التنوع العرقي والثقافي والجنسي الرهان الأول لأكاديمية الأوسكار

النساء حتى الآن يشكّلون 33 في المئة من أعضاء الأكاديمية، في حين كان 19 في المئة من الأعضاء من "غير البيض".
السبت 2021/07/03
كلوي تشاو المتوجة بأوسكار 2021 تكرس التنوع العرقي

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - تواصل أكاديمية الأوسكار سنة 2021 توجهها إلى التنوّع بعدما كان يؤخذ عليها طويلاً أنها “ذكورية جدا وبيضاء جدا”، كما اتهمها منتقدوها. وأظهرت قائمة نشرت أخيرا بأسماء الأعضاء الجدد الذين سينضمون إليها أن 46 في المئة من هؤلاء نساء، وأن 39 في المئة منهم ينتمون إلى الأقليات العرقية التي “لم تكن تحظى بتمثيل كاف” في المنظمة.

ومن أبرز من تضمهم قائمة الأعضاء الجدد الممثل الإنجليزي روبرت باتينسون الذي اشتهر في أفلام “تينيت” وسلسلة “توايلايت”، والممثلة البلغارية ماريا باكالوفا التي كان لها دور لافت في فيلم “بورات سابسيكوينت موفي فيلم”، وزميلتها المتحولة جنسيًا لافيرن كوكس (وفيلمها الشهير “بروميسينغ يونغ وومان”)، ونجما فيلم “ميناري” الكوريان الجنوبيان يوه جونغ يون وستيفن يون.

أما من المخرجين فتضم القائمة مخرج فيلم “ميناري” أيضاً لي أيزك تشانغ والتونسية كوثر بن هنية مخرجة فيلم “الرجل الذي باع ظهره”، والبريطاني إميرالد فينيل مخرج “بروميسينغ يونغ وومان”، والكاتب الفرنسي فلوريان زيلر الذي فاز بجائزة الأوسكار هذه السنة عن سيناريو “ذي فاذر” المقتبس من إحدى مسرحياته. وفي فئة الموسيقى، انضمت إلى الأكاديمية المغنية جانيت جاكسون.

وشملت دفعة المنضمين سنة 2021 إلى أكاديمية فنون السينما وعلومها 395 عضواً، أي أقل من السنوات السابقة بنحو النصف. وأوضحت الأكاديمية أن خفض عدد الأعضاء الجدد يفسر بالحرص على “إتاحة نمو مستقبلي” وتوفير “البنية التحتية والموارد اللازمة” للأعضاء.

وكانت الأكاديمية أعلنت عام 2016 مضاعفة عدد النساء وأفراد الأقليات العرقية في تشكيلتها بحلول سنة 2020، بعد تعرضها على مدى سنوات لانتقادات حادة. وأعلنت الأكاديمية أنها حققت العام الفائت هذين الهدفين، وهو ما تسعى إلى تأكيده هذا العام.

وكثيراً ما تعرضت جوائز الأوسكار لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع. وأدى عدم ترشيح ممثلين من السود أو الأقليات للجوائز الرئيسية في عام 2016 إلى رد فعل غاضب، حيث قاطع نجوم السينما الحفل ونمت حركة “جوائز الأوسكار ناصعة البياض”.

ومنذ تلك الحادثة أعلنت الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها أنها تريد تحسين تمثيل الأقليات بين المرشحين لجوائز الأوسكار التي تمنحها، في ظل اتساع الانتقادات للأكاديمية المانحة لأعرق الجوائز السينمائية في هوليوود بسبب نقص التنوع بين أعضائها وبين الفنانين الحاصلين على المكافآت.

وسبق للأكاديمية، التي أغلب أعضائها من الرجال المسنين والبيض، أن وعدت بزيادة عدد النساء وممثلي الأقليات اللاتينية في صفوف أعضائها الذين يصوتون لمنح جوائز الأوسكار.

وأوضحت الأكاديمية في بيان سابق أن مجموعة عمل جديدة ستشكل “لتطوير صيغة تمثيل جديدة”، مؤكدة على أنها تشجع على القيام بـ”عمليات توظيف عادلة وعلى تمثيل أكبر (للأقليات) على الشاشة ووراء الكاميرا”.

الأوسكار تستقطب سينمائيين من ثقافات وجنسيات جديدة لم تعهدها، منها كوريا الجنوبية وتونس
الأوسكار تستقطب سينمائيين من ثقافات وجنسيات جديدة لم تعهدها، منها كوريا الجنوبية وتونس

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف أصبح للأكاديمية طابع دولي أكبر في السنوات الأخيرة مع تضاعف عدد الأعضاء الأجانب ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من 2100 فيما العدد الإجمالي للأعضاء قريب من 10000.

وضمت الأكاديمية هذه السنة عدداً من النساء أكبر من عدد الرجال في سبع من الفئات المهنية السبع عشرة الممثلة في حفل توزيع جوائز الأوسكار. وأوضح البيان أن عدد الأعضاء من الأقليات العرقية بات أكثر من النصف في خمس فئات، بينها فئات الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو.

وشكلت النساء حتى الآن 33 في المئة من أعضاء الأكاديمية، في حين كان 19 في المئة من الأعضاء من “غير البيض”.

وزادت الأكاديمية عدد أعضائها الأجانب ثلاثة أضعاف في السنوات الأخيرة، ومن بين المنضمين الجدد هذه السنة 53 في المئة لا يحملون الجنسية الأميركية. ويذكر أن أعضاء الأكاديمية يصوتون لاختيار الفائزين بجوائز أوسكار.

ومن التغييرات المقررة جعل فئة أفضل فيلم تضم 10 أفلام طويلة للمنافسة على أهم مكافأة خلال حفلة الأوسكار، بينما يقتصر العدد راهناً على خمسة أعمال.

وقد دخلت نسخة حفل جوائز أوسكار لعام 2021 التاريخ بعد أن شهدت احتفالا هائلا بمنتجي السينما من مختلف الثقافات والخلفيات، وكان الفائزون من أصول متنوعة ومتعددة.                   

13