التقليل من شأن انتخابات إسطنبول تكتيك أردوغان تحسبا للهزيمة

الرئيس التركي يريد احتفاظ حزبه بإسطنبول التي سبق أن تولى شخصيا رئاسة بلديتها لسنوات، وكانت المعبر له نحو تسلم السلطة السياسية في البلاد.
الجمعة 2019/06/21
نحو تثبيت الانتصار

إسطنبول - يتوجه سكان إسطنبول مجددا الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس لبلديتهم بعد إلغاء نتائج انتخابات سابقة فاز بها المرشح المعارض للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يضع كل ثقله في هذه المعركة لضمان فوز مرشحه بها.

ويعلق الطرفان أهمية كبيرة على هذه الانتخابات في عاصمة تركيا الاقتصادية التي يعيش فيها 16 مليون شخص، حيث لم يتردد أردوغان في القول “من يفوز في إسطنبول يفوز بتركيا”.

ويريد الرئيس التركي احتفاظ حزبه بهذه المدينة التي سبق أن تولى شخصيا رئاسة بلديتها لسنوات، وكانت المعبر له نحو تسلم السلطة السياسية في البلاد، كما أن موازنة بلدية إسطنبول ضخمة وتتيح لحزبه الكثير من النفوذ فيها في حال فاز مرشحه برئاستها. ويقول جان ماركو الباحث في المؤسسة الفرنسية للدراسات، إن تكبد أردوغان هزيمة ثانية في إسطنبول “سيشكل صفعة مذلة له أكثر من صفعة انتخابات الحادي والثلاثين من مارس”.

وأما في حال فوز يلدريم فلن يكون هذا الفوز المشرف “لأن الذرائع التي قدمت لإلغاء النتائج الأولى لم تكن مقنعة، وظهر فيها حزب العدالة والتنمية في موقع من لا يستطيع تحمل هزيمة”.

وكشفت نتائج الانتخابات الأولى في إسطنبول تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تركيا، خصوصا مع انهيار قيمة الليرة التركية وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير.

وأجرى أردوغان تعديلا على تكتيكه الانتخابي استعدادا لانتخابات إسطنبول الثانية، ففي حين كان حاضرا بقوة خلال الكثير من التجمعات الانتخابية الداعمة لمرشحه خلال الانتخابات الأولى، حاول التخفيف من ظهوره قليلا خلال حملة الانتخابات الحالية من دون أن يعني ذلك تراجعا في دعمه لمرشحه.

وتنبه أردوغان إلى خطورة تحويل انتخابات إسطنبول البلدية الأحد إلى استفتاء حول شخصه، وبالتالي دفع المعارضة لحشد قواها لتوجيه ضربة له، في حال هزيمة مرشحه.

ويقول المحلل سونر تشابتاي من مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الناخبين المترددين “سيقررون الفائز في الانتخابات ونزول أردوغان إلى المعركة مباشرة قد يبعدهم عن مرشحه”.

وبعد أن كان أردوغان اعتبر أن “بقاء الأمة” مرتبط بانتخابات إسطنبول الأحد، عاد وحاول التقليل من شأنها، وقال الثلاثاء إنها تبقى محصورة بـ“انتخاب رئيس بلدية”.

وفي حال انتصر أو انهزم فإن أنصار إمام أوغلو باتوا يعتبرونه بطل المعارضة الجديد القادر على تحدي أردوغان خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023.

5