات العقلية.

كما أكدت أن الوقاية من أمراض مثل الخرف تتطلب أيضاً الاهتمام باللياقة البدنية والتغذية الصحية والتواصل الاجتماعي، وذلك إلى جانب تنمية اللياقة الذهنية.

21