التقلبات العالمية تؤخر تعافي قطاع سفر الأعمال

نيويورك- رجح خبراء أن يتأخر التعافي في الإنفاق العالمي على سفر الأعمال إلى مستويات ما قبل الجائحة بعد ثلاث سنوات من الآن، بسبب مزيج من العوامل التي لا تزال تقوض انتعاشه على النحو الأمثل.
ووفق رابطة سفر الأعمال العالمي “جي.بي.تي.آي” ستؤدي عوامل، من بينها التضخم واضطراب سلاسل التوريد وتدابير الإغلاق الرامية إلى مكافحة كوفيد في الصين، إلى تباطؤ التعافي الكامل للقطاع.
ومن المتوقع أن يستعيد القطاع المستويات التي كان عليها خلال عام 2019 والبالغة 1.43 تريليون دولار في منتصف العام 2026، أي بتأخير بنحو 18 شهرا.
9.7
مليار دولار نسبة تراجع خسائر القطاع عالميا قياسا بالتوقعات المسجلة في أكتوبر الماضي
وتعد هذه التوقعات أكثر تشاؤما من آخر توقعات جي.بي.تي.آي التي صدرت قبل عام، عندما توقعت انتعاشا كاملا إلى مستويات 2019 بحلول عام 2024.
وذكرت الرابطة في بيان أن “التعافي واجه رياحا معاكسة”، مشيرة إلى تحسن تدريجي من مستوى منخفض قياسيا سجّل عام 2020 وبلغ 661 مليار دولار، للوصول إلى 1.47 تريليون دولار في 2026.
وقالت الرئيسة التنفيذية للرابطة سوزان نيوفانغ “يتوقع بأن تلقي العوامل المؤثرة على العديد من القطاعات حول العالم بظلالها على تعافي سفر الأعمال العالمي حتى
العام 2025”.
وأشارت الرابطة إلى أن التعافي “تعطّل” أواخر العام الماضي ومطلع 2022 نتيجة تفشي المتحور أوميكرون، لكن الرحلات ازدادت فور تراجع عدد الإصابات بكوفيد.
وبحسب بيانات الرابطة، فقد نما الإنفاق على سفر الأعمال بنسبة 5.5 في المئة خلال العام الماضي، ليصل إلى 697 مليار دولار مع قيادة أميركا الشمالية للانتعاش، لكنه ظل أقل بكثير من مستويات 2019.
وتشمل العقبات الرئيسية في طريق التعافي الكامل ارتفاع أسعار الطاقة ونقص العمالة وإغلاقات كوفيد والتداعيات الإقليمية للحرب في أوكرانيا، إلى جانب المخاوف المرتبطة بالاستدامة.

سوزان نيوفانغ: عوامل مؤثرة تلقي بظلالها على انتعاش القطاع حتى 2025
وقالت غلوبال بيزنس ترافيل غروب، مالكة أكبر وكالة سفر للشركات في العالم أميركان إكسبريس غلوبال بيزنس ترافيل، الأسبوع الماضي إن من المتوقع أن ترتفع الإيرادات هذا العام 65 في المئة من مستويات 2019، رغم أن ذلك لا يشمل تأثير الركود المحتمل.
وتعتمد شركات الطيران والفنادق على الطلب القوي على الترفيه للمساعدة في سد الفجوة التي خلفها الانخفاض في سفر الشركات أثناء الوباء.
والشهر الماضي توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” زيادة أعداد المسافرين هذا العام بنسبة 83 في المئة من المستويات المسجلة قبل الجائحة، مع تسجيل أحجام الشحن لأرقام قياسية عند 68.4 مليون طن رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
وكان ويلي والش مدير إياتا قد أشار عشية الاجتماع السنوي لرؤساء شركات الطيران بالدوحة في يونيو الماضي، إلى أن “الشركات تستطيع مواصلة تعافي أعمالها من أزمة كورونا حتى في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي”.
وأكد أنه يجب استمرار تعافي الطلب نتيجة إزالة قيود السفر، بغض النظر عن الضغوط المالية على المستهلكين.
ولم يخف والش وجود رياح معاكسة لا يمكن تجاهلها، رغم أن التوقعات إيجابية للغاية، حيث تؤكد كافة الأبحاث التي تجريها إياتا رغبة الناس في العودة إلى السفر بالطائرة.
ورصدت إياتا تراجع خسائر القطاع عالميا إلى 9.7 مليار دولار قياسا بالتوقعات المسجلة في أكتوبر الماضي، بوصول الخسائر إلى 11.6 مليار دولار.