التقنيات المستقبلية تطغى على معرض إكسبو 2025 الدولي في أوساكا

المعرض يحاول استعادة الشعور بالوحدة في عالم تسوده الانقسامات.
الاثنين 2025/04/14
المعرض مهم خلال هذه الفترة المضطربة

افتُتحت فعاليات المعرض الدولي إكسبو في مدينة أوساكا اليابانية بمشاركة دولية واسعة، حيث تستمر أجنحة الدول في تقديم ثقافاتها وأهم منجزاتها الحضارية، في مشهد يؤكد على التنوع والتعايش وروح الاختلاف، وهي ثيمات يحاول المعرض تكريسها، علاوة على اهتمامه المحوري بأبرز الظواهر التكنولوجية.

ناتسوكو فوكيو

أوساكا (اليابان) - انطلق معرض إكسبو 2025 الدولي الأحد في أوساكا اليابانية، بمشاركة نحو 160 دولة ومنطقة، وشاءت اليابان التركيز في هذا الحدث على التقنيات المستقبلية وعلى أهمية الوئام في عالم تسوده الانقسامات.

واختارت أوساكا موضوع “مجتمع المستقبل” محورا لهذا المعرض الذي استضافته دبي قبل ثلاث سنوات، وتتمحور النسخة اليابانية حول الذكاء الاصطناعي وقطاع الفضاء.

الشعور بالوحدة

معرض إكسبو 2025 يوفر لشعوب العالم فرصة لكي تحترم ليس فقط حياتها الخاصة بل كذلك وجود الآخرين

من أبرز معالم المعرض الذي يستمر إلى 13 أكتوبر المقبل على جزيرة يوميشيما الاصطناعية نيزك مريخي و32 منحوتة لشخصية “هالو كيتي” متنكرة في شكل طحالب، واستعراضات لطائرات مسيّرة وقلب صغير نابض زُرع باستخدام الخلايا الجذعية، يُعرض للجمهور للمرة الأولى.

وسبق لأوساكا أن استضافت نسخة عام 1970 التي أحدثت أثرا كبيرا على الأرخبيل في مرحلة نهضته الاقتصادية.

وتتيح المعارض الدولية التي تُقام في مواقع عالمية مختلفة منذ عام 1851 للدول المشاركة فيها فرصة التنافس من خلال هندسة أجنحتها وعرض ثقافاتها وتقنياتها، ويُعدّ برج إيفل في باريس مثلا جزءا من إرث المعرض العالمي الذي نظمته العاصمة الفرنسية عام 1889.

في هذه النسخة تحيط بالأجنحة الوطنية “حلقة كبرى” ضخمة يبلغ محيطها كيلومترين وارتفاعها 20 مترا، وهي أكبر هيكل معماري خشبي في العالم وفقا لموسوعة غينيس، ورمز للوئام وفقا لمبتكرها سو فوجيموتو.

إلاّ أن الحدث ينطلق في ظل حروب عدة، وخطر مناخي، واضطرابات اقتصادية أحدثتها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي احتفال الافتتاح الذي أقيم السبت وجمع بين الذكاء الاصطناعي ورقصات الكابوكي، أمل الإمبراطور الياباني ناروهيتو في أن يوفر معرض إكسبو 2025 “لشعوب العالم فرصة لكي تحترم ليس فقط حياتها الخاصة، بل كذلك وجود الآخرين.”

الحدث ينطلق في ظل حروب عدة
الحدث ينطلق في ظل حروب عدة

أما رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا فرأى الأحد أن المعرض يمكن أن يساعد على “استعادة الشعور بالوحدة” في عالم تسوده الانقسامات.

وكُتِبت عبارة “غير مخصص للبيع” على لافتة صفراء وزرقاء فوق الجناح الصغير المخصص لأوكرانيا التي تقاوم منذ ثلاث سنوات غزو روسيا الغائبة عن إكسبو 2025.

وقالت نائبة وزير الاقتصاد الأوكراني تاتيانا بيريزنا الأحد “نريد أن يعرف العالم المزيد عن قدرتنا على الاستمرار. نحن من يبني، لا من يدمر.”

وفي المعرض جناحان صغيران للإسرائيليين والفلسطينيين. وقال رئيس الجناح الإسرائيلي المزين بحجر من حائط المبكى في القدس ياهيل فيلان “جئنا حاملين رسالة سلام.”

وأقيم الجناح الأميركي تحت شعار “أميركا الجميلة”، لكنه لا يأتي على ذكر الحرب التجارية، بل يركز على المناظر الطبيعية والذكاء الاصطناعي والفضاء، وفيه محاكاة لإطلاق صواريخ فضائية تُصدر شعلة من اللهب فوق الزوار.

وفي الجناح الصيني المجاور تقنيات مراعية للبيئة وعيّنات من القمر جمعها مسبارا تشانغاي – 5 وتشانغاي – 6.

اجتذاب الزوار

أكبر هيكل معماري خشبي في العالم
أكبر هيكل معماري خشبي في العالم

يضم الجناح الفرنسي تماثيل للنحات رودان، وسجادة من منطقة أوبوسون مستوحاة من أسلوب أستوديو الرسوم المتحركة الياباني “غيبلي”، وأحد غراغيل كاتدرائية نوتردام، أي المزاريب الحجرية على شكل كائنات أسطورية، إضافة إلى معارض للحرف اليدوية الفاخرة ولنبيذ منطقة الألزاس.

واجتذب الجناح الفرنسي الزوار حتى قبل أن يفتتحه الأحد كل من الممثلة صوفي مارسو ولاعب الجودو تيدي رينر.

وقالت كوميكو أساكاوا، وهي امرأة يابانية تبلغ من العمر 40 عاما، “نحن نحب فرنسا وثقافتها. جئت مع والدتي خصيصا من ناغويا” الواقعة على بعد 170 كيلومترا.

ومع ذلك أظهرت الاستطلاعات والصعوبات في بيع التذاكر سلفا عدم اكتراث الكثير من اليابانيين بهذا الحدث ومخاوفهم بشأن كلفته.

ولم تُبع إلى حد الآن سوى 8.7 مليون تذكرة مسبقة؛ أي نصف الـ14 مليون تذكرة التي كان يؤمل بيعها. ويهدف المعرض إلى جذب 28 مليون زائر خلال ستة أشهر، وهو أقل بكثير من الرقم القياسي الذي بلغ 64 مليون زائر في معرض شنغهاي في عام 2010.

ومع ذلك، أبدى الزوار الأوائل حماستهم رغم الطقس الماطر. ورأت إيميكو ساكاموتو وهي من السكان المحليين أن “المعرض مهم (خلال هذه الفترة المضطربة). سيفكر الناس في السلام بعد زيارة الموقع.”

وأضافت ساكاموتو، التي سبق أن زارت معرض أوساكا عام 1970، أنها عازمة على العودة إلى الموقع مرارا لكي يتسنى لها الاطلاع على كل الأجنحة.

وغالبا ما تتعرض المعارض العالمية للانتقاد بسبب طبيعتها المؤقتة وإهمال بقاياها بعد انتهائها. وستُزال كل المنشآت على الجزيرة الاصطناعية في أوساكا بعد أكتوبر لإفساح المجال لإقامة مجمع فندقي وكازينو، وسيعاد استخدام 12.5 في المئة فحسب من “الحلقة الكبرى”، بحسب تقارير صحفية يابانية.

15