التقدم في السن يعيق حلم بايدن بولاية رئاسية ثانية

واشنطن – يدرك جو بايدن، الذي احتفل الاثنين بعيد ميلاده الحادي والثمانين، جيداً أن عمره يشكل العائق الأساسي أمامه قبل عام على حلول موعد الانتخابات الرئاسية، رغم أنه كثيرا ما يمزح بشأن هذا الموضوع ويؤكد أن سنه تمنحه الحكمة اللازمة.
وفي خطاب ألقاه قبل فترة قصيرة أمام عمال في شركات صناعة سيارات، سخر الرئيس الأميركي من المخاوف المتعلقة بقدراته البدنية والذهنية.
وعندما سقط أحدهم محدثاً ضجة بينما كان يلقي كلمته، سأل في البداية “هل كل شيء على ما يرام؟”. ثم أضاف “أريد أن تعرف وسائل الإعلام أنني لست الشخص الذي سقط”، في إشارة إلى تعثره المتكرر في مناسبات عامة، وانتشرت صور هذه الحوادث في جميع أنحاء العالم.
وجو بايدن هو أكبر الرؤساء سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، وفي حال فوزه بولاية ثانية كما يطمح سيكون في سن السادسة والثمانين عندما يغادر البيت الأبيض.
استطلاع رأي: 71 في المئة من الناخبين الأميركيين يجدون أن سن بايدن المتقدمة لا تسمح له بالحكم لسنوات أخرى
ويتمتع بايدن بصحة جيدة، بحسب آخر فحص طبي أجراه في فبراير الماضي، لكن التصويت لصالحه يعني المراهنة على عدم تراجع صحته وهو في هذه السن المتقدمة. لكن استطلاعات الرأي تُظهر أن المراهنة لا تغري الأميركيين.
وكشفت نتائج في ست ولايات أميركية رئيسية، ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز، أن 71 في المئة من الناخبين يجدون أن سن بايدن المتقدمة تشكل عائقاً أمام ولاية ثانية.
وينطبق هذا الأمر على الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يبلغ 77 عامًا، بنسبة 39 في المئة فقط، رغم أنه ليس أصغر بكثير. لكن المخاوف من القدرات الذهنية للمرشح الجمهوري، الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية لحزبه، تزايدت في الآونة الأخيرة.
وبالنظر إلى نتائج الاستطلاعات حث المستشار السياسي ديفيد أكسلرود، كبير مهندسي حملتي باراك أوباما الرئاسيتين، بايدن على أن يسأل نفسه “عما إذا كان يترشح لمصلحته أم لمصلحة البلاد؟”.
ورأى الباحث المختص في قضايا الشيخوخة بجامعة إلينوي جاي أولشانسكي أن هذا التركيز على العمر غير عادل. وقال لوكالة فرانس برس إن “التقدم في السنّ لم يعد كما كان من قبل”.
وتابع الباحث “الكثير من الناس يعيشون حتى العقد الثامن من عمرهم وهم قادرون تماما على أن يكونوا رؤساء أو يفعلوا ما يريدون”.
وكان بايدن قبل انتخابات 2020 قد قلل من السفر، على خلفية جائحة كورونا. لكنه الآن سيضطر إلى التجول في أرجاء البلاد للقيام بمهامه الرئاسية المنهكة.
ورغم أن تقريره الطبي أكد أنه “قوي”، فإنه ما من شك أن مشيته أصبحت متثاقلة، وكثيرا ما يكون صوته خافتا وبالكاد مسموعا.
وبات يستخدم السلّم الأقصر في الطائرة الرئاسية لتجنب التعثر مجددا. كذلك، يكثر الحديث عن زلاته، مثل إجاباته المرتبكة حول أفلام جون واين أو عندما خاطب نائبة توفيت لتوها كما لو كانت لا تزال على قيد الحياة.
وقال الرئيس الأميركي في سبتمبر الماضي خلال اجتماع مع مانحين ديمقراطيين “يبدو أن الكثير من الناس يركزون على عمري. أنا أفهم، صدقوني”، وذكر مرات عدة أن عمره 800 عام ممازحا.
وأثناء لقائه الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش (37 عاما) قال بايدن مازحا “مشكلتي الوحيدة معك هي أنك صغير جدا”. لكنه يؤكد بانتظام أيضاً أن عمره ضمانة “للحكمة” في مواجهة مطبات الحياة السياسية الأميركية والاضطرابات في العالم.
ولأسباب وراثية يرى جاي أولشانسكي أن كلا من بايدن وترامب “من كبار السنّ الأقوياء”، وهو مصطلح يستخدمه الباحثون لوصف الأشخاص الذين يحتفظون بقدراتهم حتى سنّ متقدمة.
ويشير أولشانسكي إلى أنه بالنسبة إلى الرؤساء الأميركيين “يبدو أن الزمن البيولوجي يمر بشكل أبطأ” مقارنة بمعظم الناس.