التصعيد بين طالبان والحكومة الأفغانية يلقي بظلاله على مفاوضات السلام في الدوحة

كابول – رغم بدء محادثات السلام بين حركة طالبان وقوات الحكومة الأفغانية في الدوحة، إلا أنّ الطرفين واصلا شنّ الهجمات في أنحاء متفرّقة من أفغانستان، ما يسلّط الضوء على التحدي الجسيم لإخماد التمرّد المستمرّ منذ 19 عاما.
ولم يعلن أي طرف عن اجتماعه مع الطرف الآخر في الدوحة، الأحد، لكن وكالة الأنباء القطرية قالت إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التقى بعبدالله ورئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبدالغني برادار.
وأعرب آل ثاني، خلال لقائه وفد حركة طالبان، عن ارتياحه بانطلاق مفاوضات السلام متمنيا أن تكلل بالنجاح لتحقيق طموحات الشعب الأفغاني في الوحدة الوطنية والتقدم والازدهار.
وقال فواد أمان وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية “مع بدء المحادثات الأفغانية كنا نتوقع من طالبان خفض عدد هجماتها لكن للأسف الهجمات لا تزال مستمرة بأعداد كبيرة”.
وكشف أنّ طالبان شنت 18 هجوما على القوات الحكومية ومنشآت في البلاد الجمعة عشية افتتاح المحادثات مما أسفر عن خسائر بشرية فادحة.
ودعا ممثلو عدد من الدول خلال كلماتهم في افتتاح محادثات السلام طالبان إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يجلس المفاوضون لإيجاد طريقة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عقود في أفغانستان، إلا أنّ طالبان التزمت الصمت حيال احتمال وقف إطلاق النار.
ويحاول طرفا الصراع، عبر المفاوضات، معالجة قضايا شائكة بينها شروط وقف دائم لإطلاق النار وحقوق المرأة والأقليات، ونزع سلاح عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان.
اقرأ أيضا:
وقال عبد الله عبد الله رئيس مجلس السلام الأفغاني السبت إن خفض العنف بشدة وإيجاد سبيل لوقف دائم لإطلاق النار سيكونان من أولى القضايا التي ستُطرح للنقاش عندما يلتقي الجانبان اليوم الأحد.
وأضاف “ليست لدينا معلومات محددة عن هجمات طالبان يوم السبت لكن بوسعي القول إن عدد الهجمات زاد بدلا من أن ينقص”.
وأكد مسؤولون في إقليمي كابيسا وقندوز شن طالبان هجمات مساء السبت.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان إن الحركة هاجمت رتلا للقوات الأفغانية كان قد وصل لبدء عملية على طريق سريع رئيسي في قندوز.
وأضاف أن قوات الأمن شنت ضربات جوية ومدفعية مساء أمس السبت في إقليمي بغلان وجوزجان.
وانطلقت، السبت، الجولة الافتتاحية لمحادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بالعاصمة القطرية، وسط آمال ضئيلة بالتوصل لاتفاق ينهي صراع يدور منذ نحو 20 عاما وأدى إلى تدمير البلاد وسقوط عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.
وافتتح وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ونظيره الأميركي مايك بومبيو، المرحلة الثانية من مشروع السلام الأفغاني، بعد أشهر من الترقّب عقب توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، في 29 فبراير الماضي بالدوحة.
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بين الجانبين بعد قليل من اتفاق أبرمته واشنطن مع طالبان في فبراير الماضي لكنها انطلقت مطلع الأسبوع الحالي بعد تأخيرها لأشهر لأسباب من بينها استمرار هجمات طالبان في البلد الذي تعصف به الحرب.
وتمثل هذه المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة خطوة مهمة في النزاع الأفغاني المستمر منذ 19 عاما، لكن التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى وقف لإطلاق النار، بعيد المنال بسبب التباين الشديد بين أهداف المفاوضين.
ويرى مراقبون أنه حتى وإن توصلت طالبان والحكومة الأفغانية إلى اتفاق في نهاية المطاف، فإن المرحلة المقبلة تبقى غامضة.
وشهدت الدوحة، في 29 فبراير الماضي، توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية و”طالبان” يمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
ونص الاتفاق على إطلاق سراح حوالي خمسة آلاف من سجناء طالبان، مقابل نحو ألف أسير من الحكومة الأفغانية.
وتعاني أفغانستان حربا، منذ أكتوبر 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه، في الولايات المتحدة.