التعديل الحكومي سلاح بوريس جونسون لمكافأة رفاقه المحافظين

لندن - يستعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للإعلان عن فريق حكومي جديد يأمل أن ينفذ رؤيته لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ويحلّ الانقسامات سواء داخل حزب المحافظين أو في الدولة ككل.
ويرى مراقبون أن جونسون سيسعى من وراء هذا التعديل إلى الاعتراف بجميل أنصاره المخلصين الذين ساعدوه على الفوز في انتخابات العام الماضي.
وتؤيد هذه التخمينات مسارعة وزير الخزانة البريطاني ساجد جاويد للاستقالة الخميس في خطوة غير متوقعة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية، بي.بي.سي، عن مصادر قولها، إن جاويد استقال لأنه رفض قبول طلب جونسون له بفصل مستشاريه كشرط للبقاء في منصبه، وهو ما يفتح الباب أمام تعيينات من حزب المحافظين صلب هذه الوزارة.
وكان جاويد قد تولّى منصبه في يوليو الماضي، بعد أن استقال سلفه فيليب هاموند لدى تولّي جونسون رئاسة مجلس الوزراء.
ومن جانبه، انتقد عضو حزب العمال المعارض جون ماكدونيل طريقة إدارة جونسون وحزبه للحكم بعد هذه الاستقالة قائلا “إنه سجل تاريخي. حكومة في فوضى في غضون أسابيع من إجراء الانتخابات’’. وقد تمت ترقية ريشي سوناك من منصب صغير في وزارة الخزانة، ليحلّ محلّ جاويد.
ورغم التقارير التي تحدثت عن توترات بينه وبين دومينيك كامنغز، كان جاويد يعتبر في منأى من أي تغيير وزاري.
والتعديل الوزاري المزمع إجراؤه ليس من المتوقع أن يكون بالحجم الذي أشار إليه البعض من المعلّقين، استنادا إلى رغبة مستشاره البارز دومينيك كامينجز في إعادة تنظيم جذرية للحكومة بما يلائم الخطوط العريضة التي رسمها زعيم المحافظين.
وصرّح مسئول بمكتب رئيس الوزراء بأن جونسون يرغب في ضم كفاءات جديدة، خاصة من النساء، إلى قائمة وزراء الدولة.
وبعد سنوات من الاضطرابات السياسية التي هزت بريطانيا بسبب بريكست، يريد جونسون التركيز هذا العام على قضايا داخلية بينها الاستثمار في قوة الشرطة والرعاية الصحية والبنى التحتية.
ومن غير المتوقع أن يحدث جونسون تغييرا كبيرا لكنه بدأ التعديل بعزل جوليان سميث وزير شؤون أيرلندا الشمالية الذي توسط قبل شهر واحد فقط في عودة حكومة إلى أيرلندا الشمالية بعد ثلاث سنوات من انهيار اتفاق لاقتسام السلطة.
وقال مصدر من مكتب جونسون “رئيس الوزراء يريد أن يرسي تعديله الوزاري الأسس لحكومة اليوم والغد”.وقال العديد من مسؤولي حزب المحافظين إن الوقت غير موات للتغيير الحكومي الذي كان يتوقعه كثيرون.
وكان كامينجز، الذي عمل مع جونسون على حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، يدعو منذ فترة طويلة إلى تغيير جذري.
ولكنهم قالوا إن ذلك سيكون مكلفا للغاية ومعطلا كذلك، في وقت يتعين على جونسون أن يبقى فيه على علاقة طيبة بالناخبين الذين أعطوه أغلبية كبيرة، وكان كثيرون منهم من المؤيدين التقليديين لحزب العمال المعارض.
وتأتي تعديلات جونسون في وقت تتراكم فيه التحديات على بطل بريكست، حيث سيقود مفاوضات شاقة خلال هذا العام حول مستقبل العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبالتوازي مع انطلاق هذه المفاوضات طفت على السطح قضايا قد تكون عائقا أمام تقدّم المسار التفاوضي.
وفي مقدمة هذه القضايا مطالبة أيرلندا الشمالية من جديد بالانفصال عن المملكة المتحدة، وهو ما رفضه جونسون باعتبار أن هذا الاستقلال سيعمّق الخلافات بشأن الحدود التي تعدّ نقطة شائكة في المفاوضات بين الأوروبيين والبريطانيين.