التصعيد في غزة يتوقف على انضمام حماس من عدمه

غزة - قالت مصادر فلسطينية إن التصعيد في قطاع غزة يتوقف إلى حد كبير على حركة حماس التي تسيطر على القطاع وما إذا كانت ستختار الانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي، مع دخول القتال بين إسرائيل وغزة يومه الثاني السبت بهجمات جوية وصواريخ.
وقصفت طائرات إسرائيلية غزة وأطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ على مدن إسرائيلية السبت بعد أن أنهت عملية إسرائيلية ضد حركة الجهاد الإسلامي هدوءا نسبيا امتد لأكثر من عام على طول الحدود.
وقتلت إسرائيل الجمعة أحد كبار قادة حركة الجهاد في غارة جوية مفاجئة في النهار على مبنى شاهق في غزة، وردّ نشطاء فلسطينيون بإطلاق وابل من الصواريخ.
وقالت إسرائيل السبت إنها شنت غارات على نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ. وقال شهود إن ضربات أخرى استهدفت خمسة منازل مما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان والغبار في السماء فيما هز دوي الانفجارات مدينة غزة.
التوتر في قطاع غزة هو الأشد منذ مايو 2021 إثر قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل
وأطلق مسلحون فلسطينيون ما لا يقل عن 160 صاروخا عبر الحدود، ما تسبب في انطلاق صفارات الإنذار وهروع الناس إلى الملاجئ في مناطق أقصاها مدينة موديعين بوسط إسرائيل بين تل أبيب والقدس.
وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن معظم الصواريخ جرى اعتراضها ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.
وتحاول مصر والأمم المتحدة التوسط لإنهاء القتال ومنع تصعيد محتمل سيفاقم أوضاع متساكني القطاع الذين يعانون من نقص في الخدمات الأساسية وضنك العيش.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهجمات الإسرائيلية قتلت 14 فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن أربعة من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي وطفلة وأصابت 110 أشخاص على الأقل.
ولم تكشف حركة الجهاد الإسلامي عن تفاصيل محددة عن عدد القتلى من أعضائها، ولم تقدم مؤشرات على استعدادها لمناقشة وقف فوري لإطلاق النار. وقال مسؤول بالحركة لرويترز إن الوقت الآن للمقاومة وليس للهدنة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 19 من نشطاء الجهاد الإسلامي في مداهمات ليلية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في الوقت الذي استهدف فيه مواقع تصنيع الصواريخ ومنصات إطلاقها في غزة.
ويتكدس نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الساحلي الضيق حيث تفرض إسرائيل ومصر قيودا صارمة على حركة الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه بجانب حصار بحري بسبب ما تقول الدولتان إنها مخاوف أمنية.
وأوقفت إسرائيل شحنات وقود كان من المخطط إرسالها إلى غزة قبل وقت قصير من بدء قصفها الجمعة، وهو ما أدى إلى تعطل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وخفض ساعات الإمداد بالكهرباء إلى حوالي ثماني ساعات في اليوم، الأمر الذي دفع مسؤولي الصحة إلى التحذير من تأثر المستشفيات بشدة في غضون أيام.
وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ مايو 2021 عندما أسفر قتال عنيف استمر 11 يوما بين إسرائيل والنشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا في غزة و13 في إسرائيل.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند إنه يشعر بقلق بالغ إزاء اندلاع العنف، ونددت السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب بالهجمات الإسرائيلية.
وكانت شوارع غزة خالية إلى حد كبير وظلت المتاجر مغلقة صباح السبت. وفي الموقع الذي قتل فيه القيادي في الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، تناثرت الأنقاض وشظايا الزجاج والأثاث على طول الشارع.
وقال متحدث باسم الجيش إن القوات الإسرائيلية بذلت جهودا لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين في الهجوم المفاجئ والذي استعانت فيه بوسائل دقيقة لاستهداف طابق معين من المبنى.
وفرضت إسرائيل إجراءات أمنية خاصة في مناطقها الجنوبية بالقرب من غزة وذكرت إذاعة الجيش إنه يستعد لاستدعاء نحو 25 ألف من العسكريين، في حين بدت الشوارع في البلدات القريبة من الحدود خالية.
وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية قياديا في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، مما دفع الحركة إلى التهديد بالانتقام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن الهجمات التي شُنت الجمعة أحبطت هجوما فوريا وملموسا لحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والتي يصنفها الغرب منظمة إرهابية.
وقال بعض المحللين السياسيين الإسرائيليين إن العملية العسكرية أتاحت لرئيس الوزراء فرصة لتعزيز أوراق اعتماده قبل انتخابات الأول من نوفمبر القادم.
وذكرت القوات الإسرائيلية السبت أنها تستعد لـ”أسبوع من العمليات” ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة. وقالت إنها لا تريد الحرب ولكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في مواجهة الهجمات المسلحة من القطاع.
وتعد جولة التوتر الحاصلة في غزة الأشد منذ مايو 2021 إثر قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.