التلوين أداة تساعد الدماغ على اليقظة

لندن - يؤكد خبراء علم النفس أن شعبية التلوين ازدادت مؤخرا خاصة لدى البالغين، مشيرين إلى أن الرسم كان يُعرف بالنشاط البسيط والممتع للأطفال، أما الآن فهو أداة لممارسة الصحة العقلية الجيدة.

ويقول الخبراء إن كتب التلوين للأطفال تتميز بشخصيات كرتونية وتصميمات بسيطة، أما كتب التلوين للبالغين فلها أنماط معقدة من الزهور، أو الأعمال الفنية، أو الماندالا، أو الحيوانات.

وتطرح عدة أبحاث سؤال ما الذي يجعل تلوين الكبار شائعا جدا؟ وقدم موقع ميديكال إكسبرس بعض الإجابات بحسب الخبراء، حيث يمكن أن يحسن التلوين الصحة من خلال تعزيز اليقظة وتخفيف التوتر وتقبل عدم الكمال.

ويمكن للتلوين أن يساعد على تعزيز اليقظة، وهي القدرة على التركيز، وبحسب الخبراء تأتي هذه اليقظة نظرا إلى أن التركيز على اختيار اللون والبقاء داخل الخطوط يساعد على إيقاف التركيز في الضوضاء، ومنح العقل المقدرة على التركيز في الحركات والأحاسيس والعواطف خلال اللحظة التي يتم فيها التلوين.

كما أن التلوين طريقة صحية للتخلص من التوتر، حيث يهدئ الدماغ ويساعد الجسم على الاسترخاء، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين النوم وتخفيف الإرهاق، مع تقليل آلام الجسم ومعدل ضربات القلب والتنفس ومشاعر الاكتئاب والقلق. وعلى الرغم من أن التلوين ليس العلاج النهائي للتوتر والقلق، إلا أن العمل في جلسة تلوين طويلة له قيمة كبيرة.

ويشير الخبراء إلى أنه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتلوين، إذ يعد نشاطا غير تنافسي، لذلك لا يوجد ضغط “لرفع المستوى” أو الفوز بجائزة أو التغلب على عقارب الساعة.

ويتطلب التلوين بالنسبة إلى الكبار تركيزا خارجا عن إطار الوعي الذاتي. فهو نشاط على الرغم من بساطته، إلا أنه يأخذهم خارج أنفسهم. وحسب وجهة نظر علم النفس، فإن أسباب جلب التلوين للاسترخاء هو أنه يجعل الانتباه يتدفق بعيدا عن أنفسهم، فالتلوين يأخذ انتباههم من التركيز على أنفسهم إلى التركيز على الوقت الحاضر، مما يجعله مشابها لتمارين التأمل. كما أن حقيقة أنه بالإمكان توقع نتائج التلوين تجعله جالبا للسعادة. كما أنه من الصعب جدا، أو المستحيل، أن يخفق الشخص في التلوين، وهذا يجعله جالبا للاسترخاء، فلن تترتب على التلوين أي نتائج، بل على عكس ذلك، فهو اختبار للقدرات ونتائجه إيجابية ومضمونة.

وقد لا يجد بعض الناس التلوين مريحا أو ممتعا، خاصة أولئك الذين لم يحبوا التلوين وهم أطفال، وبحسب خبراء موقع ميديكال إكسبرس تشمل الطرق الممتعة الأخرى لتخفيف التوتر قضاء الوقت مع حيوان أليف، أو التطوع في مأوى للحيوانات، أو القراءة أو الرقص.

وتعد القراءة طريقة رائعة للاسترخاء مثل التلوين، فهي تساعد على نسيان ضغوطات العمل والحياة. كما أن تدليك شحمة الأذن، يجلب إحساسا بالهدوء والاسترخاء للجسم.

وتشير الأبحاث إلى أهمية الرقص في علاج التوتر. كما أن التنفس العميق طريقة رائعة لتقليل استجابة الجسم للتهديدات المتصورة لمشاكل الحياة.