التكنولوجيا تتقدم لإحداث ثورة في بناء المنازل

لندن - لا يمكن إنكار الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في طبيعة المنازل التي نعيش فيها اليوم والبنية التحتية للمنازل، حتى لو اقتصر ذلك على وجود أجهزة الكمبيوتر والإنترنت التي تتيح الوصول إلى الخيارات الهائلة من السلع والتجهيزات المنزلية المتاحة، والتي من المستحيل الاطلاع عليها جميعا والوصول إليها قبل عصر الإنترنت.
ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يمتد إلى إمكانية الاطلاع على آلاف المنازل ومواصفاتها التفصيلية من أجل الحصول على أفضل عروض للمنازل قبل استئجارها أو شرائها، بل إن التكنولوجيا أصبحت تتيح للزبائن بناء منزل الأحلام أيضا.
اختيار منزل المستقبل
تتطلب العملية التقليدية لإيجاد وشراء منزل الكثير من الجهد الشاق، ليس فقط من قبل شركة العقارات ولكن تلك العملية تستهلك الكثير من وقت وجهد المشتري أيضا، والتي من الممكن أن تستغرق عدة أشهر.
وبسبب تلك العملية الشاقة يصاب الكثيرون بالتردد. لكن التطورات التكنولوجية المتسارعة بدأت في تغييـر الأمور نحو الأفضل.
وبدلا من تبديد الوقت في زيارة مختلف الأحياء ومعاينة مختلف المنازل المعروضة للبيع، يمكن الآن للمشتري مشاهدة ذلك ومتابعة الخيارات عبر الإنترنت والتجول في المنازل المعروضة افتراضيا.
التطبيقات التكنولوجية تتيح تسهيل القيام بالكثير من الإجراءات، مثل تسديد الفواتير ودفع الإيجار أو طلب خدمات الصيانة
ولا تقتصر فوائد ذلك على الزبائن فقط، فهي تتيح للشركات العقارية أيضا الاستفادة من الإنترنت لتوسيع مجال نشر عروضهم وتقليل الوقت والجهد المخصص للتسويق.
كما ستؤدي التكنولوجيا الحديثة إلى توسيع وتعميق دراسات الأسواق المحلية. ويدفع ذلك وكلاء الشركات العقارية بالنتيجة إلى تطوير منتجاتها للاستجابة وتقديم الخصائص الأفضل التي يطلبها المستهلكون.
كما توفر التكنولوجيا للوكالات والشركات والمطورين العقاريين فرصة معرفة المشتري والمستأجر بدقة كبيرة، الأمر الذي يساعدها في زيادة عوائدها وأرباحها.
التكنولوجيا داخل المنازل
ولا تمثل تلك الثورة في الوصول إلى الخيارات سوى السطح الخارجي لثورة التكنولوجيا في صناعة المنازل. ولا يزال الكثيرون يجهلون مستوى التطور المتاح داخل المنازل التي يجري بناؤها الآن وفي المستقبل.
فمع ظهور "المنزل الذكي" الذي يتيح للعملاء إمكانية التواصل مع الأجهزة المنزلية ويُتيح أيضا إمكانية التواصل بين مختلف الأجهزة، ظهر هناك تعريف جديد لطريقة عيشنا في المنازل، التي تتطور الآن يوما بعد يوم.
وأصبحت التطورات تمتد من المنازل المستقلة إلى الفنادق وحتى السكن الطلابي، حيث صارت تستفيد من القفزات التكنولوجية المتاحة في المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية لجعل الحياة أسهل في جميع أنحاء العالم.
كما تتيح التطبيقات التكنولوجية تسهيل القيام بالكثير من الإجراءات، مثل تسديد الفواتير ودفع الإيجار أو طلب خدمات الصيانة، التي كانت تستهلك الكثير من الجهد والوقت.
كما تساعد بعض التقنيات الجديدة المتقدمة مثل خاصية "الاتصالات قريبة المدى": "أن.أف.سي"، وخاصية "تحديد الهوية بموجات الراديو": "آر.أف.آي.دي" على ضمان السلامة الأمنية داخل المجمعات السكنية والجامعية.
لكن رغم ذلك هناك بعض السلبيات الناتجة عن التطورات التكنولوجية الجديدة. ففي المناطق المكتظة بالسكان مثل مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، يلقي الكثيرون باللوم على انتشار التكنولوجيا الحديثة في الارتفاع الكبير في أسعار العقارات والإيجارات.
المزايا التكنولوجية تمتد إلى مجال توفير الطاقة وتوليدها من المصادر المتجددة وصولا إلى إدارة النفايات
ويقولون إن وجود “وادي السيليكون” جنوب المدينة هو أحد الأسباب. لكن أنصار التكنولوجيا متفائلون بشأن مستقبل المنطقة. ويؤكدون أن الاكتشافات والتقنيات الحديثة سوف تؤدي إلى تحسين حياة المجتمع ككل.
كما زحفت التكنولوجيا إلى طرق وأساليب بناء المنازل. فبدلا من زيارة المواقع ومعاينتها بالعين، تستخدم شركات البناء تقنية الطائرات ذاتية القيادة لتحديد مدى إمكانية تنفيذ المشروع المستقبلي قبل وضع أقدامها على الأرض.
كما أن هذه التكنولوجيا تؤدي أيضا إلى تسهيل مراقبة مواقع العمل عن بعد والإشراف عليها، مما يوفر الكثير من الوقت الذي يستهلكه أصحاب ومديرو المشاريع في زيارة مواقع عمل متعددة في يوم واحد.
وأصبحت مواد البناء أيضا أقل خطورة وأكثر صداقة للبيئة. حيث تبتكر شركات البناء الآن هياكل تجريبية جديدة وتصاميم تهدف إلى الحد من حجم البصمة الكربونية الناجمة عن عمليات بناء المنازل.
وتمتد تلك المزايا التكنولوجية إلى مجال توفير الطاقة وتوليدها من المصادر المتجددة وصولا إلى إدارة النفايات، التي أصبحت شائعة بشكل متزايد في مجال صناعة المنازل.
استقبال مفهوم المنزل الذكي
معظم المستخدمين تمكنوا خلال سنوات قليلة من التأقلم مع تكنولوجيا الهواتف الذكية الحديثة، التي أحدثت ثورة في حياتنا اليومية وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم ولا يمكن الاستغناء عنه.
يتوقع الخبراء اليوم أن يتأقلم المستهلكون بدرجة مماثلة وسريعة مع المنازل الذكية الحالية والأجيال المقبلة من تلك المنازل التي بدأت تجتاح الأسواق هذه الأيام.
ويبدو من المؤكد أن تحدث المنازل الذكية ثورة عارمة في مستقبل حياتنا، ليس فقط في البلـدان المتقـدمة، بل وفي جميـع أنحاء العالم.