التضخم في أوروبا يبلغ أدنى مستوياته منذ عامين

البنك المركزي الأوروبي يواصل رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم.
السبت 2023/09/30
أسعار المواد الاستهلاكية أصبحت في المتناول

بروكسل - سجل المعدل السنوي للتضخم في منطقة اليورو خلال الشهر الحالي تراجعا إلى أدنى مستوياته إبّان عامين، وفق ما ذكرته وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي الجمعة.

وارتفعت أسعار الاستهلاك في منطقة العملة الموحدة التي تضم 20 دولة، بمعدل سنوي بلغ 4.5 في المئة، بحسب بيانات نشرها معهد يوروستات الجمعة، في أدنى معدلاتها منذ أكتوبر 2021.

وكانت توقعات محللين جمعتها مؤسسة فاكتسيت المالية قد ذكرت أن التضخم الأوروبي سيتباطأ وصولا إلى نحو 4.5 في المئة بنهاية سبتمبر.

ويتراجع التضخم بشكل مطرد منذ أن وصل إلى ذروته في أكتوبر الماضي على وقع التداعيات الكبيرة للحرب الروسية على أوكرانيا في أنحاء أوروبا. ومع ذلك يظل هذا الرقم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ اثنين في المئة.

4.5

في المئة أسعار الاستهلاك في سبتمبر 2023 قياسا بنحو 10.6 في المئة بنهاية أكتوبر الماضي

وقبل عام من الآن سجل التضخم في منطقة اليورو نسبة قياسية جديدة هي الأعلى منذ إطلاق العملة الموحدة في العام 1999، تحت ضغط ارتفاع أسعار الطاقة وكذلك المواد الغذائية.

ووفق ما أظهرته بيانات رسمية أصدرها يوروستات في ذلك الوقت، ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة قياسية بلغت 10.6 في المئة.

ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عدة مرات لكبح جماح التضخم الشديد، ولكن التداعيات تطال جميع نواحي اقتصاد منطقة اليورو.

وستعزز بيانات الجمعة آمال المستثمرين في أن يوقف البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة، مع ضعف اقتصاد منطقة اليورو وتزايد المخاوف بشأن الأعباء على الأسر والشركات نتيجة لارتفاع تكاليف الاقتراض.

كذلك تباطأ التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والسلع الغذائية والكحول والتبغ المتقلبة، من 5.3 في المئة في أغسطس الماضي إلى 4.5 في المئة في سبتمبر الجاري. والتضخم الأساسي هو المؤشر الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي.

وشهدت أسعار الطاقة مزيدا من التراجع، وانخفضت بنسبة 4.7 في المئة خلال سبتمبر بعد انخفاضها بنسبة 3.3 في المئة في الشهر السابق.

وتباطأ أيضا ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات ووصل إلى 8.8 في المئة في سبتمبر مقارنة بنحو 9.7 في المئة قبل شهر.

وكانت هولندا الدولة الوحيدة التي انخفضت فيها أسعار المستهلكين بنسبة 0.3 في المئة وفقا لأرقام يوروستات.

وأظهرت البيانات أن أداء ألمانيا، أقوى اقتصاد في أوروبا، كان أفضل من الأشهر السابقة مع تباطؤ التضخم من 6.4 في المئة في أغسطس إلى 4.3 في المئة خلال هذا الشهر.

التضخم يتراجع بشكل مطرد منذ أن وصل إلى ذروته في أكتوبر الماضي على وقع التداعيات الكبيرة للحرب الروسية على أوكرانيا في أنحاء أوروبا

ومع ذلك فشلت بيانات التضخم المتراجعة بألمانيا في تحفيز التوقعات بموقف أكثر ليونة من البنك المركزي الأوروبي الخميس الماضي، مع ارتفاع عائدات البوند بأكثر من 10 نقاط أساس.

وقال المحللون إن ديناميكيات أسعار المستهلك لا تزال مرتفعة بينما تستمر أسعار النفط في الارتفاع.

وأكدوا أنه في الوقت نفسه لا تزال البيانات في ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى محاطة بضجيج إحصائي أكثر من المعتاد، مما يجعل من الصعب على البنك المركزي الأوروبي أن يأخذها على محمل الجد، كما يقول البعض.

وقد واصل صناع السياسة في المركزي الأوروبي إرسال رسائل متشددة، حيث قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل الخميس إن “المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى المزيد من رفع الفائدة وإنه يؤيد إجراء تخفيض سريع في الميزانية العمومية للبنك”.

ويستطيع المركزي الأوروبي تضييق حيازاته من الأصول عن طريق بيع السندات في السوق، في خطوة من شأنها أن تشدّد الأوضاع المالية.

11