التعرض لأحداث مؤلمة في مرحلة الطفولة ينمي ظهور اضطراب ما بعد الصدمة

الأزمات العاطفية التي يعيشها الأشخاص لا تمثل اضطراب ما بعد الصدمة ولكن تؤدي إلى الاكتئاب.
الثلاثاء 2024/08/20
خوف وقلق

تونس ـ يعرف اضطراب ما بعد الصدمة باضطراب القلق المرهق الذي يحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مشاهدته.

ويؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الأطفال بصفة خاصة، وقد ينتج عن التعرض لأحداث مؤلمة تتضمن تهديدًا حقيقيًا أو متوقعًا للإصابة أو الموت، مثل كارثة طبيعية، أو حرب، أو اعتداء جنسي أو جسدي، أو وفاة غير متوقعة لشخص عزيز، أو أيّ صدمة أخرى.

واعتبر الأخصائي النفسي طارق السعيدي أن عدم الصمود النفسي والتعرض لأحداث مؤلمة في مرحلة الطفولة وسوء المعاملة عند الصغر وتعدد الأحداث الصادمة أثناء الحياة توفر أرضية ملائمة لظهور اضطراب ما بعد الصدمة.

وأوضح السعيدي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن حوالي 90 في المئة من الأشخاص حول العالم عاشوا أحداثا صادمة غير أن 7 في المئة منهم يطورون هذه الأحداث التي عايشوها إلى اضطراب ما بعد الصدمة.

الأشخاص الذين تعرضوا لأحداث مؤلمة يطورون أعراضا تظهر في فترات تتراوح بين 15 يوما إلى أكثر من 6 أشهر

ولفت إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة يولد القلق ما بعد الصدمة النفسية ويعرّف كونه تعرض الأشخاص إلى حدث أو مجموعة أحداث صادمة أو مشاهدة للحدث أو مجموعة أحداث صادمة ثمّ يطوّر هؤلاء الأشخاص أعراضا تظهر في فترات تتراوح بين أكثر من 15 يوما إلى أكثر من 6 أشهر.

واستعرض في هذا الصدد عاملين أساسيين لظهور اضطراب ما بعد الصدمة وهما الاعتداءات المتسبب فيها الإنسان منها بدرجة أولى الاعتداءات الجنسية ثم التعذيب وسوء المعاملة يليها العزل والحرمان القسري من الحرية ويتمثل العامل الثاني في حصول الكوارث الطبيعية.

وقد تختلف وفق السعيدي فترات ظهور الأعراض التي يمكن أن تفوق 15 يوما إلى شهر أو بعد 6 أشهر من حصول الحدث الصادم.

وأضاف السعيدي أن هذه الأعراض تكون بمثابة إعادة إحياء الذكرى للحدث ويعيشها الفرد بنفس المشاعر التي عاشها وقت وقوع الحدث، فضلا عن تجنّب الأماكن والأحداث والأشخاص الذين لهم علاقة بالحدث الصادم واليقظة المفرطة حتى على أشياء تبدو عادية والحزن والإحساس بالقلق والمشاكل المعرفية كالذاكرة والتركيز.

ولفت السعيدي إلى أنه يمكن أن يرافق اضطراب ما بعد الصدمة علامات القلق العام أو الوسواس القهري أو الرهاب الاجتماعي حسب تقديره.

وأكد المختص النفسي أن الأزمات العاطفية التي يعيشها الأشخاص لا تمثل اضطراب ما بعد الصدمة ولكن تؤدي إلى الاكتئاب، مبينا أنه لا يمكن الحديث عن اكتئاب إلا بعد مضي 15 يوما على الأزمة.

15