التمارين المتقطعة تحرق سعرات أكثر من الركض

التمارين الرياضية المتقطعة تلائم أكثر مرضى القلب لأنها تحسّن استهلاك الأوكسيجين، وتساهم في تخليص الجسم من الدهون وفي السيطرة على كميات الطعام المستهلكة.
الأحد 2019/02/24
الرياضة المتقطعة تقلل الهرمونات المحفزة للجوع

لندن - تشير مراجعة بحثية إلى أن ممارسة مجموعة متنوعة من التمرينات الرياضية المكثفة مع الحرص على فترات راحة وجيزة تتخللها، ربما تساعد على خسارة الوزن أكثر من الركض بوتيرة ثابتة على جهاز المشي أو ركوب الدراجة الثابتة في صالات الألعاب.

وغالبا ما ينصح الأطباء من يحاولون خسارة الوزن بالتركيز على خفض السعرات الحرارية وزيادة نشاطهم البدني. لكن باحثين كتبوا في الدورية البريطانية للطب الرياضي يشيرون إلى أن النموذج الأمثل للتمرينات والقدر الكافي منها للوصول إلى الوزن المثالي ليس واضحا.

وفي إطار بحثهم الحالي، فحص الباحثون بيانات 41 دراسة أصغر قارنت نتائج خسارة الوزن بعد ما لا يقل عن أربعة أسابيع إما من التمرينات الرياضية المتقطعة أو البرامج التدريبية المستمرة ومتوسطة الشدة، مثل الركض أو ركوب الدراجات أو السير بخطى حثيثة.

وانخفضت أوزان الرجال والنساء المشاركين في الدراسات كما تراجعت الدهون في أجسامهم بفضل هذين النوعين من النشاط البدني بغض النظر عن وزنهم عند بدء ممارسة التدريبات.

وقال باولو جنيتل كبير الباحثين في المراجعة وهو من الجامعة الاتحادية في جوياس بالبرازيل “لا تتعلق خسارة الوزن بعدد السعرات الحرارية التي تحرق خلال التمرينات فحسب ولكن أيضا برد فعل الجسم خلال الساعات والأيام التي تلي التمرينات”.

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني “وجدنا أن التمرينات المتقطعة تزيد من خسارة الدهون وأن تمرينات السرعة المتقطعة ربما تكون فعالة للغاية في هذا الصدد”.

واستمرت جلسات التمرينات المتقطعة 28 دقيقة في المتوسط مقارنة بـ18 دقيقة فقط لجلسات تمرينات السرعة المتقطعة و38 دقيقة من التمرينات المستمرة المتوسطة.

ممارسة الرياضة المجزأة لفترات قصيرة في اليوم الواحد لها أثر طيب على الصحة العامة ومعدلات التوتر الشرياني

وتتنوع برامج التمرينات الرياضية، لكن أكثرها شيوعا هي التمرينات المكثفة المتقطعة التي يستغرق كل منها أربع دقائق وتتخللها فترات راحة لمدة ثلاث دقائق.

وخلال الستينات، قام طبيب القلب الأميركي فوجن سمودلاكا بتطبيق التمارين الرياضية المتقطعة على عشرات من مرضاه فجاءت النتائج إيجابية وخالية من الإصابات، تماما مثل التمارين الرياضية المستمرة، بل اتضح أن ممارسة الرياضة المتقطعة تعدّ أكثر فاعلية.

وفي عام 2012 حملت دراسة دولية مشتركة، جمعت باحثين من فرنسا وكندا وسويسرا، معطيات تقول إن التمارين الرياضية المتقطعة العالية الشدة هي الأكثر ملاءمة لمرضى القلب لأنها تحسّن استهلاك الأوكسيجين، وتجعل الشرايين أكثر مرونة، وتعزز قدرة القلب على ضخ الدم وسريانه في الأوعية.

ولا تفيد التمارين الرياضية المتقطعة أصحاب القلوب المصابة فقط، فالذين يشكون من أمراض الرئة الانسدادية، مثل مرضى الربو والتهاب القصبات المزمن وتغبّر الرئة، والذين لا يتحملون التمارين الرياضية طويلة الأمد، يمكنهم ممارسة الرياضة المتقطعة، مع معاناة أقل من اللهاث والإجهاد.

وحول تأثير علاقة الرياضة بأرقام ضغط الدم، كشف مدير مركز البحوث الخاصة بأنماط الحياة في جامعة أريزونا الأميركية، الدكتور غلين غيسير، أن ممارسة الرياضة المجزأة لفترات قصيرة في اليوم الواحد لها أثر طيب على الصحة العامة ومعدلات التوتر الشرياني.

ويستطيع مرضى الداء السكري أن يجدوا منفعة كبيرة من ممارسة التمارين الرياضية المتقطعة التي تساعد على زيادة حساسية الخلايا تجاه هرمون الأنسولين وعلى رفع قدرتها على استهلاك الأوكسيجين وحرق المزيد من السعرات الحرارية. ولفتت دراسة دانماركية إلى أهمية هذه التمارين في ضبط مستوى السكر في الدم.

كما كشف باحثون بولنديّون أن التمارين الرياضية المتقطعة تفيد المصابين بداء باركنسون الذين يعانون صعوبات في تحريك أذرعهم وأرجلهم. وقد لاحظوا أن القيام بهذه التمارين 3 مرات أسبوعيا على مدى 8 أسابيع يحسّن وظائف أعضاء الجسم السفلى والعليا.

ووفقا لدراسة أجراها باحثون أستراليون، فإن التمارين الرياضية المتقطعة تساهم في تخليص الجسم من الدهون وفي السيطرة على كميات الطعام المستهلكة، وقد تم تفسير النتائج بأن هذا النوع من التمارين يقلل مستوى الهرمونات المحفزة للجوع.

18