التصعيد في غزة يعقد جهود إعادة الإعمار

مصر تسعى من خلال الوساطة إلى تتويج تحركاتها في وقف إطلاق النار بهدنة شاملة طويلة الأمد تتضمن إعادة إعمار القطاع.
الثلاثاء 2022/08/09
المزيد من الدمار بدل الإعمار

غزة- يحصي أهالي غزة المصدومون الأضرار فيما بدأوا بالبحث بين أنقاض منازلهم وإزالتها بعد تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي إثر ثلاثة أيام دامية قتل خلالها العشرات، فيما يشير مراقبون إلى أن التصعيد الأخير يعقد جهود إعادة إعمار قطاع غزة التي تقودها مصر.

وأعيد تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعدما سمحت إسرائيل بدخول شاحنات محملة بالوقود إلى القطاع بعد يومين من توقفها عن العمل.

وأحيا وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأحد قبل منتصف الليل الأمل في إنهاء أعنف مواجهات منذ الحرب التي استمرت 11 يوما العام الماضي وألحقت دمارا هائلا في القطاع.

وعلى الرغم من وقوع سلسلة من الضربات والهجمات الصاروخية في الفترة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، لم يُبلّغ أيّ طرف عن أيّ خرق جدي لها حتى ظهر الاثنين.

◙ المواجهة الأخيرة فاقمت من تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني

وأفادت وزارة الصحّة في غزّة عن مقتل 44 فلسطينيا بينهم 15 طفلا، وإصابة أكثر من 360 بجروح، لذلك فقد أثار انقطاع الكهرباء السبت القلق من تأثير ذلك على المستشفيات والمنشآت الأخرى المهمة. وأعلنت إسرائيل عن ”فتح المعابر مع قطاع غزة لاعتبارات إنسانية ابتداء من الاثنين”.

وقال مدير معبر كرم أبوسالم التجاري بسام غبن “من المتوقع أن يقوم الاحتلال بإدخال 30 شاحنة محملة بالوقود لشركة توليد الكهرباء بغزة خلال اليوم”.

وقال الجيش إنه “سيستمر رفع القيود تدريجيا بالتزامن مع تقييم الوضع”، بعد إبلاغ الإسرائيليين المقيمين بالقرب من القطاع عن البقاء على استعداد للنزول إلى الملاجئ. وفي مختلف المناطق التي قصفها الطيران الإسرائيلي، بدأ سكان غزة بإزالة الأنقاض وإنقاذ البعض من مقتنياتهم من تحت المنازل المدمرة، فيما قامت وزارة الأشغال العامة بإحصاء الأضرار في الوحدات السكنية. وأفادت الوزارة في بيان بأن “الاحتلال دمر خلال عدوانه الأخير على القطاع 18 وحدة سكنية دمارا كليا، و71 دمارا جزئيا جعلها غير صالحة للسكن، وأصيبت 1675 وحدة بدمار جزئي وهي مازالت صالحة للسكن”.

وقال سهيل البواب (56 عاما) من مدينة غزة “عشنا الأيام الثلاثة في حالة خوف ورعب. لم نكن نحب الليل، فالأطفال يبكون طوال الليل من الخوف. مرت علينا ثلاثة أيام مريرة وصعبة”.

وأضاف “لم تعد الناس تحتمل. الوضع المعيشي صعب جدا في غزة. نحن نتوق للعيش حياة كريمة ولا نريد حربا كل ستة أشهر”. وتابع “الآن نقوم بتفقد أحوالنا بعد أن عادت الحياة إلى مجراها. نحن حزينون على شهدائنا، وفي نفس الوقت نشعر بالراحة للتوصل إلى هدنة”.

وقُبيل سريان الهدنة التي تمّ التوصّل إليها بوساطة مصريّة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزّة “ردا على صواريخ أطلِقت” على جنوب إسرائيل حيث دوّت صفّارات الإنذار.

وبعد التأكيد على دخول الهدنة حيز التنفيذ، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إنه “في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقّها في الرّدّ بقوّة”.

◙ سكان غزة بدأوا بإزالة الأنقاض من المنازل المدمرة، فيما تحصي وزارة الأشغال العامة الأضرار في الوحدات السكنية

وكذلك، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي بدء سريان الهدنة، مؤكدة على حقّها في “الردّ على أيّ عدوان صهيوني”. ويرى محللون أن التصعيد الأخير قد يعقد جهود الإعمار في القطاع التي تقودها مصر مع بدء المرحلة الثانية للإعمار.

وبدأت مصر مؤخرا بإنشاء شارع الكورنيش بطول 1.8 كيلومتر شمالي غزة، بالإضافة إلى إعداد المخططات لثلاثة تجمعات سكنية مقرر إنشاؤها بغزة، بإجمالي يزيد عن 3 آلاف وحدة سكنية، فضلا عن إعداد مخططات لإنشاء جسرين في شوارع المدينة.

وكانت إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة قد توصلتا في العشرين من مايو الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد تصعيد خلف 248 قتيلا فلسطينيا بينهم 66 طفلا. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 12 شخصا بينهم طفل وفتاة، حسب بيانات خدمة الطوارئ والإسعاف الإسرائيلية.

وفاقمت المواجهة الأخيرة من تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني، جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع للعام الـخامس عشر على التوالي.

وإثر ذلك انطلقت مصر في لعب دور الوسيط من أجل تتويج تحركاتها في وقف إطلاق النار بهدنة شاملة طويلة الأمد تتضمن إعادة إعمار القطاع.

2