التهديدات الإيرانية للأمن الإقليمي تطغى على منتدى الحوار في البحرين

إسرائيل تحمل إيران مسؤولية الهجوم على ناقلة نفط تديرها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي.
الأحد 2022/11/20
إيران وأوكرانيا محور التدخلات

المنامة - سيطر الحديث عن إيران والمخاطر الأمنية لسياساتها على المنطقة على جلسات منتدى حوار المنامة في نسخته الـ18.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط مايكل كوريلا في كلمته بجلسة تحت عنوان “تحديث أساليب الدفاع والتكنولوجيا الجديدة”، إن “المسيرات العدائية أصبحت من أكثر العناصر الخطرة على الأمن”، بحسب ما نقلته صحيفة البلاد البحرينية.

وأضاف “أعداؤنا (لم يسمّهم) في الشرق الأوسط يستخدمون تقنيات جديدة، وهو ما يتطلب من شركائنا هناك التعاون معنا في المواجهة عبر ثورة الابتكارات”.

وأعلن كوريلا أن قوة مخصصّة للأنظمة غير المأهولة في الخليج ستنشر أكثر من 100 سفينة مُسيّرة في مياه المنطقة الإستراتيجية بحلول العام المقبل.

الإعلان عن قوة مخصصّة للأنظمة غير المأهولة ستنشر أكثر من 100 سفينة مُسيّرة في مياه الخليج العام المقبل

وكان كوريلا يتحدث بعدما اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة إيران هذا الأسبوع بما وصفتاه بأنه هجوم بطائرة من دون طيار على ناقلة نفط تديرها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي محمّلة بالوقود قبالة عُمان.

والهجوم هو الأحدث في سلسلة من الحوادث في المنطقة الغنية بالنفط وسط توترات متصاعدة بين الخصمين اللدودين، واشنطن وطهران، تسبّبت كذلك بحوادث بين قواتهما البحرية.

وقال كوريلا في مؤتمر “حوار المنامة” السنوي “بحلول هذا الوقت من العام المقبل، ستنشر القوة – 59  أسطولًا يضم أكثر من 100 سفينة فوق سطح البحر وتحته غير مأهولة، تعمل وتتواصل معًا”.

وتم إطلاق القوة - 59 في سبتمبر 2021 في البحرين، مقر الأسطول الخامس، بهدف دمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في عمليات الشرق الأوسط بعد سلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار ضد السفن أُلقي باللوم فيها على إيران.

وقال كوريلا إنه بالإضافة إلى السفن غير المأهولة، فإن الولايات المتحدة “تبني برنامجًا تجريبيًا هنا في الشرق الأوسط للتغلب على الطائرات بدون طيار مع شركائنا”، من دون تفاصيل إضافية.

وأضاف الجنرال الأميركي “مع تقدم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، فقد يكون تطوير أعدائنا للطائرات المسيّرة أكبر تهديد تكنولوجي للأمن الإقليمي”.

وأكد نائب الأمين العام للدفاع والأمن القومي الفرنسي الفريق فنسنت كوزين أنه “في ضوء حرب أوكرانيا والتهديدات الحالية، فإن تحديث أساليب الدفاع تجديد لعقولنا ومسارات عملنا، وهو أمر يتطلب منا الاستفادة من الفرص التكنولوجية”.

ولفت كبير مستشاري رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفريق مارتين سامبسون إلى أهمية التعاون الدفاع والتكنولوجي في ضوء “الاجتياح الروسي لأوكرانيا ومحاولة فرض نظام عالمي جديد”.

وتابع “ما حصل في أوكرانيا يسمح لنا بأن ننظر في الدعم الإيراني لروسيا، والذي يهدف إلى تقويض الأمن والسلام في هذه المنطقة”.

ولفت إلى أنه “في شرق آسيا توجد مشكلة أخرى، وهي كوريا الشمالية وتطويرها المستمر للأسلحة والصواريخ الباليستية، وأشير هنا إلى أن إيران تسعى نحو ذلك”، وعادة ما تنفي طهران الإضرار بالمنطقة.

وفي جلسة بعنوان “تأثير النزاعات خارج المنطقة على الشرق الأوسط”، أفاد وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني بـ”وضع حل سريع للحروب القائمة سواء في شأن أوكرانيا أو اليمن أو في أي نزاع آخر”.

مسيرات إيرانية تهدد أمن المنطقة
مسيرات إيرانية تهدد أمن المنطقة

وأكد الزياني أن الصراعات الخارجية والمنافسة بين الدول الأجنبية ساهمت إلى حد كبير في تشكيل الشرق الأوسط الحديث، وزيادة التحديات والأزمات التي تعيشها المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الزياني قوله خلال مشاركته في الجلسة الحوارية الثانية للمؤتمر إنه “نظرا إلى الأهمية الجيواستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط فإنه من المرجح أن يستمر تركيز القوى الخارجية وتدخلها المباشر في شؤون المنطقة في المستقبل المنظور”.

وحذر من أن الخلافات بين دول المنطقة يمكن أن تكون بحد ذاتها حافزا للدول الأجنبية للانخراط في قضايا المنطقة لتعزيز مصالحها الخاصة عبر الدعم المباشر للأطراف المختلفة في الخلافات أو النزاعات الإقليمية.

من جهته قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو إن “الاستقرار في الشرق الأوسط غاية مهمة لنا، مع وجود الكثير من النزاعات التي لم تحل مسببة الآلام للملايين”، مشيرا إلى “الدور الإيراني في هذا الشأن”، وفق الصحيفة ذاتها.

بدوره أكد وزير الدولة في الخارجية الألمانية توبايس لندنر أن “الاتحاد الأوروبي يقوم بالمزيد من الضغط على روسيا لإجبارها على السلام”.

وأضاف “نمارس ذات الضغوط على إيران والتي تزود روسيا بالطائرات بدون طيار للضرر بأوكرانيا، وهو ما سيدفعنا إلى فرض حزمة من العقوبات على المسئولين الإيرانيين”.

ومساء الجمعة شهدت البحرين انطلاق منتدى “حوار المنامة” الـ18، المعروف باسم “قمة الأمن الإقليمي” بكلمة ترحيبية بالمشاركين، على أن تختتم أعماله الأحد.

2