التغير المناخي يترجم عنفا ضد النساء

لندن- أكدت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت على الحاجة الماسة إلى التركيز بشكل عاجل على قضية العنف ضد النساء والفتيات التي تفاقمت بسبب أزمة المناخ.
وفي كلمتها حول حقوق المرأة الإنسانية خلال الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان قالت باشيليت، إن النساء والفتيات يواجهن “أقسى وأعنف تداعيات تغير المناخ”، مشيرة إلى أن النساء النازحات، اللواتي يمثلن 80 في المئة من النازحين بسبب تغير المناخ، أكثر عرضة لخطر العنف.
وأشارت المفوضة السامية إلى الأخطار التي تواجهها النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم بسبب انعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي والتفاوتات الناتجة عن التداعيات المناخية على الزراعة وسبل العيش، والتي يمكن أن تكون لها عواقب واسعة النطاق، بما في ذلك العنف المنزلي، وزواج الأطفال، والزواج القسرى.
ما لم تتحول الخطابات إلى عمل ملموس، فإن حياة الملايين من النساء وسلامتهن وكرامتهن ستظل معلقة
كما ركزت مفوضة الأمم المتحدة على ضرورة مشاركة وقيادة المرأة في قضايا المناخ بطريقة متساوية وكاملة وفعالة، فضلاً عن حاجة الدول إلى تعزيز التصميم والتنفيذ الفعال لسياسات وبرامج وميزانيات الحد من مخاطر الكوارث البيئية.
وقالت باشيليت إن على الدول أيضاً تعزيز أطر المساءلة لضمان عدم إفلات مرتكبي العنف القائم على النوع الاجتماعي من العقاب. كما يجب على الدول أن تتخذ خطوات عاجلة لاحترام التزاماتها في مجال حقوق الإنسان وحمايتها والوفاء بها، تجاه النساء والفتيات، ولاسيما المدافعات عن حقوق الإنسان البيئية، وفقا للمفوضة السامية.
وأضافت “نحن في سباق مع الزمن قبل أن يتحمل الكوكب آثار أزمة المناخ بكل شدتها. دعونا لا ننسى حقوق الإنسان للواتي يعترضن طريق (تلك الأزمة) في أكثر الأوضاع تهميشاً وضعفاً”.
وتابعت باشيليت إنه ما لم تتحول الخطابات إلى عمل ملموس على الفور، فإن “حياة الملايين من النساء والفتيات وسلامتهن وكرامتهن ستظل معلقة”.
وكان باحثون من جامعة كامبريدج، قد قاموا بتحليل الدراسات السابقة، ووجدوا صلة بين الطقس المتطرف والاعتداءات الجنسية والإيذاء الجسدي ضد النساء والفتيات والأقليات الجنسية.
وفي دراسة، حلل الباحثون 41 دراسة سابقة استكشفت الأحداث المتطرفة جنبًا إلى جنب مع العنف القائم على النوع الاجتماعي.
4
مليارات شخص حول العالم تضرروا من الفيضانات والجفاف والعواصف، مع أكثر من 300 ألف حالة وفاة
وكشف تحليلهم أن العنف القائم على النوع الاجتماعي، يبدو أنه يتفاقم بفعل الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.
وتراوح مرتكبو العنف في الدراسات بين الشركاء وأفراد الأسرة، والقادة الدينيين وعمال الإغاثة والمسؤولين الحكوميين.
ويقترح الفريق أن تصاعد العنف خلال هذه الأحداث مدفوع بعوامل مثل الصدمة الاقتصادية وعدم الاستقرار الاجتماعي والبيئات التمكينية والضغوط.
وقال كيم فان دالين، مؤلف الدراسة إن “الأحداث المتطرفة لا تسبب بحد ذاتها العنف القائم على النوع الاجتماعي، لكنها تؤدي إلى تفاقم دوافع العنف أو تخلق بيئات تمكن من هذا النوع من السلوك”.
وأشار إلى أنه من عام 2000 إلى عام 2019، تضرر ما يقرب من 4 مليارات شخص حول العالم من الفيضانات والجفاف والعواصف، مع أكثر من 300 ألف حالة وفاة، وفقًا للباحثين.
ومن المثير للقلق أن النماذج المناخية، تشير إلى أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة ستزداد سوءًا مع تقدم تغير المناخ.