التقارب المصري السعودي يفقد قطر هامش المناورة

الجمعة 2017/06/30
في الاتحاد قوة

القاهرة - أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مباحثات هاتفية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ركزا فيها على الأزمة القطرية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد تطورا مطردا سيترجم السبت بتدشين جسر رابط بين البلدان.

وجاء الاتصال الهاتفي بين الزعيمين مع قرب انتهاء مهلة منحتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين لقطر للاستجابة إلى 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، وإنهاء أزمة نشبت بسبب اتهامات لها بدعم الإرهاب.

وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري الخميس، يتعين على قطر أن تختار “بين العمل على الحفاظ على أمن واستقرار أشقائها وبين الاستمرار في محاولتها الفاشلة لزعزعة استقرار المنطقة”، مؤكدا أن “الكرة الآن في الملعب القطري”.

وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” أن الدول الأربع لن تتنازل عن مطالبها. وبعد مضي نحو شهر من المناورات القطرية لم تستطع الدوحة تحقيق نتيجة ملموسة تخفف عنها وطأة المقاطعة العربية.

وقدم مندوب مصر في الأمم المتحدة الأربعاء أدلة ووثائق تثبت ضلوع قطر في دعم جماعات إرهابية في الأراضي الليبية.

وأشار محمد السعيد إدريس الخبير في الشؤون الخليجية، إلى أن التصميم العربي سيجبر الدوحة في النهاية على الاستجابة، إن لم يكن للكل، فعلى الأقل لعدد مهم من المطالب الـ13 التي جرى تقديمها مؤخرا إلى قطر عبر الكويت.

ولفت لـ”العرب” إلى أن متانة العلاقات بين القاهرة والرياض هي حجر الزاوية في الكثير من التطورات الإقليمية خلال الفترة المقبلة، والتفاهم السياسي والأمني والاقتصادي المشترك حول عدد من القضايا سوف يؤثر على مسار بعض الأزمات بصورة إيجابية.

ويتوجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز غدا السبت إلى مدينة تبوك (شمال غرب السعودية) لوضع حجر الأساس لبناء جسر سلمان ليربط بين المملكة ومصر مرورا بجزيرتي تيران وصنافير ورفع العلم السعودي على الجزيرتين.

وعلمت “العرب” أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيحضر حفل تدشين الجسر، وسط عرض جوي وبري من القوات المسلحة في كل من مصر والسعودية، ويختتم الحفل بعرض للقوات الخاصة المسماة “سعودي 1”.

وصادق السيسي على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية السبت الماضي، بعد موافقة مجلس النواب.

وجاء تمرير الاتفاقية بعد زيادة وتيرة التقارب بين القاهرة والرياض، وتجاوز المطبات السياسية التي مرت بها جراء تعثر تنفيذ الاتفاقية التي جرى التوقيع عليها في شهر أبريل من العام الماضي.

وجسر الملك سلمان بين السعودية ومصر سوف ينطلق العمل فيه قبل 2020 ليكون جزءا من خطط التنمية الاقتصادية وتحويل قدر معقول من تجارة المنطقة مع أوروبا عبر السعودية ثم ميناء في شمال سيناء بمصر.

وتم طرح مشروع الجسر الواصل بين البلدين قبل عام ضمن حزمة مشروعات استثمارية في إطار التعاون بين البلدين.

وأكد حسام فودة مستشار وزارة النقل المصرية سابقا، أن مشروع الجسر البري يحقق التكامل بين البلدين وينعكس على حركة التجارة ونقل البضائع بين مصر والسعودية ودول الخليج ويزيد الترابط بين الدول العربية.

2