التهديد يؤدي إلى نتائج عكسية مع الطفل العنيد

مختصون نفسيون يدعون إلى محاورة الطفل وإيجاد الطريقة المثلى في التخاطب معه ليصبح مطيعا وينفذ ما يطلب منه بعيدا عن الصراخ واستعمال أساليب التهديد والعقوبة.
الخميس 2019/04/04
العقاب مع الطفل العنيد يجعل منه شخصا عصبيا في المستقبل

هامبورغ (ألمانيا) - أوصت مجلة “كيندر” الألمانية الوالدين بالابتعاد عن أسلوب التهديد في التعامل مع الأطفال؛ حيث أنه يؤدي في الغالب إلى نتائج عكسية ويُزيد من عنادهم.

وأوضحت المجلة المعنية بالأسرة والطفل أنه بدلا من تهديد الطفل بالقول “لن تلعب خارج المنزل إلا بعد الانتهاء من واجباتك المنزلية” ينبغي إقناعه بالقول “إنجاز الواجبات المنزلية يعد أمرا مهما من أجل تحسين مستوى التحصيل الدراسي والحصول على درجات جيدة”. ويرجح أن يكون هذا الأسلوب في الحديث معه مفيدا أكثر له، فمن خلال إدراك الطفل للأسباب المنطقية لن يحدث صدام بينه وبين والديه من الأساس.

كما يعد إدراك عواقب السلوكيات من البدائل التربوية الأخرى للتهديد؛ فعلى سبيل المثال يمكن للوالدين ترك الطفل يلعب خارج المنزل في ظل الأجواء الممطرة رغم رفضه ارتداء ملابس المطر. فعندما يدرك الطفل عواقب سلوكياته، فإنه سيحرص في المرة التالية على ارتداء جاكت المطر والبوت المطاطي طواعية.

ويوصي الأخصائيون في التربية وفي علم النفس الآباء بعدم اللجوء إلى الأساليب العنيفة والعقاب مع الطفل العنيد، وذلك لأنها تقوي بداخله العناد والتمرد وقد تجعل منه شخصا عصبيا في المستقبل.

ويؤكد المختصون على أهمية محاورة الطفل ومحاولة إيجاد الطريقة المثلى في التخاطب معه لكي يصبح مطيعا وينفذ ما يطلب منه بعيدا عن الصراخ واستعمال أساليب التهديد والعقوبة غير المناسبة لعمره.

وكشفت العديد من الدراسات أن العناد يعد طبيعيا في مرحلة الطفولة كونه يدل على رغبة الطفل في إثبات ذاته وتكوين شخصيته، وأكدت أن للطفل العنيد العديد من الخصال التي تميزه والتي يمكن للوالدين الاستفادة منها وتثمينها.

وأثبتت دراسة سابقة امتدت على أربعة عقود ونشرت نتائجها في “ذي ديفلوبمنت بسيكولوجي جورنال” بحثت في ميزات الأطفال العنيدين منذ الصغر أنهم يعدون الأكثر نجاحا عند مقارنتهم بأقرانهم بعد عمر الخمسين عاما، وأنهم أكثر قوة وتميزا في سوق العمل، وخلصت إلى أن الطفل العنيد يكون شخصا لديه إصرار قوي ويمكنه تحدي مشكلات الحياة ويمكنه العمل على حلها. واعتبرت الدراسة أن عناد الطفل من الأسس الإيجابية لتكوين شخصيته.

21