التواجد بين المناظر الطبيعية أمر كاف للشعور بالسعادة والإثارة

برلين – يختلف ما يعنيه القيام بمغامرة من شخص إلى آخر؛ إذ ليس كل شخص يستطيع القفز بالمظلات أو القفز بالحبال، فبالنسبة إلى البعض يعتبر اكتشاف مكان جديد أو التواجد بين المناظر الطبيعية أمرا كافيا للشعور بالسعادة والإثارة.
وتقول كريستينا ميرو، الطبيبة المعالجة أثناء مهام السفر، إنه يتعين على كل شخص أن يدرك بنفسه ماذا تعني المغامرة الصحيحة بالنسبة إليه.
وتقدم ميرو في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية بعض النصائح العامة حول الأمور التي تحقق مغامرة جيدة، كما توضح تأثير ذلك على صحة المرء وحالته النفسية. وحول معنى قيام الكثيرين بالحديث عن المغامرات المثيرة التي عاشوها أثناء سفرياتهم تقول ميرو “يعني ذلك ترك المنطقة التي تشعر فيها بالراحة من خلال التوجه إلى مكان جديد أو القيام بأنشطة خطيرة أو زيارة أماكن تُعتَبر غير آمنة”.
يُنصح باختيار المرء وجهة سفره بناء على ما يريد تجربته، وما هي المهارات التي يرغب في تطويرها، أو ما هي المخاوف التي يريد مواجهتها
وأوضحت أن الكثيرين يقررون تحدي أنفسهم خلال أسفارهم، من أجل معرفة كيف يمكنهم التعامل مع المواقف المجهولة أو الجديدة. وإثر سؤال ميرو عن تعريف أساس القيام بمغامرات السفر الجيدة، أجابت “إن ما تعنيه المغامرة للناس أمر يختلف من شخص إلى آخر. الجميع لديهم احتياجات وأفكار مختلفة عندما يتعلق الأمر بالسفر، بالإضافة إلى مخاوف مختلفة يريدون مواجهتها”.
إن بعض الأشخاص، على سبيل المثال، يعانون من صعوبات نتيجة القيام بتمارين، مثل ركوب الدراجات في مناطق جبلية. وقد يرى آخرون أن استكشاف غابات الأمازون المطيرة أمر أكثر خطورة ومن ثم أكثر إثارة. وبالنسبة إلى البعض الآخر فإن تعلم ثقافة جديدة يمكن أن يجعلهم يشعرون بنفس الإحساس بالمغامرة، على الرغم من أنه لا يعد نشاطا خطيرا.
وأشارت ميرو إلى أنه في بعض الأحيان يمكن لمجرد مغادرة المرء مقر إقامته والسفر إلى مكان جديد أن يجعل المرء يشعر بأنه سيقوم بمغامرة.
وأوضحت أن الشعور بعدم الأمان والخوف دائما يعد جزءا من القيام بمغامرة. ولكن هذا لا يعني الشعور بالخوف خلال السفر، وإنما الشعور بالقليل من القلق هو ما يعزز الشعور بالإثارة أثناء القيام بالمغامرة.
وأضافت أن المغامرة الجيدة يمكن أن تجعل المرء يشعر أكثر بالحياة ويلاحظ غريزة حب البقاء لديه، كما لو كانت جرعات أدرينالين تنطلق في جسده. وأشارت ميرو إلى أن الكثيرين يعودون من رحلة تضمنت مغامرة وهم يشعرون بتقدير الذات والثقة بالنفس.
المغامرة الجيدة يمكن أن تجعل المرء يشعر أكثر بالحياة ويلاحظ غريزة حب البقاء لديه، كما لو كانت جرعات أدرينالين تنطلق في جسده
وهناك سؤال يعتبر من أبرز الأسئلة التي تتردد كثيرا، وهو كيف يعثر المرء على المغامرة المناسبة له؟ وفيما يتعلق بذلك، توصى ميرو بالتفكير في ما يهم المرء أولا. وقالت “لا ترغم نفسك على القيام بأي أمر لا ترغب فيه على الإطلاق، الأمر يتعلق أساسا باستكشاف المرء لأهدافه في الحياة”.
وتنصح ميرو باختيار المرء وجهة سفره بناء على ما يريد تجربته، وما هي المهارات التي يرغب في تطويرها، أو ما هي المخاوف التي يريد مواجهتها.
وتقول إن المكونات الرئيسية للمغامرة هي جرعة صحية من حب الاستطلاع المصحوب بالانفتاح على المجهول وشعور بانعدام الأمان. وأضافت” يتعين على المرء أن يفكر في ما يجعله يشعر بالتحرر وأنه على قيد الحياة”.
وبالنسبة إلى الكثيرين قد تكون البداية الجيدة للمغامرة سفر الفرد بمفرده كنوع من التغيير. والانطلاق بمفرده دون عدم التمكن من الاعتماد على آخرين سوف يجبره على أن يعتمد على نفسه بصورة أكبر، وفي النهاية سوف يشعر المرء بالتحرر وبأنه على قيد الحياة.