التغير المناخي يقفز بأزمة الكهرباء إلى صدارة أولويات الحكومات

لندن - قفزت قضية تغير المناخ بأزمة الكهرباء إلى صدارة أولويات حكومات العالم، حيث تشهد دول حول العالم تقنينا في الإمدادات بسبب شح توليد الطاقة المرافق لارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة.
وتحولت قضية الطاقة إلى واحدة من أبرز مخاوف المستهلكين في دول عربية مثل مصر ولبنان والكويت وتونس، أو حتى الولايات المتحدة وسط مخاوف من تحولها إلى عادة سنوية بفعل ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الطلب.
وارتفعت حصة الكهرباء من إجمالي استهلاك الطاقة في 2023، بواقع اثنين في المئة مقارنة بمستويات 2015، ولكن تحقيق الأهداف المناخية سيتطلب تنفيذ مشاريع مستدامة أسرع بكثير في السنوات المقبلة.
وشهد الطلب العالمي على الكهرباء العام الماضي ارتفاعا لمستوى قياسي جديد، رغم الانخفاض الذي سجلته الاقتصادات الكبرى ذات الدخل المرتفع. وتوضح بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة (أمبر) أن الطلب وصل إلى 29.471 تيراواط العام الماضي، بزيادة قدرها 2.2 في المئة على أساس سنوي.
وتضاعف الطلب العالمي من نحو 14.97 ألف تيراواط في عام 2000 إلى 28.51 ألف تيراواط خلال العام 2022. وكانت اقتصادات الدول الناشئة بقيادة الصين والهند وراء قفزة الاستهلاك خلال تلك المدّة الزمنية.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب بمعدل 3.4 في المئة سنويا حتى عام 2026، وفق الوكالة الدولية للطاقة بفضل تحسن الآفاق الاقتصادية، مما سيسهم في نمو أسرع للطلب في الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
◙ 3.4 في المئة نسبة ارتفاع الطلب على الكهرباء حتى 2026 وفق الوكالة الدولية للطاقة
ومع ارتفاع درجات حرارة الطقس إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية وتشهد ولايات أميركية مثل فيرجينيا وأوريغون منذ الأسبوع الماضي قطعا جزئيا للطاقة بسبب شح الإمدادات وزيادة الطلب.
ووفق بيانات لشركة نورث أميركان إلكتريك ريليابيلتي كوربوريشن، فإن معظم الغرب الأوسط من كاليفورنيا إلى لويزيانا معرض لخطر انقطاع الكهرباء هذا الصيف، بسبب ذروة الطلب.
وإلى جانب الحرارة المرتفعة التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب فإن الحرارة أيضا تصعّب من نقل الطاقة من مكان إلى آخر عبر الشبكة، وفق بيان للشركة الأسبوع الماضي.
وتحولت انقطاعات التيار الكهربائي إلى تقليد سنوي في العديد من الولايات صيفا، لكن إدارة معلومات الطاقة الأميركية ترى غير ذلك في تقريرها السنوي للعام 2023.
وقالت الإدارة إن “إمداد الكهرباء لأسرة متوسطة انقطع العام الماضي لمدة خمس ساعات ونصف الساعة طيلة العام”. وأوضحت أن “أكثر من نصف هذا الوقت (الخمس ساعات) كان بسبب أحداث كبرى، وعادة ما تكون طقسا متطرفا”.
وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن إدارات الولايات التي تشهد قطعا للتيار صيفا دخلت مؤخرا في مفاوضات مع شركات تزويد الطاقة لعدم قطع التيار لمن تخلف عن سداد الديون، في محاولة لإدارة شهور الصيف.
وفي المنطقة العربية قد لا يختلف الوضع كثيرا، فقد تعهدت الحكومة المصرية بإنهاء أزمة انقطاع التيار الناجم عن شح إمدادات الغاز والوقود لمحطات توليد الكهرباء بحلول نهاية يوليو الجاري.
ومنذ قرابة أسبوعين، يعاني المواطنون من انقطاع في التيار لمدة ثلاث ساعات يوميا، مقارنة مع ساعتين خلال الشهور الإثني عشر الماضية، وسط أزمة إمدادات للكهرباء.
وتعاقدت القاهرة لشراء شحنات من الغاز الطبيعي والوقود اللازم لتوليد الكهرباء بقيمة 1.2 مليار دولار، لحل أزمة الطاقة خلال أشهر الصيف التي يرتفع فيها الطلب.